الأغلبية الصامتة: موعدنا في «الرازي»

نشر في 20-02-2020
آخر تحديث 20-02-2020 | 00:09
كل ما يدور حالياً حصل من قبل، كل ما يقال قيل من قبل، كل خبر مضروب تم نفيه يعاد تسويقه بنجاح، ولا يزال من أدركوا حقيقة ما يحصل و«نظّروا» له و«تفلسفوا» فيه يتناقصون بخروج من توهّم أنه الرقم الصعب الذي سيغير قواعد لعبة أحكمت قواعدها من البداية.
 إبراهيم المليفي لم يعد الابتعاد والنأي عن الدوران في حلقات مكررة من الغثاء السياسي كافياً لأن نرتاح، لقد تلازم مسار تواصلنا الاجتماعي الطبيعي مع الناس مع مسار التعليقات المزعجة التي تصلنا بكثافة في الواتساب تحديداً.

ماذا تريدون الآن منا بتناقضاتكم وممارساتكم وأسلوب تفكيركم الأعوج؟ أنتم من تصنعون أكاذيبكم وتريدون منا تصديقها، وعندما تلسعكم نارها تشتكون وتحملون غيركم السبب رغم أنكم السبب نفسه، لقد راقت لكم لعبة تصفية الخصوم على حساب كل شيء، وراقت لكم طريقة تغيير قواعد اللعبة لمصلحتكم حتى توهمتم أن كل ما يحصل يتم لأجلكم، ولكنكم في النهاية لم تكونوا سوى أدوات مغيبة مسيرة تم استثمار ما في صدورها من أحقاد ونيران دفينة، وعندما انتهت اللعبة أُلقي بكم عند أول مكب نفايات.

هل تأدبتم؟ على الإطلاق فنار الحقد أكبر، ولأجل النقاء العرقي واصلتم بيع كل شيء على حساب كل شيء، المهم زوال ما لا يمكن زواله، منذ متى ولعبة الحفاظ على الهوية الوطنية موجودة؟ منذ متى والكلام مرتكز فقط على المستفيد، أما الواهب والمتكرم فيبقى دوما فوق الشبهات؟ كم من الوقت أهدر وكم من طاقتكم تبقى في معارك يومية تافهة لم يستفد منها غير "الشطار" وبعض المحامين.

أيها المزعجون، من هؤلاء الذين جعلتموهم فوق رؤوسكم قادة رأي وفيالق دفاع عن الديمقراطية، مغمور أدلى برأيي عابر فاكتشف عمق ضحالتكم، فقرر مواصلة طريق الإصلاح فوق ظهوركم؟ أم بضائع تالفة لفظها الناس عدة مرات عندما كانوا يحترمون الحد الأدنى من معايير العمل السياسي، يا إلهى كم انحدرتم؟ إنه حقا زمن انعدام المعايير في كل مجال حيث أهدر التاريخ والممارسة والتخصص لصالح المهرجين ولاعبي الدرجة الرابعة.

كل ما يدور حصل من قبل، كل ما يقال قيل من قبل، كل خبر مضروب تم نفيه يعاد تسويقه بنجاح، ولا يزال من أدركوا حقيقة ما يحصل و"نظّروا" له و"تفلسفوا" فيه يتناقصون بخروج من توهم أنه الرقم الصعب الذي سيغير قواعد لعبة أحكمت قواعدها من البداية، وكلما زاد اللاعبون زيد في تماسكها، المدخلات نفسها والمخرجات نفسها وما زلتم تبحثون عن الخلل في مكان آخر.

أنتم أحرار، لا بل أزيد: أنتم الصح ونحن الغلط، فقط ارحمونا من رسائلكم التي لن تزيد فينا غير الصداع، ولن تحرك فينا سوى زر الإلغاء، لقد قلتها وأكررها مرحى لكم "ملعب الصابون"، وموعدنا في "الرازي" لكي أزوركم.

back to top