كنزٌ أثري... اكتشاف عملات إسلامية نادرة أسفل كنيسة مصرية

370 قطعة معدنية وُجدت في 3 صُررٍ مُخبأة تحت الرمال

نشر في 09-01-2020
آخر تحديث 09-01-2020 | 00:03
تتوالى الاكتشافات الأثرية في مصر، حيث عُثر قبل أيام على كنزٍ من العملات القديمة التي يعود أغلبها إلى العصر الإسلامي، أسفل كنيسة عتيقة شُيدت في القرن الرابع الميلادي بصعيد مصر، أثناء قيام بعثة أثرية بمتابعة عملها في الكنيسة للكشف عن مدخلها الرئيس، قبل أن تقود المصادفة إلى اكتشاف 370 عملة معدنية نادرة.
قبل يومين من احتفالات الأقباط بعيد ميلاد السيد المسيح، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف 370 عملة معدنية ترجع إلى العصرين الإسلامي والروماني أسفل كنيسة «أبوفانا» الأثرية في محافظة المنيا (جنوب القاهرة).

ووفق بيان رسمي «عثر عدد من الأثريين والمرممين العاملين في الكنيسة الأثرية على 3 صرر منسوجة من قماش الكتان مخبأة تحت الرمال في السور المحيط بكنيسة أبوفانا الواقعة في منطقة ملوي بمدينة المنيا».

وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في مصر، جمال مصطفى، إنه عُثر على العملات المعدنية على عمق نحو مترين فقط، وبلغ عدد العملات المكتشفة 370 عملة، من بينها 342 عملة من العصر الإسلامي، و29 عملة من العصر الروماني».

وأوضح أن عملية ترميم العملات بدأت على يد المرممين العاملين في الكنيسة، تمهيداً لدراستها وتوثيقها علمياً لتسجيلها ونشرها.

وتابع مصطفى: ان «أعمال حفائر كانت قد بدأت حول موقع الكنيسة، للكشف عن مدخلها الرئيس وباقي المنشآت المحيطة بها، للكشف عن الأسرار التي تحتويها منطقة ملوي الأثرية في محافظة المنيا، وأثناء الحفر عثرت البعثة الأثرية التي كانت تتابع مهامها على الصرر التي تحوي العملات الأثرية النادرة».

يشار إلى أن كنيسة «أبوفانا» تأسست على يد القديس أبوفانا في القرن الرابع الميلادي، وعُرفت باسم «دير الصليب»، نظراً لاحتوائها على عدد من الصلبان المزخرفة التي تنتمي إلى القرن السادس الميلادي. وتُعد «أبوفانا» من أوائل الكنائس التي شُيدت في صعيد مصر، وصاحب إنشاءها ظهور حركة الرهبنة الأولى.

50 ألف عملة

ورجح خبراء في مجال الآثار أن تُنقل العملات المكتشفة بعد توثيقها وتسجيلها كقطع أثرية، إلى متحف الفن الإسلامي في القاهرة، حيث تحصص وزارة السياحة والآثار في داخله قسماً كاملاً للعملات التي يصل عددها إلى نحو 50 ألف عملة أثرية، تنتمي إلى جميع العصور، منذ ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث، وصولاً إلى العصر الحالي.

ويضم المتحف جميع أنواع العملات مثل الدراهم والدنانير والعملات المكملة، التي استخدمها المسلمون الأوائل كوسيلة للتعامل التجاري مثل الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية، والتي حملت العبارات البيزنطية، وبعض الصور التي تشير إلى تلك الفترة مثل صورة معبد النار وكسرى الفرس.

وفي تصريح لرئيس قسم العملات بمتحف الفن الإسلامي، سعيد رمضان، قال إن المسكوكات تعد من أهم المجالات الأثرية، حيث تعد هذه الكنوز دليلاً مادياً ملموساً على تبعية مدن الضرب لدولة معينة في وقت معين، من خلال المعلومات المضروبة على العملة، سواء اسم الخليفة أو الوالي أو اسم صاحب دار الضرب أو العبارات المذهبية على العملة.

وكشف أن البعد الأهم للعملات هو أنها «تمثل الدليل على هوية الدولة في مواجهة أي متطرفين في كل زمان ومكان، فترد على أي مشكك في عصر أو حكم بعينه، أو من يخرج ويدعي أن له أصولاً تعود إلى عقود قديمة، فتكون العملات حينئذ أبلغ رد لدحض ادعاءاته، حتى فيما يتعلق بمذهبية الدولة نفسها».

البعد الأهم للعملات أنها تمثل الدليل على هوية الدولة في مواجهة أي متطرفين
back to top