3 تفسيرات لإقدام إيران على «عرض فارغ للقوة»

نشر في 09-01-2020
آخر تحديث 09-01-2020 | 00:00
بقايا صاروخ إيراني غير منفجر في هيت على بعد 30 كيلومتراً من «عين الأسد»
بقايا صاروخ إيراني غير منفجر في هيت على بعد 30 كيلومتراً من «عين الأسد»
يبدو أن الضربات الصاروخية الإيرانية ضد القواعد التي تضم قوات أميركية في العراق، لم تهدف إلى إلحاق خسائر بشرية بصفوف هذه القوات، فإيران تعلم أنه في الساعات الأولى من الصباح عادة ما تكون القوات الأميركية نائمة، الأمر الذي يخفض فرص إلحاق خسائر كبيرة. ويتعزز هذا التقدير خاصة أن إيران على دراية كافية بنظام الدفاع الجوي الأميركي، الذي قد يكون في حالة تأهب قصوى، وطهران تفهم محدودية جودة صواريخها ضد هذه التكنولوجيا.

الهجمات الصاروخية لا معنى لها إذا كان هدف طهران هو إيذاء القوات الأميركية بأعداد كبيرة، مثلما تعهد عدد من المسؤولين الإيرانيين. ومع ذلك، فإن الأمر يبدو منطقيا فيما يتعلق بتنفيذ أمر المرشد الأعلى علي خامنئي، بالرد صراحة على الأهداف العسكرية الأميركية انتقاما لمقتل الجنرال قاسم سليماني.

كانت تعليمات خامنئي مربكة، حيث من المحتم أن تنتصر الولايات المتحدة في أي صراع عسكري مباشر، هل كان المرشد الأعلى يأمر بعرض فارغ للقوة؟

لا يزال الغبار غير منقشع، وحتى في أفضل الأوقات يمكن أن تكون دوافع إيران غامضة، لكن هناك 3 تفسيرات محتملة لما يحدث.

* أولا، أن يكون خامنئي ليس على دراية بما يمكن أن يحققه جيشه، ويبالغ في فعالية الضربات، التي فشلت بعد تنفيذها، وسيكون ذلك مفاجئا خاصة في ظل ما يثار عن معرفته العسكرية.

* ثانيا، ربما تعبر تلك الهجمات عن انتصار تيار الاعتدال في إيران، فضرب أهداف عسكرية في الليل بعدد صغير من الصواريخ قد يسهل ما يريده الطرفان الإيراني والأميركي في النهاية. سيكون هذا منطقيا، نظرا لعدم امتلاك البلدين الرغبة في قتال طويل.

* ثالثا، قد يكون هذا محاولة من جانب إيران لوضع الولايات المتحدة في إحساس زائف بالأمن بأنها ضعيفة عسكريا، في حين يتم العمل على استجابة غير متكافئة وأكثر صرامة. لكن ذلك سيتطلب الكثير من الفطنة الاستراتيجية من حكومة تعاني انقساما بين الأجنحة المتشددة والأجنحة المعتدلة، ويعني أيضا أن طهران كانت مطمئنة نسبيا إلى أنه لن يتم إصابة أي أميركي في هذا الهجوم الصاروخي.

back to top