ممات يغيظ العدا

نشر في 04-02-2020
آخر تحديث 04-02-2020 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم شكراً لكل من ساهم بوضع خريطة الطريق أو شارك فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، بل شكراً لمن عرف بها والتزم حيالها الصمت... فلكم جميعاً الشكر الجزيل... ولا شك أن المشهد الهوليودي الذي ظهر فيه ترامب وأمامه نتنياهو قد أسعدكم وأطربكم، حيث ظننتم أنه أزاح عن كاهلكم هموم سبعة عقودٍ من ضياع جزء عزيز من وطنكم، وإن كان البعض منكم يردد: "إنه ليس وطننا"، وخصصتم المليارات لأجهزة إعلامكم لتأكيد هذه الأكذوبة حتى بات المواطن البسيط والساذج بل التافه يردد:

- ما لنا وفلسطين؟! إن الفلسطينيين أنفسهم باعوها لليهود!

وفتحتم كاميرات فضائياتكم للمهرجين من مواطنيكم يرددون كالببغاوات ما تردده أجهزة الإعلام الصهيونية... فشكراً لكم، وسامحكم الله.

***

• والحقيقة التي لا تريدون الوقوف أمامها ليست خريطة الطريق، فهذه الخريطة ما هي إلا بوابة للخرائط الأكبر، والتي ستجعل منكم ومن الشعوب في أوطانكم "هنوداً حمراً"، نعم... ففي كلمة نتنياهو أثناء تقديمه الشكر لترامب على القدس والجولان والدعم الكبير الذي قدمه لليهود، أشار إلى "بلاد آشور"، وهو هنا يريد الانتقام للسبي البابلي منذ آلاف السنين، ويؤكد على تنفيذ الشعار الذي يتصدر الكنيست "من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل".

***

• أعود إلى الشخصية المسخ دونالد ترامب الذي استفز مشاعر شعوبكم، وأنتم تعلمون ذلك جيداً وتعلمون أيضاً أنه يخالف الشرعية الدولية ويضرب عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة متفاخراً بجريمته، وكأنه يحكم بشريعة غابٍ فيقوم بتوزيع أراضيكم التاريخية والمقدسة مثلما يريد لإسرائيل، ويا للعار... يا للعار، فإن بعضكم – بالاتفاق من تحت الطاولة – قام بالتنديد!! وياله من تنديد مقزز ومقرف تحمله بيانات شجب واستنكارٍ لم تعد تقنع حتى الجُهال والأغبياء والمتخلفين، ولكنكم تصرون عليها لتضحكوا بها على أنفسكم لكنكم لن تضحكوا بها على شعوبكم لأنها تعرف حقيقتها.

***

• ولندع الكلام الموجه إلى بعض القادة، والذي لن يسفر عن أي نتيجة، لأنهم أضعف من أن يحركوا ساكناً بوجه ما يريده ترامب، وبالتالي نتنياهو، ولديهم حججهم التي أقنعوا أنفسهم بها، ولنتوجه بالكلام للإخوة الفلسطينيين لأقول: فلسطين هي البوصلة التي ترشد كل الأحرار الشرفاء العرب نحو حريتهم وكرامتهم، ولما كانت حركة كفاحكم المسلح قد حققت نتائج مشرفة في مواجهة الصهاينة فهي لم تقض مضاجع الصهاينة فحسب، بل قضت مضاجع بعض القيادات العربية التي خططت بأساليب جهنمية لـ "شَرذمة" وتفتيت قيادتكم الفلسطينية حتى أوصلتكم إلى هذه الخريطة التعسة... فآن لكم أن تعوا الدرس جيداً، فعدوكم الصهيوني أجبن من أن يقف بوجهكم، لأنكم أصحاب مبدأ وأصحاب حق، وتؤمنون أنه لا كرامة لكم إلا بفلسطين، وكما قال شاعركم:

فإما حياة تسر الصديق... وإما ممات يغيظ العدا

***

• فعودوا إلى كفاحكم المسلح وكونوا على ثقة تامة بأن العرب الأحرار سيجاهدون معكم جنباً إلى جنب، لاسترداد الأرض المقدسة، فما أُخذ بالقوة سيسترد بالقوة.

• وما خريطة الطريق إلا التجسيد الحي لـ "الضارة النافعة"... والأيام بيننا.

back to top