بوتين يرفض الرئاسة مدى الحياة ويدعو إلى تنظيم «انتقال للحكم»

نشر في 20-01-2020
آخر تحديث 20-01-2020 | 00:03
بوتين يضع باقة من الورود على ضريح ضحايا حصار لينينغراد، الذي استمر 872 يوماً على يد النازيين أمس الأول في الذكرى الـ 75 لرفع الحصار عن المدينة التي استعادت اسمها الأصلي سانت بطرسبورغ بعد انهيار النظام الشيوعي (أ ف ب)
بوتين يضع باقة من الورود على ضريح ضحايا حصار لينينغراد، الذي استمر 872 يوماً على يد النازيين أمس الأول في الذكرى الـ 75 لرفع الحصار عن المدينة التي استعادت اسمها الأصلي سانت بطرسبورغ بعد انهيار النظام الشيوعي (أ ف ب)
بعد أيام من كشفه عن تعديل كبير في النظام السياسي، أدى إلى استقالة ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء وحكومته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يريد لروسيا أن تعود إلى ممارسات أواخر الحقبة السوفياتية عندما كان الحكام يستمرون في السلطة مدى الحياة دون استراتيجية مناسبة لضمان "انتقال للحكم".

وجاءت التصريحات التي أدلى بها بوتين أمام محاربين خاضوا الحرب العالمية الثانية في سان بطرسبورغ أمس الأول.

واقترح بوتين هذا الأسبوع، مراجعة الدستور، للمرة الأولى منذ تبنيه عام 1993، وأحيا بذلك التكهّنات بشأن تحضير مصيره السياسي بعد انتهاء عام 2024 ولايته الرئاسية الأخيرة.

وسُئل بوتين خلال لقاء مع مقاتلين سابقين في الحرب العالمية الثانية في مسقط رأسه سان بطرسبورغ، عما إذا كان من الممكن أن يفكر في إلغاء القيود على الولاية الرئاسية في الدستور، وبدا أنه يرفض هذه الفكرة.

وقال بوتين "برأيي، ستكون مقلقةً جداً العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينيات، عندما كان القادة يبقون في الحكم حتى آخر أيامهم، ويرحلون من دون التأكد من إقامة الشروط الضرورية لانتقال السلطة".

وأضاف: "إذاً أشكركم جداً، لكنني أعتقد أنه من الأفضل عدم العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينيات".

وتوفي القادة السوفيات ليونيد بريجنيف، ويوري أندروبوف، وقسطنطين تشيرنينكو، عنــــدمــا كانــــوا لا يزالون في الحكم. وكان آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف، الذي خلف تشيرنينكو في مارس 1985، مهندس التحرير من خلال سياسته الإصلاحية "البيريسترويكا"، أي إعادة الهيكلة و"الغلاسنوت"، أي الشفافية.

وأكد بوتين (67 عاماً) أنه يتفهم ما وصفه بأنه "مخاوف" الشعب حيال استمرارية الحكم. وقال "بالنسبة لكثيرين هذا مرتبط بمخاوف بشأن استقرار مجتمعنا واستقرار الدولة الاستقرار في الخارج كما في الداخل، أتفهم ذلك تماماً".

وفاجأ بوتين الأربعاء الروس بإعلانه سلسلة إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات رئيس البلاد، وتمنح سلطات أوسع للبرلمان. وفي خطابه السنوي أمام البرلمان والنخب السياسية في البلاد، قال بوتين إنه يرى "بوضوح ظهور مطلب التغيير في قلب المجتمع".

وتلت هذه الاقتراحات استقالة رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف. وعيّن بوتين مدير مصلحة الضرائب ميخائيل ميشوستين، رئيساً جديداً للحكومة.

وستنتهي الولاية الرئاسية الأخيرة لبوتين الذي يحكم روسيا منذ عشرين عاماً، عام 2024. وليس لديه الحق بالترشّح مرة جديدة في ظل القوانين الحالية.

وتُعدّ الإصلاحات المُعلنة أنها تهدف إلى تمهيد الأرضية قبل هذا التاريخ.

ولم يتحدث الرجل القوي في روسيا حتى الآن عن أيّ خلف له.

واعتبر المعارض الرئيسي لـ "الكرملين"، أليكسي نافالني، أن بوتين يسعى إلى أن يبقى "الزعيم مدى الحياة" مهما كانت الوظيفة الرسمية التي سيتولاها.

وينتظر الروس الآن معرفة أي من الوزراء سيحتفظ بمنصبه في الحكومة الجديدة، خصوصا وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف.

ويتهم منتقدون بوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات KGB، بالتخطيط للبقاء في السلطة بصورة أو بأخرى بعد انتهاء فترة ولايته.

back to top