هيثم بن طارق... حافظ سر قابوس ومتمرس بالإدارة

رئيس لجنة «استراتيجية 2040» ورجل أعمال بارز ولديه اهتمامات «رياضية» وخبرة دبلوماسية

نشر في 12-01-2020
آخر تحديث 12-01-2020 | 00:05
أدى هيثم بن طارق آل سعيد أمس اليمين الدستورية سلطانا جديدا لعمان خلفا للسلطان الراحل، قابوس بن سعيد، ليصبح السلطان التاسع من أسرة آل بوسعيد التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1741 مؤسس الدولة البوسعيدية، وتعد من أقدم الأسر الحاكمة في العالم العربي.

رسالة قابوس

وفي رسالته التي نصت فيها على تسمية بن طارق سلطاناً، قال السلطان الراحل: «بعد التوكل على الله ورغبة منا في ضمان استقرار البلاد، نشير إلى أن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق، وذلك لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة».

حافظ السر

هو ابن طارق بن تيمور آل سعيد، عم السلطان الراحل قابوس، وأحد الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة، ويعتبر مقرباً من السلطان الراحل وحافظ سره. ولد في 11 أكتوبر 1955م في مسقط، عاصمة عمان، وتخرج في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1979، وتابع دراسات عليا بكلية «بيمبروك».

تدرج في الدولة

تقلد مناصب عدة في الدولة العمانية، كان آخرها منصب وزير التراث والثقافة الذي شغله منذ عام 2002 حتى تنصيبه سلطاناً. تمرس في العمل الدبلوماسي عبر شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها: الأمين العام للوزارة، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية، ووزير مفوض. كما عمل مبعوثا خاصا للسلطان قابوس ومثله في العديد من الفعاليات الدولية.

شغل رئاسة عدد من جلسات مجلس الوزراء في غياب رئيس مجلس الوزراء، وهو السلطان قابوس بن سعيد، ونائبه السيد فهد بن محمود آل سعيد، وهي خطوات كانت ذات دلالات كبيرة في عمان لنفوذه آنذاك وفرصه في الوصول إلى سدة الحكم. وتولى السلطان الجديد رئاسة اللجنة الرئيسة للرؤية المستقبلية لسلطنة عمان 2040.

استراتيجية 2040

وهو رئيس اللجنة الرئيسة للرؤية المستقبلية للسلطنة عمان 2040. وفي افتتاح «المؤتمر الوطني» حول استراتيجية 2040، في 29 يناير 2019، شدد بن طارق على «حرص اللجنة على أن يكون المجتمع بمُختلف شرائحه، وفي كافة محافظات السلطنة، حاضراً ومساهما في إعداد مشروع الرؤية، وشريكا أساسيا وأصيلا في صياغة أولوياته وتطلعاته».

وقال إنه «من هذا المنطلق باشرت لجان وفرق العمل المختصة تحديد محاور وركائز للرؤية كإطار ينظم العمل، وبدأت بتشخيص الوضع الراهن، ثم انتقلت إلى مرحلة استشراف المستقبل وإعداد السيناريوهات المستقبلية، بالاستناد إلى فهم واستيعاب ترابط المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في السلطنة مع محركات التغيير العالمية».

وأوضح أنه «بناءً على مُخرجات تلك المراحل العملية، تمَّ تحديد التوجهات الإستراتيجية وفق أهداف أولية تضمنت التعليم، والبحث العلمي، وتمكين القدرات الوطنية، وتحقيق رفاه مستدام عماده الرعاية الصحية الرائدة، وإدارة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي، وتطور بيئة سوق العمل والتشغيل، وتُتيح للقطاع الخاص أخذ زمام المبادرة لقيادة اقتصاد وطني تنافسي مُندمج مع الاقتصاد العالمي، والمحافظة على استدامة البيئة، وتنمية جغرافية شاملة قائمة على مبدأ اللامركزية، والشراكة وتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع».

