حين يصبح بعض الحمقى مشاهير

نشر في 07-02-2020
آخر تحديث 07-02-2020 | 00:03
 محمد خلف الجنفاوي "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير" مثل غربي أصبح حقيقة واقعة في مجتمعنا، فأغلب الحمقى أصبحوا من المشاهير، لا أقصد ثقافة المنع بل البحث والتفكير بعقول كشفت محتواها الهزيل، وكما قال سقراط: "تكلم لكي أراك"، وهنا أخص بالكلام المحللين السياسيين والمثقفين والشعراء وأصحاب الرأي وحتى من يبحث عن كرسي ما.

يغيب الفكر والموضوعية وتقديم الحلول ويزيد التجهيل والتزوير للأحداث بعد ظهور الميديا، فالموضوع ليس قناعات غُيرت أو أحداثا جُربت بل أصبح أكل عيش، فالهارب من المعركة يتكلم عن الشجاعة والصمود، وينظر بالخطط العسكرية وأنواع الأسلحة، ومن يحلل الاقتصاد عليه قضايا تزوير وسوء إدارة، وهنالك غرف سوداء تديرها أجهزة أمنية لنشر الإشاعات أو تشويه شخص ما أو مجموعة ما أو العكس.

والخطورة تكمن في أن بعض هؤلاء الحمقي يجدون من يدعوهم لندوات ومحاضرات، وكأن لهم إنجازا فكريا أو ثقافيا أو مجتمعيا، مع أن أنشطتهم استهلاكية تخلت عنها مجتمعات نشأ هذا الأمر بينها، وهنا لا نتحدث عن التسويق أو التجارة بل عن النصب والاحتيال.

في بلادنا لا يوجد خط آخر مواز مدعوم كالمبدعين وأصحاب المشاريع الإنسانية التي تعزز الحوار والفكر ولغة الاختلاف برقي واحترام للآخر، ولا توجد بدائل موازية تقدم منتجا راقيا متميزا يدعم الشباب الطموحين ويقدم لهم خيارات متعددة كما هي الحال في الغرب. وللأسف الإعلام الحكومي متخلف غالبا، مع أنه يصرف عليه الملايين بلا ناتج لبرامج حوارية جدية تلامس أمور الوطن والمواطن وتغير ثقافة إلغاء الآخر والعنصرية، فبدأت هذه المشكلة تكبر كل ذلك رغبة بالشهرة والثراء المادي السريع ولو بطرق غير مشروعة.

ناهيك عن تأثر الصغار بهؤلاء الحمقى فأهملوا العلم والتعلم ولغة الحوار واحترام الإنسان، ونسوا أن هناك فرقا كبيرا بين أن أفتح نوافذي لكل حضارات العالم وأتعايش معها وأن أدعها تقتلعني من جذوري.

back to top