«كورونا الجديد» يتمدّد عالمياً... وبكين توسّع «العزل»

• رئيس الصين: الوضع خطير والوباء يتفشى بسرعة
• الجيش ينشر أطباءه وحظر الحافلات في بكين

نشر في 26-01-2020
آخر تحديث 26-01-2020 | 00:04
صينيون يتنقّلون في ووهان أمس الأول واضعين الكمامات على وجوههم خوفاً من الفيروس القاتل (ا ف ب)
صينيون يتنقّلون في ووهان أمس الأول واضعين الكمامات على وجوههم خوفاً من الفيروس القاتل (ا ف ب)
كثّفت الصين خلال الساعات الأخيرة جهودها لاحتواء فيروس كورونا الجديد، فعزلت أكثر من 56 مليون شخص، بينما أُلغيت احتفالات كانت مقرّرةً لمناسبة السنة القمريّة الجديدة ونشر جيشها أطباءه في منطقة تفشي الفيروس الذي وصل أوروبا مع تسجيل 3 حالات مؤكدة في فرنسا، وأستراليا التي أكدت تسجيل أول إصابة.
رغم الهلع الذي بدأ ينتاب الناس في العديد من البلدان، بسبب فيروس "كورونا" الجديد، الذي أصبح أكثر فتكاً، ويتمدّد نحو بلدان جديدة، حيث سجلت فرنسا وأستراليا أول حالات إصابات مؤكدة، إضافة إلى إصابة جديدة في الولايات المتحدة، عقد الرئيس الصيني شي جيبينغ، أمس، اجتماعاً مع المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم لاتخاذ إجراءات لمكافحة انتشار الفيروس بعدما أمرت السلطات هناك بفرض إجراءات على مستوى البلاد لكشف حالات الإصابة المشتبهة على القطارات والطائرات والحافلات، مع ارتفاع عدد المصابين والوفيات.

وينتشر الوباء بسرعة في بلده الأصلي، مع تسجيل 1300 إصابة بينها 41 حالة قاتلة حتى الأمس. ودخلت الصين في السنة القمرية الجديدة، وهو عام الفأر، وسط انتشار فيروس كورونا الذي بدأ في ديسمبر من مدينة ووهان التي وُضعت بحكم الأمر الواقع تحت الحجر الصحي.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أمس، إن طائرة "بوينغ 767" ستقوم اليوم، بنقل 90 شخصاً من ووهان، تضم أيضاً الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في القنصلية الأميركية هناك، إلى الولايات المتحدة.

وكانت السفارة الأميركية أعلنت في وقت سابق إغلاق مقر القنصلية في ووهان، موقتاً، ومغادرة أعضائها وأسرهم.

وفي الخارج، تمّ تأكيد وجود إصابة رابعة في الولايات المتحدة حيث أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجهود بكين لمحاولتها احتواء انتشار الفيروس.

وكتب ترامب على "تويتر": "الصين تعمل بجدّ لاحتواء فيروس كورونا. الولايات المتحدة تُقدّر حقاً جهودهم وشفافيتهم"، مبدياً قناعته بأنّ الأمور "ستسير على ما يرام".

وأضاف "باسم الشعب الأميركي، أريد أن أشكر خصوصاً الرئيس شي".

وأعلنت السلطات الصحية في ولاية مينيسوتا، حالتين يشتبه في إصابتهما بالفيروس، ما يرفع عدد الإصابات إلى أربعة بين مؤكدة ومحتملة.

وتأكد وجود أربع حالات في أستراليا أمس. الشخص الأول الذي التقط العدوى رجل وصل إلى ملبورن آتيا من ووهان قبل أسبوع من ذلك. أما البقية فزاروا بدورهم الصين.

أوروبياً، أعلنت "هيئة الوقاية" التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس، أنها لا تستبعد ظهور حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد في القارة العجوز.

