العمل الإنساني الكويتي.. نهج ثابت ومبدأ راسخ

نشر في 11-01-2020 | 10:19
آخر تحديث 11-01-2020 | 10:19
جمعية النجاة الخيرية الكويتية
جمعية النجاة الخيرية الكويتية
من خلال نهج ثابت ومبدأ راسخ واصلت الكويت تصدر المشهد الدولي في مجال العمل الاغاثي والإنساني بهدف الإسهام في صون كرامة الإنسان وتحسين ظروف معيشته وتقديم المساعدة والعون لأشد الحالات الإنسانية ضعفا وحاجة سواء كان ذلك ناجما عن وضع اجتماعي معين أو عن نشوب حروب وصراعات أو عن كوارث طبيعية وأزمات اجتماعية أو اقتصادية.

وفي هذا الإطار قامت جمعية النجاة الخيرية الكويتية بتوزيع مساعدات انسانية على 6000 لاجئ سوري في مدينة «شانلي أورفا» جنوبي تركيا.

وقال مدير ادارة التعليم الخارجي بالجمعية ابراهيم البدر في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» ان حملة «دفئا وسلاما» تأتي في إطار الجهود الإنسانية الحثيثة التي تبذلها الجمعية تجاه نجدة وإغاثة الأشقاء السوريين والاستجابة العاجلة لنداءات الاستغاثة التي يطلقها اللاجئون.

وأضاف ان المساعدات شملت توزيع كسوة الشتاء ومواد التدفئة «وبطانيات» الشتاء «والديزل» والسلال الغذائية الضرورية حيث يعيش اللاجئون السوريون في ظروف انسانية بغاية الصعوبة بين انخفاض درجات الحرارة والعيش في ظروف بائسة.

وأشار البدر إلى ان فريقا كويتيا أجرى زيارة لدار «محمد الأيوب» لليتيمات السوريات التي تحرص الجمعية على توفير جميع وسائل العيش لليتيمات من الإقامة الجيدة والطعام المناسب والتعليم المميز.

وأكد حرص الجمعية على تفعيل ملفي التعليم والتنمية للاجئين السوريين من خلال بناء عشر مدارس ضمت آلاف الطلبة بالإضافة إلى تنظيم الدورات الحرفية وإقامة المشاريع التنموية من اجل تحويل الأسر من مرحلة الاحتياج إلى الإنتاج والعطاء.

وتنامى دور الكويت منذ تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في عام 2006 في دعم المساعدات الإنسانية وتوسيعها بشكل ملحوظ إلى مختلف أنحاء العالم ما توج بتسمية سمو الأمير «قائدا للعمل الإنساني» واختيار الكويت «مركزا للعمل الإنساني».

ومن هذا المنطق الإنساني الذي بات نهجا ثابتا ومبدأ راسخا اشاد بابا الفاتيكان فرانشيسكو بجهود سمو امير البلاد في حل النزاعات ودور سموه الانساني لصالح تحقيق الاستقرار والسلام.

وقال سفير الكويت لدى سويسرا والمحال الى الفاتيكان بدر التنيب ل«كونا» ان ذلك جاء في لقاء مع البابا على هامش اللقاء السنوي التقليدي برؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الفاتيكان.

واضاف ان البابا اشاد بالدور الريادي لسمو الامير في دعم قيم الحوار البناء والعيش المشترك والتعاون في العلاقات الدولية واعرب عن تقديره لرعاية سموه ودعمه للعمل الانساني وجهوده المشهودة لتعزيز السلم والاستقرار.

وصادف العاشر من يناير الجاري ذكرى مرور 54 عاما على تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي أناطت بها القيادة الحكيمة للكويت وحكومتها الرشيدة مهمة تنفيذ الأعمال الإنسانية النبيلة دون تمييز بين جنس أو عرق.

وبهذه المناسبة قال رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير لـ«كونا» ان الجمعية استطاعت الوصول الى مناطق متعددة في كل أرجاء المعمورة مشيرا الى انها قدمت نموذجا للعطاء الإنساني الذي لا حدود له وأرست نهجا متفردا في تقديم العون والإغاثة إلى مستحقيهما من دون تمييز.

وذكر انه على صعيد الأنشطة الدولية فقد اتسع نطاق عمل الجمعية طوال 54 عاما من عمرها لتصل بمساعداتها ومشروعاتها إلى أكثر من 91 دولة في مختلف المناطق من العالم مقدمة الدعم للضعفاء والمنكوبين بالكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة في ضوء رسالتها الهادفة إلى تأمين الحياة وصون الكرامة الإنسانية.

واضاف ان الجمعية قدمت في عام 2019 مساعدات إغاثية لكل من الهند وتونس وجزر القمر وكينيا والسودان وايران وللاجئين السوريين والروهينغيا وموريتانيا وفلسطين واليمن وسيرلانكا وتنزانيا وملاوي وموزمبيق والنيجر والفلبين وإندونيسيا وباكستان وأفغانستان وأفريقيا الوسطى والصومال وهايتي وقيرغيزستان وطاجيكستان والبوسنة والهرسك.

وأفاد بأن الجمعية نفذت خارج الكويت الكثير من المشاريع التنموية في العديد من الدول في مجالات حيوية كالإسكان والمرافق الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى مشيرا الى مركز «صباح الاحمد» للتأهيل البدني في سيرلانكا ومشروع علاج ثقب القلب في أفغانستان والمشاريع التعليمية للاجئيين السوريين في دول جوار سوريا وحفر الآبار في موريتانيا وكينيا والصومال والعيادات المتنقلة في العراق.

واكد الساير ان جمعية الهلال الاحمر الكويتي أصبحت جسرا ممتدا بين المتبرعين والمحسنين من ناحية والمحتاجين في شتى بقاع الأرض من ناحية أخرى لافتا الى ان مسيرة الخير الكويتية نموذج يحتذى في كل ربوع الأرض بما يمثله من وجه حضاري مشرق.

واوضح ان ما تقوم به الجمعية من جهود لدعم العمل الانساني الذي لا يهدف الى اي مردود سياسي وانما طابعه انساني واخلاقي بالدرجة الاولى يؤكد دور الكويت الانساني لاغاثة المنكوبين جراء الكوارث او من صنع الانسان.

وتعود البوادر الأولى لنشأة الجمعيات الخيرية في الكويت إلى بداية القرن العشرين الميلادي حينما دفع تردي الأوضاع الصحية وقتئذ فرحان الخضير لتأسيس اول جمعية خيرية في البلاد عام 1913 حملت مسمى «الجمعية الخيرية العربية» لتنشط في مجال الخدمة الصحية.

وفي هذا الصدد قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالكويت الدكتور عايد الجريد لـ«كونا» انه كان لزيارة بعض الشخصيات الإصلاحية العربية المعروفة الى الكويت مثل صاحب مجلة المنار الشيخ محمد رشيد رضا عام 1912 دور محفز وداعم لفكرة تأسيس الجمعية الخيرية الكويتية التي لقيت أيضا دعما من حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح.

واضاف ان المحسنين من أهل الكويت شاركوا بالتبرع للجمعية كما شارك حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح بالتبرع للجمعية بخمسة آلاف روبية وجلب لها الأدوية.

وبين ان تأسيس الجمعية الخيرية العربية كان له دور كبير في بث الوعي الثقافي في المجتمع الكويتي من خلال تأسيس مكتبة خصص لها مكان في بناية الجمعية في الطابق الأسفل وقد جمعت من الكتب النافعة الشيء الكبير.

back to top