لبنان: بيان مقتضب للحكومة يركز على الأزمة الاقتصادية

بومبيو: سنحكم عليها وفق أعمالها... والاحتجاجات تقول لـ«حزب الله» كفى

نشر في 24-01-2020
آخر تحديث 24-01-2020 | 00:02
جانب من المواجهات وسط بيروت أمس الأول (أ ف ب)
جانب من المواجهات وسط بيروت أمس الأول (أ ف ب)
بعد أول اجتماع للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، تتجه الأنظار إلى لجنة صياغة البيان الوزاري، والمتوقع أن تلتئم ظهر اليوم في السراي الحكومي.

وخلافاً للمماطلة التي كانت ترافق كتابة البيانات الوزارية السابقة في الحكومات الماضية، قالت مصادر سياسية متابعة، إن "البيان شبه جاهز وستضعه اللجنة في سرعة قياسية، لاسيما أن فريق رئيس الحكومة حدد تصوّراً أولياً له"، مشيرة إلى أنه "سيكون مقتضباً، وسيركّز على كيفية معالجة الازمة الاقتصادية- المالية التي تمر بها البلاد، مع استعادة المصطلحات الواردة في بيانات الوزارات السابقة، لمقاربة فقرات المقاومة وحق لبنان في الدفاع عن نفسه وثرواته، والحياد والنأي بالنفس، وعلاقات لبنان مع المجتمع الدولي ومحيطه العربي والخليجي".

وأكدت أن عبارة الجيش-الشعب والمقاومة اعتُمدت في حكومات الوحدة الوطنية السابقة، "فكم بالحري اليوم في حكومة اللون الواحد". ورجحت أن "ينتهي البيان خلال 48 ساعة لتتجه الحكومة إلى مجلس النواب لنيل الثقة".

وقالت إن "المواجهة ستبدأ بمحاولة منعها من نيل الثقة عبر قطع طريق النواب إلى البرلمان من الحراك، تكرار لسيناريو 19 نوفمبر الماضي حين عمد المحتجون إلى التجمع عند كل مداخل ساحة النجمة ومنعوا النواب من الوصول إليها لعقد جلسة كانت ستناقش سلسلة قوانين".

وتابعت: "هذه المرة السلطة تتهيأ لسيناريو كهذا. وقد باشر المعنيون سلسلة اتصالات مع المرجعيات الأمنية والعسكرية المختصة لتأمين انعقاد الجلسة، بسلاسة".

ويأتي كل ذلك بعدما شهد وسط بيروت، مساء أمس الأول، مواجهات واشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وعمليات كر وفر، بعدما أعرب المحتجون عن رفضهم للحكومة الجديدة. وعمد المتظاهرون إلى تحطيم واجهات المحال التجارية في المنطقة كما أقدموا على الدخول إلى مبنى شركة "ام.تي.سي" وتحطيم الأجهزة الإلكترونية في داخله. وأكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن "استباحة بيروت وأسواقها ومؤسساتها عمل مرفوض ومدان ومشبوه كائناً من كان يقوم به أو يغطيه ويحرض عليه. ساحات بيروت مفتوحة لحرية التعبير والرفض والغضب والاعتصام والتظاهر السلمي أمام اللبنانيين، ومن غير المقبول أن تتحول إلى ساحات للكر والفر والانتقام وتكسير الأملاك الخاصة والعامة".

وقال: "بالنسبة إلى الحكومة من السابق لأوانه إطلاق الأحكام بشأنها، مع ملاحظة أن تشكيلها كان خطوة مطلوبة سبق أن شددنا عليها لضرورات دستورية وعملية ومن الطبيعي أن نراقب عملها ونتابع توجهاتها آخذين في الاعتبار حاجة البلاد إلى فرصة لالتقاط الأنفاس". وكان شهد لبنان أمس، عملية تسلم وتسليم في عدد من الوزارات على أن تستكمل الوزارات المتبقية اليوم.

في موازاة ذلك، وفي أول تعليق على تشكيل الحكومة اللبنانية، وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستتعامل معها خصوصاً أنّ لها ارتباطات بـ"حزب الله"، قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، في حديث إلى وكالة "بلومبرغ"، مساء أمس الأول، إنّه "سيتعين علينا إلقاء نظرة على ذلك وليس لدي جواب على هذا الأمر بعد".

وأضاف: "رأيت ما حدث خلال الـساعات الـ24 الماضية. لقد كنّا واضحين جداً بشأن متطلبات انخراط الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنّ "لبنان يواجه أزمة مالية فظيعة مطروحة أمامه في الأسابيع المقبلة". وتابع: "نحن على استعداد للمشاركة وتقديم الدعم ولكن فقط لحكومة ملتزمة بالإصلاح"، مضيفاً أنّ "الاحتجاجات التي تجري اليوم في لبنان تقول لحزب الله كفى". وأضاف بومبيو: "نريد حكومة غير فاسدة تعكس إرادة شعب لبنان"، لافتاً إلى أنّه "إذا كانت هذه الحكومة تستجيب لذلك، وهناك مجموعة جديدة من القادة المستعدين للوفاء بتلك الالتزامات، فهذا هو النوع من الحكومات الذي سندعمه في جميع أنحاء العالم ونوع الحكومة الذي سندعمه في لبنان".

back to top