إيران: انشقاقات داخل الأصوليين قد تطيح «هندسة الانتخابات»

• ربيعي ينفي استقالة جديدة لروحاني
• «الحرس» يتوعد «عملاء الغرب» قبيل الانتخابات

نشر في 13-02-2020
آخر تحديث 13-02-2020 | 00:03
إيرانيتان تمران بجوار رسم «جرافيتي» على حائط بطهران أمس 	(إي بي أيه)
إيرانيتان تمران بجوار رسم «جرافيتي» على حائط بطهران أمس (إي بي أيه)
على نحو مفاجئ قد يفضي إلى تبديد عدة خطوات مهدت الطريق أمام هيمنة التيار الأصولي المتشدد على مجريات الانتخابات التشريعية الإيرانية المرتقبة الشهر الجاري، أكد أحد كبار الشخصيات الأصولية الإيرانية أن تياره بات يواجه خلافات حادة يمكن أن تؤدي إلى فشل مخططاته بشأن البرلمان المقبل، محذراً من مفاجأة بفوز التيار الإصلاحي بالأغلبية.

وأشار المصدر إلى أن إقصاء أغلب رموز التيار الإصلاحي المعتدل من جانب «مجلس صيانة الدستور» مقابل عبور عدد كبير من الشخصيات الأصولية، في خطوة وصفت بأنها «هندسة للانتخابات»، أدى إلى صراع داخلي بين الأصوليين حول الأحقية في الالتحاق بالقوائم الانتخابية وظهور لائحتين أو 3 بنفس الدائرة، مما يهدد بتضارب في الآراء قد ينعكس سلباً على «صورة التيار» الذي يبدي «مواقف ثابتة» بشأن القضايا.

من جهة ثانية، ورغم إعلان الجمعية العامة للإصلاحيين أن التيار لن يتقدم بأي لائحة في الانتخابات، فإن بعض الأحزاب الإصلاحية بدأت محاولات حثيثة لتجميع شتاتها ودعت كوادرها وأنصارها ممن تمكنوا من الحصول على موافقة «صيانة الدستور» على خوض الانتخابات إلى اجتماع أمس.

وأكد مصدر حضر الاجتماع أن الإصلاحيين يعملون على أن يواجه التيار الأصولي انشقاقا يؤدي إلى «انقسام الآراء»، وفي المقابل يوحد التيار الإصلاحي جهوده ويسعى للحصول على تأييد الناخب لـ»لائحة موحدة»، لكن المشكلة تكمن في أن الذين استطاعوا العبور من «مقصلة مجلس صيانة الدستور» جميعهم شخصيات غير معروفة وضعيفة لا يمكن التعويل عليها لجذب الجمهور الإصلاحي إلى صناديق الاقتراع، إضافة إلى أن عامة الناس يرفضون التصويت في هذه الانتخابات بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية.

واتهم المصدر الإصلاحي «صيانة الدستور» بإقصاء جميع المرشحين في بعض المحافظات والإبقاء على مرشح أصولي واحد، معتبراً أن ما جرى «تنصيب من قبل المجلس» لعضو البرلمان.

وأشار إلى أن «صيانة الدستور» قام بإقصاء 45 مرشحاً لمجلس «خبراء القيادة»ـــ الانتخابات التكميلية لـ»خبراء القيادة» تتم بالتزامن مع انتخابات البرلمان ــــ في مدن شيراز وقم، معتبراً أن الانتخابات تجرى في المدينتين دون منافسة بعد الإبقاء على مرشح أو مرشحين من التيار الأصولي فقط.

ولفت إلى أن التيار الإصلاحي في العاصمة طهران يواجه معضلة جمع 30 شخصية بارزة على قائمة انتخابية، وقد يضطر إلى الدفع بأسماء مجهولة يمكن أن تحصل على نسبة تصويت ضعيفة وهو ما يمثل ضربة كبيرة للتيار إن حدث.

وحسب المصدر، فإن الإصلاحيين ضغطوا على رئيس الجمهورية حسن روحاني كي يقدم استقالته بمناسبة ذكرى «الثورة» والإعلان عنها خلال مراسم الاحتفال أمس الأول بشكل مباشر يضع الجميع أمام الأمر الواقع بهدف قلب الطاولة على معارضيه «لكن للأسف أصر بعض مستشاري الرئيس على بقائه في سدة الحكم رغم أنهم يعلمون جيداً أن هيمنة التيار الأصولي على البرلمان، ستجعل الحكومة مكبلة قبل العمل على تحطيمها، قبيل الانتخابات الرئاسية، ولن يكون مستقبل روحاني أفضل من الرؤساء هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وأحمدي نجاد».

وكان روحاني، في كلمته بمناسبة الذكرى الـ41 للثورة، انتقد العملية الانتخابية و«صيانة الدستور» بشدة، معتبراً أن أهم أسباب حدوث الانتفاضة التي أطاحت الشاه رضا بهلوي عدم قيامه بتنظيم انتخابات ورغبة الشعب بإيصال صوته.

في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، صحة التقارير التي تحدثت عن نية روحاني تقديم استقالته، مؤكداً أن الرئيس «باق حتى نهاية ولايته».

إلى ذلك، حذر رئيس دائرة الاستخبارات في «الحرس الثوري» الإيراني، حسين طائب، الأجهزة الاستخباراتية الغربية من أي محاولة لإثارة الشغب داخل الجمهورية الإسلامية مع قرب الانتخابات.

وشدد طائب على أن «الغربيين وعملاءهم في الداخل» سيتلقون في هذه الحالة «صفعة مؤلمة» من الأجهزة الأمنية الإيرانية، قائلا إنه «لن يقف أحد موقف المتفرج».

وذكر أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تعلم جيداً مخططات الأعداء لإثارة الاضطرابات عبر «تشكيل مجموعات شغب لتنفيذ استراتيجية الضغوط القصوى» وبمحاولات التغلغل في الأجواء الافتراضية لمواقع التواصل.

back to top