أزمة كورونا قد تستمر أشهراً... والصين قد تُعزل دولياً

• اليابان تسجل إصابة لشخص لم يزُر الصين لكنه نقل سياحاً من ووهان... وأول حالة في ألمانيا
• شي: نخوض معركة خطيرة ضد «شيطان»
• عمليات إجلاء لعشرات الدول من مركز المرض

نشر في 29-01-2020
آخر تحديث 29-01-2020 | 00:04
بينما يحذر خبراء من أن أزمة فيروس كورنا الجديد، التي ضربت الصين، قد تستمر أشهراً مقبلة، بدأت عشرات الدول إجلاء رعاياها من مدينة ووهان مركز الوباء، محذرة من السفر إلى الصين التي نصحت بدورها مواطنيها بعدم السفر للخارج، مما ينذر بدخول بكين حالة من العزلة الدولية.
مع استمرار ارتفاع حصيلة الضحايا الذين حصدهم فيروس كورونا الجديد في الصين إلى 106 وفيات، حيث يواصل الوباء تفشّيه مع تسجيل نحو 1300 إصابة جديدة، حسبما أعلنت السلطات، أمس، مما رفع إجمالي عدد الإصابات المؤكّدة هناك إلى 4515 حالة، أكد خبراء في علم الأوبئة، بناءً على المعطيات الأولية المتاحة، أن الفيروس الجديد "سيتسبب في إصابة ما لا يقلّ عن عشرات آلاف المرضى، وستستمرّ أزمة انتشاره شهوراً عدة في أحسن الأحوال"، في وقت تمّ التحذير من السفر من الصين وإليها.

وقال ديفيد فيسمان، الأستاذ في "جامعة تورونتو" ومؤلف نشرة للجمعية الدولية للأمراض المعدية، إن "أفضل السيناريوهات سيكون أن يستمرّ ذلك في الربيع والصيف وبعدها يتراجع".

من جهته، أكد الأستاذ في "جامعة نورث إيسترن" الأميركية أليساندرو فيسبينياني، وهو منسّق مجموعة باحثين تنشر تحاليل بشكل آني حول الوباء، أن المرض "لن يتوقف الأسبوع المقبل، ولا الشهر المقبل"، مضيفاً: "لا نخاطر بالقول إن ذلك سيستمر فترة طويلة".

وأعلنت السلطات الصحية الأميركية أن التحاليل التي أجرتها كشفت أن الفيروس لم يتحوّل. وقالت نانسي ميسونييه، المسؤولة عن أمراض الجهاز التنفسي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "حالياً، وبناءً على تحاليل المعطيات المتاحة التي أجراها المركز، لا يبدو أن الفيروس قد تحوّل".

وأضافت أن "كل السلاسل الجينية التي استخرجناها مماثلة لتلك التي نشرتها الصين في البداية منذ بضعة أسابيع".

ويطلق على الفيروس رسمياً اسم (2019- إن. كو. في)، ويمكنه أن يسبب الالتهاب الرئوي، لكن من السابق لأوانه معرفة حجم خطورته، أو مدى سهولة انتقاله.

شيطان

وفي بكين، صرح الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، في لقاء مع مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبرييسوس، بأن بلاده تخوض معركة خطيرة ضد الفيروس الذي وصفه بأنه "شيطان، ولا يمكننا أن نتركه يختبئ".

وأضاف: "لطالما تبنّت الحكومة الصينية موقفاً منفتحاً وشفافاً ومسؤولاً للكشف في أسرع وقت ممكن عن معلومات بشأن الوباء".

ويواجه المسؤولون في منطقة الأزمة الصحية انتقادات شديدة بسبب عدم كفاءتهم وفق قول المنتقدين، وسط غضب عام من جراء تعاملهم مع المرض.

كما أوصت الإدارة الوطنية للهجرة الصينية "المقيمين في الصين القارية بإرجاء خطط سفرهم إلى الخارج، التي لا ضرورة لها"، موضحة أن "خفض التنقلات عبر الحدود يساهم في السيطرة على الوباء".

وكانت بكين، التي سجّلت أمس أولى ضحاياها، علقت الرحلات المنظمة داخل البلاد وإلى الخارج.

الاتحاد الأوروبي

وبعد ظهور أولى حالات الإصابة في فرنسا وألمانيا، فعَّل الاتحاد الأوروبي نظامه الداخلي للإنذار السريع لمشاركة المعلومات، حيث يراقب تفشي الفيروس الجديد.

وأفادت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، دانا سبينانت، بأن مفوضي الاتحاد الأوروبي سيناقشون المسألة اليوم، مضيفة أن مركز تنسيق استجابة الطوارئ في الاتحاد الأوروبي سيبحث الأمر مع الدول الأعضاء.

«الصحة العالمية» لعدم المبالغة

دعت منظمة الصحة العالمية، أمس، المجتمع الدولي إلى التزام الهدوء وعدم المبالغة في رد الفعل إزاء فيروس كورونا الجديد، حسبما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، خلال لقاء مع عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي في بكين.

الرذاذ واللمس

قالت اللجنة الصحية الوطنية في الصين إن "كورونا الجديد ينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ والتلامس، مشيرة إلى أن المصدر الرئيسي للعدوى في الوقت الحالي هو الأشخاص المصابين.

وأكدت اللجنة أن كل الأشخاص معرضون للإصابة، بما في ذلك الأطفال والرضع، مضيفة أنه في حال إصابة أشخاص كبار بالسن أو أشخاص لديهم مشاكل صحية مثل داء السكري وارتفاع الضغط والأوعية الدموية، فستكون حالتهم خطيرة جداً.

أول صورة للفيروس

أفرجت السلطات الصينية عن صورة، هي الأولى للفيروس القاتل، وهي إلكترومجهرية، وزعها مركز National Microbiology Data Center.