وكانت وزارة الصحة الفرنسية أكدت مساء أمس الأول، اكتشاف حالة إصابة ثالثة بالفيروس، أحدهم في بوردو والآخران في باريس، لتكون فرنسا بذلك أول بلد في الاتحاد الأوروبي تظهر فيه حالات إصابة مؤكدة.

وفي هونغ كونغ، قالت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام أمس، إنه تم رفع درجة التأهب لمواجهة الفيروس في الجزيرة من درجة "خطيرة" إلى "طوارئ".

وكانت هونغ كونغ التي يصل عدد سكانها إلى نحو 8 ملايين نسمة أعلنت وجود 5 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس الجديد.

واتخذت هونغ كونغ إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس.

وتشمل الإجراءات تأجيل بدء النصف الثاني من العام الدراسي حتى 17 فبراير المقبل، وإلغاء فعاليات عامة تشمل مباراة لكرة القدم ومهرجاناً للاحتفال ببدء العام القمري الصيني الجديد، وماراثون هونغ كونغ المقرر الشهر المقبل.

وفي طوكيو، أكدت وزارة الصحة اليابانية أمس، ظهور حالة إصابة ثالثة لامرأة في الثلاثينيات تعيش في ووهان ووصلت إلى اليابان يوم 18 يناير.

وفي كوالالمبور، أعلنت وزارة الصحة الماليزية أمس، تسجيل أول ثلاث إصابات.

وفي بانكوك، أكد نائب وزير الصحة التايلندي، ساتيت بيتوتيكا، تسجيل خمس حالات إصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس.

وأعلنت سنغافورة الخميس، الإصابة الأولى التي تعرّض لها رجل يبلغ 66 عاماً بعد ثلاثة أيام من وصوله من ووهان وهو يعاني الحرارة والسعال.

وشخّصت باكستان أول حالة إصابة بـ"كورونا الجديد"، حسبما نقلت قناة "ايه ار واي نيوز" عن مصادر لم تذكرها، أمس.

وأوضحت أن المريض سافر إلى مدينة مولتان عقب وصوله إلى كراتشي من الصين عبر دبي يوم 21 يناير الجاري.

وأصدرت الحكومة الهندية أمس، تحذيراً لمواطنيها بعدم السفر إلى الصين، إلا في حالات الضرورة.

وبينما انضمّت قطر إلى دول خليجية عدة في اتخاذ إجراءات مع جميع المسافرين القادمين من الصين، أعلن الأردن، أمس، أنه طلب السماح بإخلاء مواطنيه من مدينة ووهان.

محاكاة مرعبة: 65 مليون شخص سيموتون!

توقّع خبراء صحة أميركيون، أن يقتل فيروس "كورونا" الجديد، عشرات الملايين من الناس في العالم خلال عام ونصف العام.

وفي تحذير مثير للقلق، توقع الخبراء قبل 3 أشهر من تفشي الفيروس في الصين، أن يقتل الفيروس قرابة 65 مليون شخص في العالم.

وقام العلماء في "مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي"، بتصميم نموذج وبائي افتراضي على جهاز كمبيوتر كجزء من الأبحاث في أكتوبر الماضي. وتوقعت المحاكاة أن يتم القضاء على 65 مليون شخص من كل أنحاء العالم خلال 18 شهراً فقط، وفقاً لما ذكرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد كبار الباحثين في المركز، وهو الدكتور إريك تونر، قوله إنه لم يشعر بالصدمة عندما ظهرت أنباء عن انتشار فيروس "كورونا" في ووهان أواخر ديسمبر الماضي، مضيفاً "لقد اعتقدت فترة طويلة أن الفيروس الأكثر احتمالا الذي قد يتسبب في حدوث وباء جديد سيكون كورونا".

وفي بكين، نقل التلفزيون الرسمي أمس، عن الرئيس الصيني جينبينغ قوله إن البلاد "تواجه وضعاً خطيراً فالفيروس ينتشر بشكل سريع" وذلك خلال اجتماع للمكتب السياسي لبحث سبل مكافحة انتشار فيروس كورونا المتمركز في مدينة ووهان بوسط البلاد.

