القصاص من قتلة خاشقجي أسكت الأصوات الخبيثة

نشر في 08-01-2020
آخر تحديث 08-01-2020 | 00:08
بصدور أحكام شملت 31 شخصا شاركوا في قتل خاشقجي تمكنت المملكة من إحباط المساعي الخبيثة التي أرادت أن تستغل تلك القضية وتتاجر بدم الفقيد للنيل من المملكة وتشويه سمعتها.
 د. عبدالمحسن حمادة منذ أيام أعلنت النيابة العامة السعودية صدور أحكام ابتدائية بالقتل لخمسة أشخاص والسجن لثلاثة آخرين متورطين في مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، رحمه الله، داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018.

وأوضح وكيل النائب العام من خلال مؤتمر صحافي في مقر النيابة العامة في الرياض أن التحقيقات في تلك الجريمة شملت 31 شخصا، وتم إيقاف 21 شخصا منهم، واستجواب 10 آخرين دون تعرضهم للإيقاف، وذلك لعدم وجود ما يستوجب إيقافهم، وستحول تلك الأحكام إلى محكمة الاستئناف والمحكمة العليا لتبدي رأيها في تلك القضية.

وبعد صدور تلك الأحكام على الجناة غرد صلاح بن جمال خاشقجي على حسابه في "تويتر" قائلا: "إنصاف القضاء يقوم على مبدأين: العدالة وسرعة التقاضي. فلا ظلم ولا مماطلة، اليوم القضاء أنصفنا ونؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكل مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة. الحمد لله والشكر له".

هذا رأي ولي الدم الذي أعطاه الشرع والقانون حق المطالبة بالقصاص من الجناة، قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا". (الإسراء 33)، فأعطى الإسلام ولي الدم الحق بالمطالبة بالقصاص من الجاني، ونهاه عن الإسراف والمبالغة بالقصاص كما كانت تفعل الجاهلية، فكانوا إذا قتل منهم فردٌ لا يكتفون إلا بقتل جماعة.

فإذا كان ولي الدم راضياً بتلك الأحكام فلماذا احتج نظام إردوغان وحلفاؤه جماعة الإخوان على إجراء تلك الحاكمة في السعودية؟ أرادوا إجراءها في إسطنبول ليتلاعب بها أردوغان والإخوان. ولعلنا نعرف أن أردوغان استغل محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا 2016 ليسيطر على الدولة بكاملها، فبدلا من أن يفتح تحقيقاً عادلاً قام بعملية تطهير شاملة في جميع مؤسسات الدولة، واعتقل وفصل آلافاً من الجنود والمدنيين من بينهم صحافيون وقضاة ومعلمون.

وبصدور تلك الأحكام تمكنت المملكة من إحباط المساعي الخبيثة التي أرادت أن تستغل تلك القضية وتتاجر بدم الفقيد للنيل من المملكة وتشويه سمعتها، وكان نظام إردوغان وجماعة الإخوان هم من تصدر المتاجرة بتلك القضية، فبعد ساعات من ارتكاب الجريمة غصت شوارع إسطنبول بالمتظاهرين من جماعة الإخوان يطالبون بالقصاص ويتهمون النظام السعودي بارتكاب تلك الجريمة من دون أن تكون لديهم أدلة ولا براهين، وهم يحملون اللافتات والإعلانات التي كتبت بالخط العريض تندد بالجريمة وتدين رموز النظام السعودي.

كيف تمكنت تلك الحشود من التجمع في تلك اللحظات، وكأن الأمر كان مخططا له من قبل؟ وكان نظام إردوغان الحالم بإعادة الإمبراطورية العثمانية وهيمنتها على المنطقة وقادة الإخوان هم من كانوا يديرون تلك الحشود ويشجعونها، ظناً منهم أنهم بتلك الأساليب الرخيصة سيتمكنون من زعزعة الاستقرار في المملكة، ومن ثم سيتمكنون من الاستيلاء على حكم تلك الدولة الغنية. ثم ينتقلون منها لحكم العالم العربي والإسلامي.

وهكذا تظل جماعة الإخوان منذ تأسيسها قبل قرن تقريبا تغرق في أحلامها وأوهامها، وتتلقى الضربات دون أن تفيق، ووجدت في إردوغان الشخصية المريضة التي تصدق مزاعمهم، واحتضن جميع أنشطتهم، خاصة بعد أن أعلنوا في اجتماع التنظيم الدولي للإخوان أن إردوغان سيكون أول خليفة للمسلمين.

back to top