فرقة رضا للفنون الشعبية لا تزال شابة في عيد ميلادها الـ 60

«الثقافة المصرية» تكرِّم 80 شخصية من رموزها

نشر في 10-01-2020
آخر تحديث 10-01-2020 | 00:00
استحوذت فرقة رضا للفنون الشعبية في مصر على اهتمام قطاع كبير من المهتمين بالفنون الفلكلورية في البلاد، خلال الأيام الماضية، مع بلوغ الفرقة العريقة سن الستين، وفي هذه المناسبة قرَّرت وزارة الثقافة تكريم 80 شخصية من رموزها، مع إتاحة الفرصة لتقديم عروض للفرقة على خشبة مسرح البالون طوال 15 يوماً، ما أعاد هذا الكيان الفني الكبير إلى الواجهة، وسط حالة من الاحتفاء الجماهيري.
اجتاحت فرقة رضا للفنون الشعبية، الساحة المهتمة بالفلكلور، وهي فرقة استعراضية مصرية بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي تحت قيادة الفنان محمود رضا، وقدمت عروضاً لاقت القبول والاستحسان. وتعتبر أول فرقة خاصة للفنون الشعبية.

وكان الفنان محمود رضا فكَّر في تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمي بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف، بالإضافة إلى خبرتها في التدريب وتصميم الأزياء.

مسرح الأزبكية

وقدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية (وسط القاهرة) في أغسطس عام 1959، وبلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة، و13 راقصاً، و13 عازفاً، أغلبهم من خريجي الجامعات، وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وأخرجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كل طبقات المجتمع.

قرار جمهوري

وفي عام 1961، صدر قرار جمهوري بضم الفرقة إلى وزارة الثقافة، وأصبحت تابعة للدولة، وأدارها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962، انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح «متروبول»، وأصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي، ثم كان اللقاء الفني بين محمود رضا والموسيقار علي إسماعيل، الذي أثمر أول أوركسترا يختص بالفنون الشعبية بقيادته، والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، ولحَّن الأوبريتات الاستعراضية الشهيرة: «وفاء النيل»، و«علي بابا والأربعين حرامي»، و«رنة الخلخال».

فيلم وتكريم

وعاد الزخم إلى الفرقة الشعبية مجدداً على مدار الأسبوعين الماضيين، وبدت في كامل صحتها وشبابها رغم إطفاء شمعتها الستين، إذ كرَّمت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، أخيراً 80 شخصية من مؤسسي ورموز الفرقة الذين أسهموا بإبداعاتهم في ترسيخ أحد أشكال الفنون الشعبية ونشرها في المجتمع المصري، وذلك عبر احتفالية كبرى أقيمت بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الفرقة، وتتواصل على مدار أسبوعين متتاليين، حيث انطلقت في مسرح البالون يوم 26 ديسمبر الماضي، واختُتمت 10 يناير الحالي، وسط حضور جماهيري كبير.

فيلم وثائقي

وكانت الاحتفالية بدأت بعرض فيلم وثائقي يستعرض المسيرة المميزة لفرقة رضا وجولاتها داخل مصر وخارجها، ثم كرمت وزيرة الثقافة مؤسسي ورموز الفرقة، بما في ذلك تكريم أسماء الراحلين منهم، وأبرزهم محمود رضا، وعلي رضا، وفريدة فهمي، والموسيقار علي إسماعيل، ومصمم الاستعراضات حسن عفيفي، ونبيل مبروك من الجيل الأول للعارضين، والممثل والعارض ومصمم الاستعراضات حسن السبكي، والعارض ومصمم الاستعراضات حمادة حسام الدين، والجداوي رمضان أحد فناني الجيل الثاني للفرقة ومديرها الأسبق، والعارضة نيفين رامز، والفنانة هناء الشوربجي، والفنانة لطيفة توفيق لحام، والفنانة ليلى عبدالغني، والمطرب محمد رؤوف.

وتلا ذلك، تقديم الفرقة مجموعة من التابلوهات الاستعراضية التي اشتهرت بها، منها «رنة الخلخال»، و«العرقسوس»، و«الداحية»، و«يا وردة يا بلدي»، و«الحجالة»، و«العصايا»، إلى جانب فاصل من أعمال الموسيقار علي إسماعيل ضم معزوفتي «خان الخليلي»، و«الكرنك».

3 أفلام سينمائية

يشار إلى أن الفرقة قامت ببطولة ثلاثة أفلام سينمائية حققت نجاحاً جماهيرياً كبيرا،ً هي «إجازة نصف السنة»، و«غرام في الكرنك»، و«حرامي الورقة»، كما طافت مختلف دول العالم، ونجحت في تحقيق المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية التي مثلت مصر خلالها، وقدمت أكثر من ثلاثة آلاف عرض عالمي في أهم وأعرق المسارح منها مسرح هيئة الأمم المتحدة (نيويورك وجنيف)، والأولمبيا (باريس)، وألبرت هول (لندن)، وبيتهوفن (بون)، وستانسلافسكي (الاتحاد السوفياتي) وغيرها، بالإضافة إلى عروض متعددة في مختلف أنحاء مصر، ودعمتها وزارة الثقافة خلال العام الماضي بـ16 فناناً لإعداد جيل جديد من شباب العارضين قادر على استعادة أمجاد الفرقة، إلى جانب تكوين أوركسترا خاص بها يضم نخبة من العازفين والمغنين.

عروض الفرقة انتقلت إلى مسرح «متروبول» وأصبح لها منهج خاص
back to top