السلطات الصينية تكتّمت على خطر «كورونا»... أسابيع

• «الصحة العالمية» لا تستطيع التنبؤ بكيفية تطوّر انتشاره وتنصح الدول بالاستعداد لوصوله
• تايوان تسجل أول حالة وفاة بسبب الفيروس
• حظر المركبات في هوبي وإقالات جديدة

نشر في 17-02-2020
آخر تحديث 17-02-2020 | 00:03
عائلة صينية تضع الأقنعة في شنغهاي أمس (رويترز)
عائلة صينية تضع الأقنعة في شنغهاي أمس (رويترز)
رغم استمرار تراجع الحصيلة اليومية لإصابات فيروس كورونا الجديد لليوم الثالث على التوالي، فإن القلق العالمي يبقى كبيراً من الفيروس الذي حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنه من «المستحيل» التنبؤ بكيفية تطوّر انتشاره، داعية دول العالم للاستعداد له، في حين أعلنت تايوان أول حالة وفاة بسبب الفيروس في أراضيها.
بينما بلغت، أمس، حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد (Covid 19) في الصين 1665 شخصاً، مع وفاة 142 شخصاً إضافياً وتسجيل إصابة أكثر من 68 ألف شخص، واصل عدد الإصابات اليومية الانخفاض، في وقت تمّ الكشف عن أن الرئيس الصيني شي جينبينغ كان على علم بتفشي الفيروس قبل أسابيع من تعامله بشكل علني مع المشكلة.

شي

وأظهر خطاب ألقاه شي في 4 فبراير الجاري ونشرته أمس الأول صحيفة "الشعب" التابعة للحزب الشيوعي، أن الرئيس كان على علم بتفشي الفيروس قبل أسابيع من تعامله بشكل علني مع المشكلة، وحضّ على اتخاذ إجراء حاسم لوقفه.

ويظهر الخطاب أن المسؤولين الصينيين رفيعي المستوى، كانوا على علم باحتمال حصول تفشي حاد للفيروس قبل أسابيع من الكشف عن هذه المخاطر للعموم. ولم تعلن السلطات الصينية أن الفيروس يمكنه الانتقال بين البشر حتى أواخر شهر يناير، مطلقة جرس الإنذار على صعيد واسع.

وربما يشير ذلك إلى مزيد من المحاولات للحفاظ على سمعة الرئيس، لكن ربما يهدد أيضا بجر شي في جدال حول الفشل في وقف انتشار المرض في وقت مبكر.

وقال شي، إنه أصدر مطالب بالعمل لمنع "كورونا" والسيطرة عليه في 7 يناير الماضي، خلال اجتماع للقيادة العليا للحزب الشيوعي.

ورغم أوامر شي، كان رد فعل مسؤولين في مدينة ووهان، عاصمة إقليم هوبي والتي كانت مركز التفشي، بطيئا، لاسيما إقامة مأدبة جماعية لـ 40 ألف أسرة في 18 يناير، الماضي في محاولة لدخول موسوعة "غينيس" العالمية.

هوبي

ويأتي قرار إصدار تفاصيل الخطاب بعد إقالة العديد من المسؤولين المحليين والإقليميين في هوبي بسبب سوء تعاملهم مع الأزمة.

وتعرض أكثر من 6 مسؤولين سياسيين في هوبي للإقالة بسبب إخفاقهم في السيطرة على المرض، وذلك وفقا لإشعار نشرته لجنة الانضباط والتفتيش التابعة للحزب الشيوعي في الإقليم الذي يقطنه 56 مليون نسمة.

وتم توبيخ عدد من المسؤولين في المقاطعة بينهم نائب حاكم منطقة كيشون الذي "خالف أوامر الحجر الصحي المركزية"، حسب سلطات هوبي التي باتت منقطعة عن باقي أرجاء البلاد، والتي أعلنت حكومتها أمس، أنها ستفرض حظراً على حركة كل السيارات في أنحاء الإقليم لكبح انتشار المرض.

وأضافت في وثيقة رسمية، أن "المركبات المعفاة من الحظر هي سيارات الشرطة والإسعاف، وتلك التي تنقل سلعا ضرورية والمرتبطة بالخدمات العامة".

ولليوم الثالث على التوالي انخفض عدد الإصابات الجديدة في اقليم هوبي بؤرة المرض، في حين تساوى عدد الوفيات مع تلك التي تم تسجيلها امس الأول، عند 139 حالة.

