صالح يلتقي ترامب رغم تهديدات «حلفاء طهران»

الصدر يرفض مشاركة «الميليشيات غير المنضبطة» في مليونيته

نشر في 23-01-2020
آخر تحديث 23-01-2020 | 00:03
محتجات في شارع محمد القاسم في بغداد (أ ف ب)
محتجات في شارع محمد القاسم في بغداد (أ ف ب)
رغم التهديدات التي وُجِّهت إليه علناً من بعض الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران، التقى الرئيس العراقي برهم صالح أمس نظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وخلال اللقاء، أكد ترامب أن "الولايات المتحدة ستواصل تعاونها ‏العسكري مع العراق كما عملت وما زالت تعمل على ذلك"، مؤكداً أن علاقة البلدين في "أفضل حال"، رغم تصويت البرلمان العراقي على خروج القوات الأميركية من البلاد، وتهديد ترامب بفرض عقوبات قاسية على بغداد.

من ناحيته، قال الرئيس العراقي، إن بلاده في شراكة مع الولايات المتحدة بمحاربة "داعش"، مشددا على أن "هذه المهمة يجب أن ‏تكتمل".

ونقل بيان رئاسي عراقي صدر بعد اللقاء عن صالح قوله لترامب إن "العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأصدقاء والحلفاء، وبما يعزز سيادته واحترام قراره المستقل، ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي، وإعادة الإعمار، وعدم السماح أن يتحول العراق الى ساحة للصراع وتصفية الحسابات".

وبحسب البيان، جدد الرئيس الأميركي "دعم بلاده لاستقرار العراق، وحرصها على توثيق العلاقات المشتركة وتوسيع حجم التعاون بين العراق والولايات المتحدة وبما يخدم مصلحة الشعبين، مثمناً الدور العراقي المحوري في المنطقة".

وأوضح أنه "تم، خلال الاجتماع، تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار".

وكان المسؤول الأمني لـ "كتائب حزب الله - العراق" أبوعلي العسكري، حذر صالح من لقاء ترامب. وقال: "نشدد على ضرورة التزام برهم صالح بعدم اللقاء بالأحمق ترامب وزمرة القتلة التي ترافقه"، مضيفاً: "بخلاف ذلك سيكون هناك موقف للعراقيين تجاهه لمخالفته إرادة الشعب وتجاهل الدماء الزكية التي أراقتها هذه العصابة. سنقول له حينها لا أهلا ولا سهلا بك، وسيعمل الاحرار من أبنائنا على طرده من بغداد الكرامة والعز".

واعتبر الأمين العام لحركة "عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي أمس، أن "بلدنا يعيش الآن مرحلة احتلال من قبل الاميركيين"، مشيرا الى ان تظاهرة يوم الجمعة المقبل ضد الوجود الاميركي والتي دعا اليها الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر، ستكون "ثورة عشرين ثانية".

من ناحيته، دعا صالح محمد العراقي، الذي يوصف بأنه وزير الصدر، بينما تشير معلومات أخرى إلى أن الصدر يستخدم هذا الاسم المستعار على وسائل التواصل الاجتماعي، متظاهري "المليونية" ضد الوجود الأميركي الى عدم الاعتداء على "ثوار تشرين ولو بكلمة"، معلناً رفض مشاركة "الميليشيات غير المنضبطة في التظاهرات.

وكتب صالح محمد العراقي، رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجهها الى المتظاهرين، عنوانها "انتباه أيها المتظاهرون"، قال فيها: "ليس منا من يعتدي على ثوار تشرين ولو بكلمة فضلاً عن غيرها... ليس منا من يعتدي على الممتلكات العامة والخاصة... ليس منا من يحمل السلاح".

وأضاف: "ليس منا من يعلن انتماءه العقائدي او العرقي او الطائفي او العسكري او غير ذلك. ليس منا من يخاف المحتل. ليس منا من يرضى بالفساد. ليس منا من لا يريد سيادة العراق واستقلاله. ليس منا من يريد النيل من وحدة العراق ارضا وشعبا... ليس منا من يثير الفتن والاشاعات". وختم: "ليس منا من يعتدي على القوات الامنية... ليس منا الميليشيات غير المنضبطة... ولا نريدهم في مظاهراتنا".

وكان الصدر حاول اتخاذ مواقف أكثر وسطية بعد أن رحب حلفاء طهران بدعوته الى تظاهرة ضد الاميركيين قوبلت بالرفض والتوجس من المحتجين الموجودين في الشوراع منذ أشهر للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.

وقال الصدر أمس الأول إنه "لا مكان للأغراب في بلدي، فالشعب منتفض وذو مدد"، دون ان يسمي الاميركيين حصراً، وأضاف: "سيادة. حرية. إصلاح كالمطلب المتجذر المتجدد".

وبينما نفى مصدران بهيئة الحشد الشعبي تعيين أبوعلي البصري نائبا لرئيس الهيئة خلفا لأبومهدي المهندس، الذي قتل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية قرب بغداد، تواصلت الاحتجاجات في بغداد ومدن جنوب البلاد بينها الناصرية والديوانية والنجف والحلة، وقطع متظاهرون شوارع رئيسية تربط المدن وأخرى فرعية، مما أدى إلى توقف العمل في مؤسسات حكومية وتعليمية.

ودارت مواجهات عنيفة على جسر محمد القاسم وساحة الطيران في بغداد، بينما أقدم مجهولون على اغتيال الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاماً) وسط مدينة البصرة النفطية في أقصى الجنوب على الحدود مع الكويت.

back to top