وذكر رئيس بلدية المدينة أن الصورة هي لفيروس تم استخراجه يوم 22 الجاري من الجهاز التنفسي لأحد ضحاياه، وتم أخذها في أحد مختبرات المركز بمدينة ووهان، التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى.

إجلاء رعايا

وبدأت، أمس، دول عدة من بينها الولايات المتحدة وفرنسا رحلات إجلاء لرعاياها من مدينة ووهان الصينية، بؤرة الفيروس.

ومن المقرر أن تُقلع طائرة تقلّ موظفي القنصلية الأميركية في ووهان اليوم متوجّهة إلى كاليفورنيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في تحديث لإرشادات السفر، أن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية أصدرت تحذيرا من المستوى الثالث دعت فيه المواطنين الأميركيين إلى "إعادة النظر" في أي خطط للسفر إلى الصين، محذّرة إيّاهم بشدّة من مغبّة التوجّه إلى مقاطعة هوبي، وعاصمته مدينة ووهان وسط البلاد ويقطنها 11 مليون نسمة.

من جهتها، تحضّر فرنسا إجلاءً جوياً لرعاياها وكذلك لأوروبيين آخرين على متن رحلة تُقلع "مبدئياً في منتصف الأسبوع".

وهناك نحو 500 فرنسي مسجّلين على اللائحة القنصلية المحلية، لكن عددهم الكامل يمكن أن يصل إلى الألف، إذ إن ووهان تستقبل، إضافة إلى شركتي "رينو" و"بس اس اه" لصناعة السيارات، عدداً كبيراً من الطلاب الفرنسيين.

وسيخضع الأشخاص الذين ستتم إعادتهم إلى فرنسا، للحجر الصحي مدة معيّنة.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، استعداد بلاده للتعاون مع الصين وتقديم جميع المساعدات اللازمة في سبيل مكافحة الفيروس والوقاية منه.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الفرنسي ونظيره الصيني وانغ يي.

وفي سيول، أعلن رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ سي كيون، أن بلاده سترسل طائرات إلى ووهان، يومي الخميس والجمعة، من أجل إعادة مواطنيها الموجودين هناك.

ونظّمت اليابان أيضاً عملية لإجلاء المئات من مواطنيها على متن طائرة وصلت إلى ووهان أمس، لتُقلع مجدداً صباح اليوم.

وأعلنت السلطات اليابانية، أن رجلاً لم يسافر أخيراً إلى الصين أصيب بالفيروس، على ما يبدو بعدما عمل كسائق لسياح قدموا من ووهان.

وفي نيودلهي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رافيش كومار: "لقد بدأنا عملية من أجل إجلاء الرعايا الهنود" العالقين في ووهان، ويبلغ عددهم نحو 250 هندياً.

وفي برلين، قال مسؤولون بالجيش الألماني (بوندسفير)، أمس، إن الجيش ينوي إرسال طائرة خاصة إلى ووهان من أجل إجلاء 90 مواطنا ألمانيا من الإقليم، إما اليوم أو غداً، على أقصى تقدير.

وكانت السلطات الألمانية أكدت في وقت سابق، أمس، تسجيل أول حالة اصابة بالفيروس، قائلة انها لرجل يعيش في ولاية بافاريا جنوب البلاد، بواسطة سيدة صينية تعمل لديه.

دول عربية

وأعلنت دول عربية عدة إجراءات سريعة لإجلاء رعاياها في الصين.

وأعلن الديوان الملكي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أمر بإعادة مئة مواطن مغربي معظمهم من الطلاب من ووهان.

بدورها، قررت الحكومة الأردنية منذ السبت إجلاء رعاياها من ووهان، موضحة أنه سيتم إرسال طائرة لإخلاء الأردنيين الموجودين هناك بأسرع وقت ممكن.

ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات مواطني الدولة إلى تأجيل السفر إلى الصين، إلا في حالات الضرورة القصوى. ودعت السفارة السعودية في الصين رعايا المملكة المقيمين والزائرين إلى مغادرة البلاد، حفاظا على سلامتهم وسلامة أسرهم.

هونغ كونغ

وأعلنت كاري لام، الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ الخاضعة لحكم الصين في مؤتمر صحافي، أمس، وهي ترتدي قناعا للوجه، أنه تم إلغاء حركة النقل الجوي وخدمات القطارات والعبارات من وإلى البر الرئيسي الصيني.

هل الكمامة ضرورية؟

قال الخبير الألماني في مجال الأمراض المعدية، برند زالتسبرغر، إن إجراءات حماية المواطنين في ألمانيا ضد الإصابة بفيروس كورونا، مثل وضع كمامة، غير ضرورية، حتى رغم تأكد أول حالة إصابة بالفيروس هناك.

ورأى زالتسبرغر، رئيس الجمعية الألمانية للأمراض المعدية، التابعة لـ"مستشفى ريغنسبورغ الجامعي"، أن الحماية الشخصية "سخيفة تماما في الوضع الحالي".

وأوضح "أن ما يعرف بأقنعة الوجه التي تشبه أقنعة الجراحين، لم تُعَد لحماية الإنسان من العدوى، بل يراد منها في الأصل أن تمنع وصول قطرات معدية من الجهاز التنفسي للجراحين إلى منطقة الجراحة".

كما أشار إلى أن "هذا القناع يكون مجدياً ومفيداً عندما يرتديه أحد المصابين بالإنفلونزا من أجل حماية الآخرين من الإصابة بالعدوى، ولكنه لا يفيد كثيراً في حماية صاحبه من العدوى القادمة إليه من آخرين".

هونغ كونغ تغلق حدودها مع «البر الرئيسي»... وفرنسا تعرض المساعدة
back to top