الصدر في أعنف هجوم على المحتجين: «دواعش» التمدّن ويتّبعون الغرب الكافر

● مسيرات نسائية عراقية غداة طعن متظاهرة في «التحرير»
● أياد علاوي: الاعتداء على الناشطات سينقلب زخماً للحراك

نشر في 14-02-2020
آخر تحديث 14-02-2020 | 00:12
جانب من تظاهرة نسائية في ساحة التحرير وسط بغداد أمس 	(أ ف ب)
جانب من تظاهرة نسائية في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ ف ب)
بعد دعوته إلى عدم الاختلاط في ساحات الاعتصام، وغداة قيام أنصاره بطعن متظاهرة في بغداد، شن رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أمس، أعنف هجوم على المحتجين المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي، خصوصاً من المحسوبين على التيار المدني، وأطلق عليهم لقب «دواعش التمدّن والتحرر»، متهماً إياهم باتباع «الغرب الكافر».

الصدر، الذي كان يعتبر الأقرب إلى المحتجين حتى عملية تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني وحليفه الأقرب في العراق أبومهدي المهندس مطلع يناير الماضي، قام بانعطافة كبيرة ضد الحراك المتواصل منذ أكتوبر الماضي، وكلّف أنصاره بأكثر من محاولة لإنهاء التظاهرات والاعتصامات، انتهت جميعها بالفشل.

واعتبر مراقبون أن تحالف الصدر، الوريث الفعلي لأكبر عائلة مرجعيات شيعية عربية منذ مئات السنوات، في آخر انتخابات مع الحزب الشيوعي وشخصيات من التيار المدني وأخرى محسوبة على العهد الملكي، هو تحرك ملموس من تياره المتشدد دينياً باتجاه الوسطية، عقب سنوات من قيام مناصريه بتفجير الحانات وقتل بائعات الهوى ومنع أي مظاهر يعتبرونها مخلة، بقوة السلاح.

لكن يبدو أن الانعطافة التي قام بها الصدر بعد اغتيال سليماني لم تقتصر على الجانب السياسي، إذ بات هو في واجهة القوى السياسية المناهضة للحراك إلى جانب الفصائل المحسوبة على إيران، بل امتدت إلى الجانبين الاجتماعي والديني.

وفي تغريدة نشرها أمس، قال الصدر، الذي يتابع دروساً فقهية في حوزة بمدينة قم الإيرانية المقدسة لدى الشيعة: «بالأمس تعالت أصوات التشدد والقتل وحزّ الرقاب والتفخيخ باسم الدين، واليوم تتعالى أصوات التحرر والتعري والاختلاط والثمالة والفسق والفجور، بل والكفر والتعدي على الذات الإلهية وإسقاط الأسس الشرعية والأديان السماوية والتعدي على الأنبياء والمرسلين والمعصومين»، مضيفاً: «ذكرني ذلك بشعارهم القديم بما معناه، إنهم لا يريدون قندهار بل يريدون شيكاغو».

وأضاف: «نحن اليوم ملزمون بعدم جعل العراق قندهار للتشدد الديني، ولا شيكاغو للتحرر والانفلات الأخلاقي والشذوذ الجنسي للفجور والسفاح والمثليين».

وشدد على ضرورة «الدفاع بكل ما أوتينا من علم وإيمان وأخلاق وقوة عن ديننا وعقيدتنا وثوابتنا ومنهجنا الذي تربيّنا عليه، فلا نكون من عبدة الأصنام التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا نكون أتباع شهوة التسلط وعشق القتل والدماء ولا نكون عبدة للشهوة والملذات والغرب الكافر»، مؤكداً أن «التحرر والتنوير يجب ألا يصلا إلى نشر الفاحشة والمنكر».

وفي نبرة لا تخلو من التهديد، نصح الصدر «شرذمة الشاذين من دواعش التمدن والتحرر ألا ينجروا خلف غرائزهم الحيوانية وشهواتهم التسافلية، فإننا لن نقف مقيدين وساكتين عن الإساءة للدين والعقيدة والوطن، ولن نسمح بمحو آثارها كما لم نسمح للمحتل بطمس العراق سابقاً».

وفيما بدا أنه رد ضمني على دعوة الصدر إلى عدم الاختلاط، نظمت أمس مسيرات نسائية في بغداد وعدة محافظات دعماً للمتظاهرات اللواتي يشاركن في الحراك منذ بدايته تحت شعار «بناتك يا وطن».

في السياق، أكد زعيم ائتلاف المنبر العراقي أياد علاوي أن ما تتعرض له الناشطات سيكون حافزاً يديم زخم الحراك، مضيفاً في تغريدة: «يا أشباه الرجال، ولا رجال، أعلى النساء تستقوون، وتعتدون، أيها المجرمون؟».

وأكد علاوي أن «دماء سارة طالب، وهدى خضير، وزهراء القره لوسي، وما تعرضت له صبا المهداوي وغيرها من الناشطات، وأخريات، ستكون حافزاً يديم زخم هذا الحراك، وكما أرعبكم طلبة العراق الغيارى، سترعبكم نساؤه الشامخات، وإن غداً لناظره قريب».

back to top