واشنطن تحتاج إلى سلطنة عمان في الشرق الأوسط اليوم!

نشر في 23-01-2020
آخر تحديث 23-01-2020 | 00:00
 ذا هيل تقع سلطنة عُمان في محيط شبه الجزيرة العربية، قد تكون بعيدة جداً عن الولايات المتحدة، لكنها أساسية لمعالجة مخاوف واشنطن حول أمن الخليج، أو يُفترض أن تكون كذلك، فلا تحتدم الأحداث هناك إلا وتبدو العاصمة مسقط مستعدة على نحو إيجابي، وهذا الوضع كان يرتبط جزئياً بنفوذ السلطان الذي يحكمها.

طغى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والهجوم الإيراني الصاروخي على القواعد الأميركية في العراق على نبأ وفاة السلطان قابوس الذي حكم سلطنة عُمان طوال 50 سنة، فوليه ابن عمه السلطان الجديد هيثم، علماً أن أحداً لا يعرف توجهاته بعد.

اتّضحت أهمية سلطنة عُمان بالنسبة إلى الغرب حين أرسلت بريطانيا الأمير تشارلز ورئيس الحكومة بوريس جونسون سريعاً لتقديم التعازي بوفاته، قد لا تكون انشغالات الأمير تشارلز كثيرة (باستثناء حل الأزمة الملكية التي سبّبها هاري وميغان)، لكنّ جونسون منشغل للغاية طبعاً، فلم تكن تلك المناسبة مجرّد فرصة لتبادل الدعم بين نظامَين ملكيَين.

وفي المقابل، كان رد واشنطن بطيئاً نسبياً، ويوم الاثنين، اتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره العُماني، يوسف بن علوي بن عبدالله، "مايسترو" الدبلوماسية طوال عقود في الخليج، لتقديم التعازي، وانتهى بيانه بالعبارة التالية: "سيسافر وفد أميركي عالي المستوى إلى سلطنة عُمان تكريماً له"، ثم أعلن البيت الأبيض أن وزير الطاقة الأميركي دان برويليت سيرأس ذلك الوفد الذي وصل يوم الأربعاء، بعد انتهاء فترة الحداد الممتدة على ثلاثة أيام.

هذا التأخير أدهش بعض مراقبي الشؤون الخليجية لأن سلطنة عُمان تُعتبر لاعبة أساسية في مجموعة من المسائل، أو كانت كذلك على الأقل، ومنذ سنة، سافر إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فسرق ذلك الحدث الأضواء من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين كانتا تظنان على الأرجح أنهما من تقرران موعد استقبال مسؤولين إسرائيليين علناً.

وخلال عهد أوباما، سهّلت سلطنة عُمان إجراء حوار أولي بين إيران والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الذي حمل لاحقاً اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، ومنذ أربعين سنة، أطلقت السلطنة محاولة لإنقاذ رهائن السفارة الأميركية في طهران، لكنها لم تنجح في نهاية المطاف.

لا يزال هذا الدور قائماً، حيث يشهد ميناء الدقم العمانية، على ساحل بحر العرب، توسعاً متزايداً، وهذا ما يجعل السلطنة لاعبة أساسية في التجارة الدولية، كما أنه يشمل منشآت لاستقبال حاملات الطائرات والغواصات النووية الأميركية، ربما تفتقر منطقة الدقم إلى الحيوية التي تتمتع بها دبي داخل مضيق هرمز، لكنها تعطي البحرية الأميركية خيارات إضافية للتكيف مع التهديدات البحرية الإيرانية تزامناً مع حماية صادرات النفط من الخليج.

في الشرق الأوسط اليوم، لا تزال واشنطن بحاجة إلى سلطنة عمان، ويحتاج السلطان الجديد هيثم إلى الأصدقاء، فهو كان في السابق دبلوماسياً ومسؤولاً في وزارة الخارجية، لكنه شغل مؤخراً منصب وزير التراث والثقافة، وقد استاء العمانيون في بداية عهد ترامب، حين زار الرئيس الأميركي الرياض في 2017 للمشاركة في قمة خليجية ولم يستطع منظّمو جدوله إيجاد وقتٍ له لمقابلة الممثل العماني.

من المتوقع أن يختبر اللاعبون الإقليميون سلطنة عمان في الأشهر القليلة المقبلة، أما الولايات المتحدة فمن مصلحتها أن تضمن استمرارية الخط السياسي السابق في عهد السلطان الجديد.

*سايمون هندرسون

back to top