وأكَّد أن «جميع هذه الأولويات تتسق مع التوجه الإستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته، وملتزم بمواطنته، لتكون وثيقة الرؤية انعكاساً حقيقياً لتطلعات ورؤى أبناء عُمان، نحو آفاق المستقبل الذي ننشده»، مبيناً أن ملامح الرؤية الأولية التي يطرحها المؤتمر هي رؤيتكم ونتاج تطلعاتكم الجادة، وإننا نطمح وبمشاركتكم جميعاً إلى تحقيق فهم أعمق لتكامل الأدوار بين مختلف مكونات المجتمع العماني، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وأفراد، مواطنين ومقيمين».

الرياضة

تولى رئاسة اتحاد الكرة العماني خلال الفترة من 1983 إلى 1986، وترأس أيضاً اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.

كما أنه الرئيس الفخري لجمعية رعاية الأطفال المعوقين ونادي السيب الرياضي.

الحياة العائلية

وعلى خلاف السلطان الراحل، الذي لم يكن لديه أولاد، فللسلطان الجديد 4 أولاد بينهم بنتان، هم ذي يزن، بلعرب، وثريا، وأميمة، وزوجته عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية، وأمه شوانة بنت حمود بن أحمد البوسعيدية. لديه 6 إخوة ذكور هم طلال، وأسعد، وقيس (متوفى)، وشهاب، وأدهم، وفارس (متوفى)، وأختان هما كاملة، وأمل.

رجل أعمال

يعد السلطان الجديد لعمان أحد رجال الأعمال في السلطنة والمهتمين بالاستثمار والبحث عن رؤوس الأموال، مما يعني إمكانية فتح مجال الاستثمار بشكل أوسع في عهده.

وبرزت تصريحات سابقة للسلطان الجديد عندما كان وزيرا للثقافة والتراث، كتلك التي أدلى بها على هامش فعاليات منتدى الابتكار التقني في التعليم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2019 في مسقط، حيث قال إن «الحراك العلمي وتوجه مختلف قطاعات الدولة نحو العناية بالابتكار والمعرفة التقنية يأتي في ظل التوجه الحكومي لتكملة منظومة التقانة والانضمام لثورة المعرفة الحديثة التي صارت الآن ضرورة من ضرورات العلم والمعرفة وأداة مهمة للتواصل والتعليم منذ المراحل الأولى إلى المراحل الجامعية العليا».

وبكلمة منشورة له على الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والتراث الألمانية، قال فيها بن طارق: «وزارة التراث والثقافة في رسالتها تسعى بلا شك منذ تأسيسها لتحديث ادواتها العملية تماشيا مع التطورات العلمية، كتحديث منظومتها الالكترونية لتواكب بذلك الركب نحو دولة عصرية متكاملة الأداء متماسكة البناء، كما أنها أولت اهتماما كبيرا بكل ما من شأنه تسهيل الاجراءات وتذليل المصاعب والعقبات نحو تحقيق رسالتها النبيلة وأهدافها السامية كتطوير الخدمات الالكترونية لتختصر أهدافها؛ نحو غد أكثر وعيا بمتغيرات الحياة العصرية من تسارع الأداء الحكومي ومتغير في المفهوم الإداري».

من هو والد السلطان الجديد؟

تولّى طارق بن تيمور، والد هيثم، وعمّ السلطان قابوس، منصب رئاسة الوزراء عدة سنوات، بعد وصول ابن أخيه إلى سدة الحكم عام 1970، حيث شكّل العم وابن أخيه تحالفاً لبناء الدولة الحديثة.

ويُعد والد السلطان الجديد أحد أبرز المطالبين بالإصلاح والتنمية والحداثة في عهد شقيقه السلطان سعيد بن تيمور، بعد وصوله من تركيا، وهي بلد والدته التي عاش فيها طوال سنوات شبابه، حيث كان السلطان سعيد بن تيمور يرفض محاولات أخيه الإصلاحية، ويتهمه بالميل للأوروبيين. وخروج طارق من عمان مدة من الزمن، حتى تولّي قابوس منصبه، وعاد من جديد.

back to top