«كورونا» يعزل إيران... ويتفشّى بسرعة في إيطاليا

العراق والأردن يمنعان دخول الإيرانيين... وكوريا الجنوبية تعلن حالة الإنذار القصوى

نشر في 24-02-2020
آخر تحديث 24-02-2020 | 00:06
عمال كوريون جنوبيون يطهّرون أحد الأسواق في مدينة دايغو أمس (ا ف ب)
عمال كوريون جنوبيون يطهّرون أحد الأسواق في مدينة دايغو أمس (ا ف ب)
مع استمرار ارتفاع حصيلة الوفيات الناتجة عن فيروس «كورونا» في الصين، حيث وصلت إلى 2442، أعلنت كوريا الجنوبية حالة الإنذار القصوى، في وقت أصبحت إيطاليا أول دولة في أوروبا تُخضع مدناً للحجر الصحي، وباتت إيران شبه معزولة عن العالم، بعد قرار دول مجاورة إقفال حدودها معها، ودول أخرى منع أي من مواطنيها دخول أراضيها.
بينما تتجه إيران لتصبح معزولة عن العالم مع احتمال فرض حجر صحي على عاصمتها طهران، بعدما أعلنت، أمس، وفاة 3 مرضى من جراء فيروس "كورونا" الجديد من بين 15 شخصاً ثبُتت إصابتهم بالفيروس أخيراً، أعلنت كوريا الجنوبية حالة الإنذار القصوى أمس، بسبب تفشي الفيروس، في وقت أصبحت إيطاليا أول دولة في أوروبا تُخضع مدناً للحجر الصحي، بعد شهر تماماً على اتخاذ الصين تدبيراً مماثلاً حول منشأ الوباء في مدينة ووهان.

كوريا الجنوبية

ومن أجل مواجهة الارتفاع السريع لعدد الإصابات، قرر الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، رفع مستوى الإنذار إلى "أعلى درجة". وأكد مون بعد اجتماع للحكومة بهذا الشأن أن الوباء هو "نقطة تحوّل. الأيام المقبلة ستكون حاسمة".

وتضمّ كوريا الجنوبية، حيث سُجلت إصابة 600 وشخصين، ثاني أكبر عدد من المصابين على أراضيها بعد الصين.

وأُعلن 3 وفيات إضافية، أمس، ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 5 في كوريا الجنوبية.

كما أعلن وزير التعليم الكوري الجنوبي، يون ايون هاي، في مؤتمر صحافي، ان الحكومة قررت تأجيل العام الدراسي الجديد، المقرر أن يبدأ الشهر المقبل.

إيطاليا

وفي الجهة الأخرى من آسيا، استيقظ نحو 52 ألف شخص أمس في مناطق "لا يسمح بالدخول إليها أو الخروج منها من دون إذن خاص"، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي.

وأُغلقت الشركات والمدارس، وأُلغيت الأنشطة الثقافية والرياضية، وأُرجئت مباريات كرة القدم وكرنفال البندقية، إذ تحاول الحكومة الإيطالية عزل منطقة لومبارديا وفينيتو الشماليتين لمنع تفشي الفيروس.

يُشار إلى أن أول تدبير عزل اتُّخذ منذ شهر في 23 يناير لـ11 مليون شخص في مدينة ووهان، وسط الصين، حيث ظهر وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي في ديسمبر.

باريس

وفي باريس، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، أمس، إن ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس في بلاده أمر "مرجح"، وإن السلطات الصحية تستعد تحسباً لانتشاره، مشيراً إلى أنه يتابع الوضع في إيطاليا عن كثب.

وأضاف: "احتمال ظهور حالات أخرى مرجح بشدة. هل يصبح وباء؟ نستعد لذلك".

إيران

وعلى غرار إيطاليا، اتخذت إيران، وهي حتى اليوم الدولة التي سُجل فيها أكبر عدد وفيات من جراء الوباء بعد الصين، تدابير صارمة بعد تسجيل 15 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 43. وأُعلن 3 وفيات إضافية أمس، ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 8، حسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة كيانوش جاهانبور.

من ناحيته، قال رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي: "في الوقت الحالي، ليس مطروحاً موضوع الحجر الصحي في طهران، لكن يجب الاستفسار عن ذلك من قبل وزارة الصحة". وأضاف: "إذا زاد عدد المصابین، فسنقوم بتطبيق الحجر الصحي".

ويعني فرض حجر صحي على مدينة طهران، عزلها عن محيطها لاحتواء انتشار الفيروس، أسوة بما حدث في مدينة ووهان الصينية معقل انتشار "كورونا".

بدوره، أوضح وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، أمس، أن مصدر انتقال الفيروس إلى إيران هو شخص قادم من الصين عبر رحلة غير مباشرة، قائلاً: "أوقفنا الرحلات بين طهران وبكين منذ اليوم الأول".