كما واصل عدد الإصابات الجديدة الانخفاض لليوم الـ 12 على التوالي في مناطق أخرى في البلاد.

«الصحة العالمية»

ومع ذلك، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أنه "من المستحيل التنبؤ بأي اتجاه سيتطور الوباء"، ناصحاً "جميع دول العالم بالاستعداد لوصول حالات إصابة بكورونا إليها".

وأضاف غيبريسوس من مؤتمر ميونيخ للأمن: "ندعو الحكومات كافة، والشركات كافة، ووسائل الإعلام كافة للعمل معنا من أجل الإبقاء على مستوى التأهب المطلوب من دون تأجيج الهستيريا".

وقال غيبريسوس، إن "تفشي الفيروس لا يزال يشكل حالة طوارئ بالنسبة للصين" وعبر عن اعتقاده بأنه "من المستحيل تحديد الأماكن التي سينتقل إليها الفيروس".

تايوان

وبعد الوفاة في فرنسا والفلبين وهونغ كونغ واليابان، أعلن وزير الصحة والرفاهية التايواني، شين شيه، أول حالة وفاة بـ Covid 19 في أراضيها.

وقال شين، خلال مؤتمر صحافي، إن المتوفى في الستينيات من عمره وتم نقله إلى المستشفى في 3 فبراير الجاري بسبب ضيق في التنفس، الذي أدى إلى تشخيص بالإصابة بالتهاب رئوي، وتوفي مساء أمس الأول.

السفينة

وخارج البر الصيني الرئيسي، يتركز أكبر عدد إصابات داخل السفينة السياحية "دياموند برينسيس" قبالة سواحل اليابان بلغ عدد الإصابات فيها 355 حتى الآن.

وأعلنت الولايات المتحدة وكندا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية أنها ستجلي مواطنيها من السفينة وتخضعهم لحجر صحي في بلدانهم.

وذكرت وزارة الدفاع اليابانية أن قوات الدفاع الذاتي ستنقل نحو 380 من الركاب الأميركيين على متن "دياموند برينسيس" من ميناء يوكوهاما إلى مطار هانيدا في طوكيو بواسطة حافلات.

وكانت السلطات الصحية في اليابان أعلنت في وقت سابق تسجيل 70 حالة إصابة جديدة بالفيروس من أصل نحو 3700 شخص على متن السفينة، ليرتفع بذلك عدد الاصابات إلى 355 من الركاب وأفراد الطاقم.

وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس، إصابة 3 من أصل الـ 15 إسرائيليا على متن "دايموند برينسس"، بالفيروس، مشيرة إلى أن حالتهم طفيفة.

وفي بنوم بنه، ذكر مسؤول أمس، أنه يتعين أن يخضع نحو ألف شخص مازالوا على متن سفينة "ويستردام" السياحية التي رست في كمبوديا لفحوصات إضافية قبل السماح لهم بالنزول من السفينة.

وذكرت شركة "هولاند أميريكا" المالكة للسفينة السياحية، أن 236 راكبا وطاقما مكونا من 747 مازالوا على متن السفينة، بعد أن نزل منها أكثر من 1200 شخص يومي الجمعة والسبت.

وأصيبت سائحة أميركية (83 عاما) بالفيروس أثناء وجودها على متن "ويستردام".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، البدء بإجراءات الحجر الصحي للعائدين من الصين إلى القطاع للتأكد من خلوهم من الفيروس.

وذكرت الوزارة، أن إجراءات الحجر الصحي ستتم داخل معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر.

«كورونا» يخطف مخترع «سكين غاما»

في خسارة علمية جديدة تضاف إلى أزمة تفشي فيروس "كورونا" في الصين، أفادت صحيفة "الشعب" اليومية الحكومية، أمس، أن العالم البارز في مجال الهندسة الطبية دوان تشنغتشنغ، توفي من جراء إصابته بالمرض القاتل.

ووفق الصحيفة، فإن العالم في أكاديمية الهندسة الصينية، (86 عاما)، توفي أمس الأول.

وذكرت "الشعب" أن دوان ابتكر اختراعات عدة أبرزها الجراحة الإشعاعية باستخدام "سكين غاما"، الذي يستخدم لعلاج الأورام والتشوهات الوعائية وغيرها من تشوهات الدماغ.

وخلال هذا النوع من الجراحة، يتم تركيز نحو 200 حزمة صغيرة من الإشعاع على الورم أو أي هدف آخر بدقّة بالغة.

إصابات «دايموند برنسيس» ترتفع إلى 355 بينهم 3 إسرائيليين
back to top