لبيك شبيك كل العمولات ملك يديك

نشر في 18-02-2020
آخر تحديث 18-02-2020 | 00:21
 حسن العيسى من يكون يا ترى، ابن النداف أو ابن أي بائس مسكين منسي في بلد البشوت السوداء الثمينة؟ أكيد هو شيخ ابن شيخ ابن شيخ، وبفضل امتيازات المشيخة تُفتح له أبواب الرزق السهلة في الدولة المشيخية على مصاريعها، بمجرد ذكر اسمه الثلاثي يصبح مالكاً لمصباح علاء الدين، لا حاجة لفرك المصباح حتى يأتي مارد عمولات الصفقات الكبرى... كفاية عليه أن يستعرض بلقبه في عالم الصفقات فيقفز له الجني... لبيك شبيك... كل العمولات بين يديك.

مانشيت "القبس" أمس عن "شيخ في دائرة شبهات الإيرباص" ليس هو المسألة الآن، فهي شبهات لا إدانات عن موضوع رشا الكويتية بـ "الإيرباص" والأسماء الكبيرة التي ذكر تورطها، ولا يصح أن تكون الشبهات وسيلة إدانة مسبقة، حتى ننتهي بحكم قاطع من دول تخشى وتحترم القانون الذي صاغته شعوبها بهيئات مستقلة حقيقةً لا بنصوص خاوية.

القضية الآن، هي ذكر موضوع هذا الشيخ ابن الشيخ ابن "وزير شيخ" في مناسبة الصفقة، وأتت تلميحات عنه بالصحافة في قضية صندوق الجيش وفي صفقات يوروفايتر وكراكال، وكلها صفقات بأرقام فلكية كان البطل والأبطال المساهمون معه شيخاً ابن شيخ ومعهم كما تعودنا واحد أو أكثر، كأن يكون لبنانياً أو سورياً أو من أي جنسية عربية، يعرف هذا الشاطر عن مسالك الثروة في دول بني النفط، وتواضع أهلها في قدراتهم الوسائطية للعمولات.

هذا الوافد عادة "مقطع السمكة وذيلها"، يعرف الدروب والدهاليز الخلفية للشركات الكبرى، وهو في العادة شخص ذكي، لبق اللسان، متمرس في عالم الغربة وقسوته، علّمته الدنيا الصعبة الكثير من أمور الارتزاق من عبط أثرياء النفط، مهمته أن يسهّل الأمور "للشيخ وللهامور"، ويقرب وجهات النظر بين الأطراف، ويضبطها، وتتم الصفقة عبر امتيازات المشيخة، ومن خلال شطارة الوافد الخبير، وتنتهي الصفقة بعمولات معروفة ضخمة لكل الأطراف، وقد يستكثر ابن الوطن نسبة العمولة للشاطر الغريب، فيحاول مصادرتها، فيرد الوافد بفتح ملف العقود، وتبدأ سلسلة من فضائح ودعاوى في الخارج، لا يصح ذكرها هنا، فهي من المحرمات المغلقة على دائرة فراش البلدية المتهم الأبدي والطوفة الهبيطة.

ما العمل بعدها؟ مانشيتات وأخبار صحافية بطريقة الألغاز، وتترك القضية كي يطويها الزمن وتغطيها أتربة اللامبالاة، وتطوى صفحة هؤلاء الكبار جداً... فلا قضية جدية ولا محاسبة قانونية... فلعلها قُيدت ضد المجهول، الذي اسمه علاء الدين... ويبقى أهل بغداد يقاسون حاضرهم التعيس، وهم يهللون ويزغردون فرحانين لعلاء الدين في حفل عرسه على بنت السلطان... يا خيبتكم.

back to top