سدانيات: «انتقام سخت!»

نشر في 10-01-2020
آخر تحديث 10-01-2020 | 00:09
 محمد السداني لم تلبث أزمة أميركية إيرانية بالابتداء حتى انتهت في وقت أقصر من المتوقع، والجدير بالذكر أن حالة الاحتقان التي صدعت رؤوسنا في الأيام الفائتة لم تكن جديدة في شرق أوسط ملتهب لا تكاد تنطفئ أزمة حتى تشتعل أخرى، ولكن المختلف في هذه الأزمة أنَّ الطرف الإيراني بعدما بدأ يفقد بريق ثورته التي صدرها بكل تفاصيلها إلى العراق عاد هذا الطرف الإيراني لترتيب المشهد مرة أخرى داخليا وخارجيا، فبعد موجات المظاهرات التي اجتاحت العديد من المدن بعيدا عن شاشات الإعلام التي لا تعرف سبيلا له في مدن عرش الطاووس! والمظاهرات الأخرى التي نددت بالنظام الإيراني والتدخلات في الشأن العراقي التي اجتاحت مدنا عراقية بأكملها أدت إلى استقالة رئيس وزرائه وتلويح رئيسه أيضا بالاستقالة.

لا يبدو الوضع غريبا في هذه الأحداث سوى مقتل شخصين أحدهما الرجل الأول عسكريا لإيران والمنفذ لمشروع التوسع الإيراني، والآخر نسخة مصغرة من سليماني بجنسية عراقية وهوى إيراني، وردت إيران على مقتلهما بضربة كوميدية مات الكثير منها "ضحكا" لسذاجة الرد وسخافة ردة الفعل، لكن الغريب لم يكن في كل هذا بل الغريب في موقف الكثير من أبناء الوطن الذين تفاعلوا سلبا وإيجابا، وكأن إيران وأميركا تقومان بحرب بالوكالة عن كل منهما، فتجد مُمجدا للقتلى الذين قتلتهم أميركا، وآخر لاعنا الشيطان الأكبر على فعلته ضدَّ المؤمنَين اللذين ضحيا بنفسهما من أجل المشروع!

والسؤال هنا: كيف لنا أن نصفق لمشروع إيراني من الممكن أن نكون يوما ما أحد أهدافه بسبب ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا بين دول المنطقة المتصارع نفوذا وكرها وتنافسا؟! إن ارتباطك الديني أو المذهبي لا يمكن أن يكون ذريعة ليجعلك تصفق للمشروع الأصفر أو الأخضر، ولا يمكن أن نكون طرفا في أي صراع؛ لأننا عشنا عواقب سياسة المحاور التي أدت بنا إلى اجتياح غاشم أكل الأخضر واليابس.

قلتها في الكثير من مقالاتي لا يمكن أن نحارب إيران حربا تقليدية؛ لأنها تملك مشروعا وتعمل جاهدة على تطبيقه على أرض الواقع، محتلة به أربع عواصم عربية أمام أعين العالم، والأصح أن نتبنى مشروعا كدول خليجية موحدة تتشارك في المصالح والمصير المشترك، وتتسامى على خلافاتها، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نعمل على إرجاع حدود عرش الطاووس على ما كانت عليه، وندعم دولا عربية، ونكون لها عونا لتعود إلى محيطها العربي المسلم بدلا من ارتمائها في أحضان إيران، والتي لم تجعل منها سوى ساحات دمار وحرب.

خارج النص:

● أحد الأصدقاء يعتقد أنَّ العدل لن يتحقق في هذه المنطقة، وأن شخصا ما سيأتي ليحقق العدل ويبسطه بين الناس، وكأننا فقط نحتاج غائبا ليحقق عدلا موجودا، فلماذا نحتاج مجهولا وغيرنا وجد العدل وتنعَّم به مثل نيوزلاند ودول أوروبية وغيرها الكثير ممن سبقونا بالعدل وتأصيله.

● بدلا من التصفيق لإيران على انتقامها من أميركا، لننتقم ممن صنع شوارعا متهالكة وأشعل فتنة وأشغلنا في تجربة برلمانية مملة للغاية!

back to top