أهازيج للوطن!

نشر في 25-02-2020
آخر تحديث 25-02-2020 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم تاريخ الإبداع البشري يحدثنا عن مكانة الوطن في نفوس وقلوب ومشاعر عُشاق أوطانهم، حينما جاشت أحاسيسهم بإبداعاتهم التي عبَّروا فيها عن عشقهم لهذا الوطن، وعلى امتداد التاريخ.

والغوص في ضرب أمثلة في موضوع كهذا سيأخذ منا الكثير، لما فيه من ثراء متنوِّع لمفردات وسائل التعبير الوطنية، التي تشتمل على الرسم والتصوير وجميع الفنون التعبيرية. ولكنني سأقف قليلاً أمام أرقى أشكال التعبير عن المشاعر وأصدقها، والتي يبدع فيها الإنسان أيما إبداع، ألا وهو الشعر... وكيف يعبِّر الشاعر عن حبه وعشقه وامتنانه لوطنه.

***

• وقفت أمام العديد من دواوين الشعر التي صدرت في الكويت أخيراً، فلفت انتباهي ديوان "للشعر صوت"، للشاعر علي المتروك، فلما تصفَّحته وجدته يحفل بالمشاعر الجيَّاشة حيال الوطن، فوجدتها فرصة مناسبة لنقل بعض خلجاته في مثل هذه الأيام، التي تحتفل فيها الكويت بأعيادها الوطنية:

(أعيدك المرتجى ما فيه نحتفلُ ... أم درة في جبين الدهر تعتملُ)

وهي قصيدة طويلة يختمها بهذين البيتين:

(أعطيتك الحب لا ميلاً وعاطفةً ... تطغى خيالاً وبالأهواء تنفعلُ

بل إن حبي إيمان أدين به ... منزه القصد فيه يُضرب المثلُ).

***

• وفي مكان آخر من الديوان قصيدة طويلة عنوانها "كويت يا رمز الوفاء":

(يا وطناً يرمز نحو العُلا ... لأنك الأرحب والأقدر

يا وطناً ما ضاق عن همنا ... فكل ما دونك يُستصغرُ)

وفي نفس القصيدة يخاطب أمير البلاد:

(يا قائد الشعب ويا مَن به ... زهت رياضٌ وسجت أبحرُ)

***

• ويخاطب الشاعر المتروك الأعداء الذين قاموا بغزو الكويت، فيذكر لهم أحياء الكويت التي تصدَّت للعدوان الغاشم:

(في (كيفان...) في (خيطان...) في (الجهراء...)

في كل حيٍّ عن كويتنا نذود فهذه كويتنا ... رجالها نساؤها شبابها عنود

لا فرق إن هاجمكم

(مطلق) أو (عباس) أو (سعود)

فأقسموا أن يطردوكم خارج الحدود).

***

• وفي قصيدة "أيقونة كويتية" هزج الشاعر:

(سلامٌ أيها الوطن ... سلامٌ كله شجنُ

بلادٌ عزَّ قاصدها ... فطاب العيش والسكنُ).

• أما في قصيدة "إبحار في عيون وطن"، فيشدو الشاعر:

(أبحرت في عينيك يا وطني ... مَن لي سواك أبثه شجني).

***

• وفي قصيدة طويلة يخاطب الشاعر أمير البلاد:

((أبا ناصرٍ) إن الكويت أمانةٌ ... وبيعة هذا الشعب في حفظها شكرُ

لتبقى كويت العز ثابتة الخطى ... يجللها الإكبار والحب والفخرُ).

***

• أحتفل بمقالتي هذه بعيد الوطن، الذي أتمنى على الله أن يكون احتفالي به في العيد القادم إشادة ببرلمان جديد يضم تحت قبة عبدالله السالم كوكبة من نواب شرفاء يحبون الكويت ويعشقونها... وحكومة قوية مسؤولة تتصدى لكل ما علق بجسم الكويت من أدران في السنوات الماضية، لكي تعود الكويت كما كانت مثلاً يُحتذى طوال تاريخها المجيد... وكل عام وكويت العروبة تزدهي احتفالاً بارتقاءاتها الحضارية.

back to top