الصف الأمامي

نشر في 09-02-2020
آخر تحديث 09-02-2020 | 00:08
هناك بعض الأشخاص الذين يتسابقون للجلوس بالقرب من صاحب الديوان سواء كانت المناسبة حفل زواج أو عزاء أو في الأحوال العادية، دون أن يقيموا وزناً للأشخاص الآخرين، وهذه ظواهر سلبية سواء كانت من جانب الرجال أو النساء.
 محمد أحمد المجرن الرومي عندما تكون هناك مناسبات رسمية مثل المؤتمرات دائما ما يخصص للضيوف أماكن مميزة، وتكون في الصفوف الأمامية بالقرب من راعي الحفل كنوع من المجاملة والاحترام، والجلوس يكون حسب الرتبة إذا كانت المناسبة رسمية يحضرها وفود من الخارج، وهذا متعارف عليه بين الدول، أما إذا كانت هناك أمسية أو حفل أو محاضرة مفتوحة للجمهور أو للطلبة إذا كانت في الجامعات أو المعاهد أو حتى الجمعيات الأهلية أو غيرها من الأماكن فالوضع هنا مختلف، لأن كل شخص يحضر هذه الفعاليات يعتبر ضيفاً وهو متساوٍ مع الآخرين في الجلوس في أي مقعد، سواء في الصفوف الأمامية أو الخلفية حسب أولوية الحضور.

لكن الملاحظ في بعض الندوات أو الأمسيات توضع ورقة مكتوب عليها عبارة (محجوز) على الكرسي، أي أن المقعد لا يجلس عليه أي شخص لأنه محجوز لأشخاص معينين حتى لو حضروا بعد بدء الفعالية أو الأمسية، وهذا في رأيي لا يجوز أن يُحجَز مقعد لشخص ويحرم منه الآخرون، علما أن جميع الأشخاص متساوون في التقدير والاحترام.

وفي بعض المناسبات نجد بعض الأشخاص يتكالبون للجلوس في المقاعد الأمامية رغبة في الظهور الإعلامي أو أنهم يعتبرون أنفسهم أفضل من الآخرين، ويحرصون على أن يجلسوا بالقرب من المضيف في منتصف الصف الأول ولا يرضون بأن يجلسوا في أطراف الصف الأول.

وفكرة حجز الأماكن أو تفضيل الصف الأمامي على غيره من الصفوف لا تجوز لأن جميع الحضور مدعوون ومتساوون، وظاهرة التسابق في الجلوس نجدها أيضا في الدواوين الرجالية الخاصة، فهناك بعض الأشخاص الذين يتسابقون للجلوس بالقرب من صاحب الديوان سواء كانت المناسبة حفل زواج أو عزاء أو في الأحوال العادية، دون أن يقيموا وزناً للأشخاص الأكبر سناً أو علماً أو وجاهة.

وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء في تجمعاتهن، ففي حفلات الزواج على سبيل المثال تتصرف بعض النسوة كما يتصرف بعض الرجال في حجز المقاعد أو في الجلوس في الأماكن والصفوف الأمامية، ففي حفلات الزواج تقوم بعض النساء بحجز أماكن لأقاربهن أو صديقاتهن اللائي يأتين متأخرات في حين اللاتي يأتين قبل بداية الحفل قد لا يجدن أماكن مناسبة لأن المقاعد تحجز بواسطة وضع الحقيبة أو الشالة أو المعطف.

كل هذه ظواهر سلبية سواء كانت من جانب الرجال أو النساء لأن الجلوس حر وكل من يأتي أولا يجلس في المكان الذي يختاره، ولا أرى داعياً للتسابق بحجز المقاعد وخاصة في الصف الأمامي، وقد ألقى شاعر خليجي أبيات شعر عن بعض الأشخاص الذين يتهافتون للجلوس في الصف الأمامي مع أنهم ليسوا أفضل الناس.

تحية لليابان

قرأت خبراً مصحوباً بالصورة عن قيام السلطات اليابانية مؤخراً بتخصيص أماكن لصلاة المسلمين على الطرق السريعة في أنحاء اليابان، هذه الأماكن مزودة بدورات المياه، ومفروشة بالسجاد، وإشارات لاتجاه القبلة، وبالقرب منها أماكن للأطعمة الحلال، وحيث إن المسلمين في اليابان لا يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان إلا أن هذه المبادرة من جانب السلطات اليابانية تدل على التحضر والتسامح مع الأديان الأخرى، واحترامهم للدين الإسلامي وللمسلمين في اليابان، وهذا العمل الجليل من ناحية اليابان يستحق التقدير والاحترام والشكر الجزيل.

back to top