ظريف: الطائرات التي قتلت سليماني خرجت من العراق

واشنطن تحجب وكالة «فارس» وترحّل طالباً إيرانياً دعا للثأر لمقتل قائد فيلق القدس

نشر في 26-01-2020
آخر تحديث 26-01-2020 | 00:02
روحاني مترئساً اجتماع المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي في طهران أمس (إرنا)
روحاني مترئساً اجتماع المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي في طهران أمس (إرنا)
بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها قائد القوة الجوفضائية لـ"الحرس الثوري" الإيراني أمير حجي زاده وتسببت في استدعاء وزارة الخارجية الكويتية للسفير الإيراني محمد ايراني لإبداء "الاستياء والاستغراب" من تلميح المسؤول العسكري لمشاركة طائرة مسيرة انطلقت من الكويت بالغارة الجوية التي قتلت بها الولايات المتحدة قاسم سليماني ببغداد، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران قصفت قاعدتي "عين الأسد" و"أربيل" العراقيتين "التي نفذت منهما الولايات المتحدة عملياتها" انتقاماً لقائد "فيلق القدس" مطلع يناير الجاري.

وقال ظريف، في مقابلة أجرتها معه مجلة دير شبيغل الألمانية نشرت أمس، إن "الضربة، كانت رد إيران العسكري الرسمي. لم تكن هناك نية للتسبب في أي إصابات في الهجوم الصاروخي كنا ننفذ حقنا في الدفاع عن النفس بطريقة متناسبة، لكن الرد الحقيقي سيأتي من شعوب المنطقة، الذين يظهرون أنهم يشعرون بالاشمئزاز التام من سلوك الولايات المتحدة، سيرى الأميركيون أن سليماني كشهيد سيكون أكثر فاعلية من الجنرال سليماني الحي".

وأضاف: "الضرر الذي ألحقناه بالولايات المتحدة كبير، لأنه بكل قوتها العسكرية، لم تستطع منع الصواريخ من الوصول إلى قاعدتها".

وتابع: "اغتيال سليماني هو بداية نهاية الوجود الأميركي، بالتأكيد في العراق، لكن في أماكن أخرى في المنطقة أيضاً. قد لا يكون غداً، ولكن لدينا آلاف السنين من التاريخ، لذلك لسنا في عجلة من أمرنا".

وتأتي تصريحات ظريف حول استهدف "عين الأسد" التي انطلق منها الهجوم في وقت أكد مصدر إيراني مطلع لـ"الجريدة" أن "المجلس الأعلى للأمن القومي" الإيراني اتخذ قراراً، في وقت سابق، بمنع أي مسؤول من الحديث عن "قضية انطلاق الطائرة التي استهدفت سليماني من أي مكان غير القواعد الأميركية في العراق"، خصوصاً بعد الشائعات التي اعقبت عملية القتل مباشرة بأن "الدرون" أقلعت من قاعدة "العديد" في قطر.

وأوضح المصدر أن قائد "القوة الجوفضائية" لم يقل إن الطائرة"MQ9" التي قصفت موكب سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس انطلقت من الكويت، لكنه أشار في معرض حديثه عن الملابسات التي صاحبت عملية القتل إلى أن العديد من طائرة "MQ9" کانت فی الأجواء وقال تحديداً إن "هذه الطائرات عادة تنطلق من الكويت وكانت هناك طائرات طارت من أربعة قواعد أخرى وعندما صدرت الأوامر لطائرة MQ9 كي تنفذ العميلة رصدنا جواباً منها مفاده بأن أنظمة أسلحتها تواجه مشاكل".

ولم يؤكد زاده إن كان هذا النوع من الطائرات نفذ الهجوم أم غيره، لكن وسائل الإعلام استغلت التباين بين الحكومة و"الحرس الثوري"، خصوصاً المعارضة للتقارب بين إيران ودول الخليج، ونقلت حديثه محرفاً وموجهاً.

من جانب آخر، تبرأ وزير الخارجية الإيراني من "محاولة إخفاء" مأساة إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية ومقتل ركابها الـ 176 بصاروخين أطلقهما "الحرس الثوري" عليها بعد إقلاعها من طهران مطلع يناير الجاري، معتبراً أن حكومة الرئيس حسن روحاني غير مسؤولة عن ذلك.

وقال ظريف، في تصريحات نشرت أمس، إن الحكومة الإيرانية ليست مسؤولة عن تأخر المعلومات حول سبب سقوط الطائرة، مبرراً التأخر بأن "الموقف كان معقداً".

وفي حين أكد أن "الناس كانوا على حق في شكواهم من حجب المعلومات عنهم" لكنه كرر قوله إن "الحكومة غير مسؤولة عن ذلك".

وأشار، إلى أن الشخص الذي أطلق النار واسقط الطائرة المنكوبة تم إيداعه السجن، مؤكداً أن "عملية إسقاط الطائرة الأوكرانية ستكون لها عواقب قانونية، وأن التحقيقات لا تزال مستمرة".

لكن رئيس الدبلوماسية الإيرانية صرح بأن بلاده لن تستبعد إجراء مفاوضات مع واشنطن، حتى بعد قتل سليماني، وربط ذلك بأن "تغير الولايات المتحدة مسارها وترفع العقوبات" المفروضة على طهران.

وكان مصدر إيراني مسؤول أكد لـ"الجريدة" أن حكومة روحاني لم تكن على علم بضربة صاروخية وجهها "الحرس الثوري" لقاعدتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق رداً على قتل واشنطن قاسم سليماني، وهو ما تسبب في عدم اتخاذها تدابير وقائية مثل إغلاق المجال الجوي ووقف حركة الملاحة حيث إسقطت الطائرة عقب 4 ساعات من شن الهجوم الصاروخي.

ووسط خلافات بين أجنحة النظام الإيراني وضغوط دولية أقرت طهران، بعد 3 أيام من النفي، بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة عن طريق الخطأ وهو ما فجر موجة احتجاجات ضد "الحرس الثوري" والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وتزامنت تصريحات ظريف مع إعلان عدد من أهالي ضحايا الطائرة، تقدمهم بشكوى ضد "الحرس الثوري" والمرشد الأعلى علي خامنئي استناداً لقانون "مكافحة الإرهاب" الكندي الذي يسمح أيضاً للضحایا بإمكانیة الحصول على تعويضات.

في المقابل، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على مواطن إيراني وآخر صيني و4 شركات إيرانية وصينية للنفط، مساء الخميس الماضي.

وأكدت وكالة "فارس" الإيرانية الإخبارية، حجب موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت و"إنستغرام"، بعد طلب تقدمت به وزارة الخزانة الأميركية.

في السياق، قال مسؤول أمني أميركي إن الطالب الإيراني، محمد شهاب دهقاني الذي منع من دخول الولايات المتحدة لدى وصوله ورحِّل الأسبوع الماضي، وسط اعتراضات من كبار الديمقراطيين ونشطاء يساريين، كان يدير مواقع تدعم "الحرس الثوري" وتدعو للثأر لسليماني.

إلى ذلك، رد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في مقابلة إعلامية، على سؤال عما إذا كان شقيقه ولي عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان، يؤيد تغيير الحكومة في إيران.

وقال الأمير خالد: "سياستنا في السعودية تكمن في عدم التدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى. ويعود هذا القرار إلى الشعب الإيراني وليس إلينا".

ووصف الأمير خالد حكومة طهران بأنها "أكبر خطر على المنطقة والأمن الدولي".

back to top