وبينما قررت السلطات حظر حركة الحافلات من وإلى العاصمة بكين اعتبارا من اليوم، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، أن "الوضع خطير والوباء ينتشر بسرعة".

وأكد شي، خلال اجتماع للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي (تتكون من سبعة أعضاء وتدير البلاد)، أن الصين يمكنها "الانتصار في المعركة ضد الفيروس".

وذكر تقرير التلفزيون الرسمي أنه سيتم تركيز الموارد والمتخصصين في مستشفيات محددة لعلاج الحالات الشديدة مع عدم تأجيل العلاج بسبب التكلفة كما سيتم ضمان توفير الإمدادات لإقليم هوبي وعاصمته ووهان.

وقال التلفزيون إن المعلومات الخاصة بانتشار الفيروس يجب أن تكون دقيقة وفورية وواضحة.

وإضافة إلى ووهان التي تعدّ 11 مليون نسمة، صارت عملياً كل مقاطعة هوبي 18 مدينة مقطوعة عن العالم، ما يرفع عدد السكان المعزولين إلى أكثر من 56 مليون نسمة، ما يوازي نحو كل عدد سكان دولة جنوب إفريقيا.

وأرسل الجيش الصيني إلى المنطقة المحظورة ثلاث طائرات أنزلت مساء أمس الأول، 450 طبيباً عسكرياً وعاملين آخرين في المجال الطبي لدى بعضهم خبرة في مكافحة وباء "إيبولا" و"سارس"، وهو مرض مماثل لفيروس كورونا الجديد أودى بحياة 650 شخصاً في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003.

وتمّ توزيع الأطباء العسكريين في مستشفيات المدينة التي تستقبل عدداً كبيراً من المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي.

ومع اكتظاظ المستشفيات، بوشر بناء مستشفى مخصّص لاستقبال ألف مصاب بالفيروس في غضون 10 أيام. ويُفترض أن يفتح أبوابه في 3 فبراير، وفق وسائل إعلام رسمية.

وسُجلت جميع حالات الوفاة جراء المرض عدا اثنتين، في ووهان أو في مقاطعة هوبي الكبيرة التي تضمّها وتُقدّر مساحتها بمساحة سورية.

وخارج هوبي، أعلنت السلطات فرض إجراءات على مستوى البلاد لكشف حالات الإصابة المشتبهة على القطارات والطائرات والحافلات، مع ارتفاع عدد المصابين والوفيات.

وأفاد بيان لجنة الصحة الوطنية أنه سيتم وضع محطات للكشف عن الإصابات وسيتم نقل الركاب الذين يُشتبه بإصابتهم "فوراً" إلى مركز صحي.

وأمرت السلطات بتعقيم القطار أو الطائرة أو الحافلة بعد عزل الحالات المشتبهة.

وتتزايد حصيلة الوفيات يومياً فقد ارتفعت إلى 41 أمس، بعد أن كانت 26 قبل يوم، في حين ارتفع عدد الإصابات من 830 إلى 1287.

ومن بين مجموع الإصابات، تُعد 237 حالة على أنها "حرجة"، وفق السلطات الصحية.

التيبت الناجية الوحيدة

أفادت تقارير إعلامية رسمية بأن فيروس "كورونا" الجديد وصل إلى جميع المناطق في أنحاء الصين، باستثناء إقليم التيبت.

وحسب تلفزيون الصين المركزي، فإن القائمة، التي تضم 30 مقاطعة ومنطقة وبلدية، تمتد من بكين حتى مناطق صينية تتمتع بالحكم الذاتي، مثل شينجيانغ ومنغوليا الداخلية. كما أصيبت بالفيروس منطقتان إداريتان خاصتان بالصين، هما: ماكاو وهونغ كونغ.

فقط التيبت النائية، وهي منطقة أخرى تتمتع بالحكم الذاتي في أقصى غرب الصين، تبدو غير مصابة بالفيروس.

back to top