ونقلت وكالة "الأنباء الإيرانية" الرسمية (ارنا) عن مستشار وزارة الصحة علي رضا وهاب زادة، ان "كل الجامعات في محافظات طهران، والبرز، وقزوين، والمركزية، وقم، وهمدان، وأصفهان، وكيلان، ومازندران، ستغلق حتى نهاية الأسبوع الحالي"، مشيراً إلى أن الحكومة تدرس عزل المناطق الموبوءة.

تركيا والأردن

وفي اسطنبول، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أمس، إن بلاده ستغلق حدودها مع إيران كإجراء احترازي لمنع وصول الفيروس.

وأضاف للصحافيين انه سيتم إغلاق جميع الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية، كما سيتم وقف الرحلات من إيران، في حين قررت الحكومة الأردنية، أمس، منع دخول مواطني الصين وإيران وكوريا الجنوبية إلى أراضي المملكة في إطار جهود مكافحة انتشار الفيروس.

العراق

وبينما أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل أن فيروس "كورونا"، لن يستطيع مقاومة الأجواء الحارة للعراق خلال موسم الصيف، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إن بلاده مدت أجل حظر دخول الأجانب القادمين من إيران "عدا العراقيين".

وكانت بغداد حظرت دخول جميع الأجانب من إيران الخميس الماضي مدة ثلاثة أيام.

أفغانستان

وفي أفغانستان المجاورة، حظرت السلطات السفر بين أفغانستان وإيران، بعدما سجلت وزارة الصحة العامة في كابول، أمس، 3 حالات مشتبه فيها للإصابة بالفيروس، في إقليم هيرات غرب البلاد.

كما أمرت السلطات في باكستان بإقفال الحدود مع إيران، في ظل المخاوف من اتساع انتشار الفيروس في الجمهورية الإسلامية.

الصين

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة الوفيات الناتجة عن "كورونا" في الصين الى 2442 أمس، بعد إعلان الحكومة وفاة 79 شخصا، جميعهم ما عدا واحدا في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي، البؤرة التي انتشر منها الفيروس.

وأكدت لجنة الصحة الوطنية الصينية تسجيل 648 إصابة جديدة، مشيرة الى أن العدد الإجمالي للإصابات داخل الصين وصل الى 76.936 حالة.

وسجّلت الصين انخفاضا آخر في عدد حالات الإصابة الجديدة، لكن التلفزيون الرسمي حضّ المواطنين، أمس، على تجنب الاطمئنان الزائد بشأن انحسار المرض، محذراً من أن الصين لم تصل بعد إلى نقطة التراجع.

وصرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، أن "كورونا" المستجدّ يشكل أخطر حالة طوارئ صحية في بلاده منذ تأسيس النظام الشيوعي عام 1949، معترفاً بوجود "ثغرات" في حملة مكافحته.

وقال شي في تصريحات نقلها التلفزيون الوطني "يجب استخلاص العبر من الثغرات الواضحة التي ظهرت خلال الاستجابة للوباء".

واعتبر أن الالتهاب الرئوي الفيروسي "أزمة ومحنة كبيرة بالنسبة إلينا".

وأقرّ شي بأن الوباء سيكون له "حتماً تأثير قوي على الاقتصاد والمجتمع" إلا أنه أكد أن عواقب الفيروس ستكون "على المدى القصير" ويمكن التحكم فيها.

«أميرة الماس»

وفي طوكيو، قالت وزارة الصحة اليابانية إن راكبا ثالثا من ركاب السفينة السياحية "دايموند برنسيس" (أميرة الماس) الراسية في ميناء يوكوهاما، والتي تفشى الفيروس على متنها، توفي امس، بعد أيام من وفاة رجل وامرأة كانا أيضا على متن السفينة التي سجّلت أمس إصابة 57 شخصا، ليصل بذلك إجمالي المصابين على متنها إلى 691 شخصا.

واعتذر وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو، بعد السماح لامرأة بمغادرة السفينة "دايموند برنسيس"، وأثبتت الاختبارات بعد ذلك إصابتها.

إسرائيل

وأغلقت إسرائيل أجواءها أمام الرحلات الآتية من كوريا الجنوبية ومن اليابان، في إطار التصدي لتفشي الفيروس، وفقق ما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية.

وبالتالي تعذّر على نحو 200 مسافر من غير الإسرائيليين كانوا على متن طائرة آتية من سيول دخول إسرائيل. وذكر موقع "واي نت" الإخباري، أن إسرائيل ربما ستضع هؤلاء الـ 200 في حجر صحي داخل قاعدة عسكرية جنوب القدس.

من ناحية أخرى، أمر وزير الداخلية ارييه درعي بإضافة كوريا الجنوبية واليابان إلى قائمة دول آسيوية تحظر إسرائيل السفر منها وإليها.

كما كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة، وجود تنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لمواجهة كورونا.

أزمة الفيروس الجديد لا تزال معقدة والأخطر منذ 1949 الرئيس الصيني

تعلّيق فعاليات كرنفال البندقية وثالث وفاة من ركاب «أميرة الماس»
back to top