4 كباش ومسلة فرعونية تزيِّن ميدان التحرير... وتثير الجدل!

قلب القاهرة يرتدي حلة تاريخية استعداداً لعبور موكب المومياوات الملكية

نشر في 06-01-2020
آخر تحديث 06-01-2020 | 00:03
على الرغم من ترقب ملايين المصريين للشكل الجديد الذي سيظهر به ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث يجري تطويره حالياً، اندلعت موجة جدل خلال الأيام الماضية، بعد إعلان الحكومة تزيين الميدان التاريخي بقطع أثرية أصلية (مسلة فرعونية، و4 تماثيل لكباش جلبت من معبد الكرنك جنوبي البلاد).
يرتدي قلب العاصمة المصرية حلة جديدة قريباً، يظهر بها حين يُفتتح "ميدان التحرير"، عقب الانتهاء من أعمال تطوير وتجميل يخضع لها حالياً، في سبيل استعادة الروح التاريخية للمكان، وفق رؤية شاملة تنهي فوضى الألوان والتخطيط الذي عاناه الميدان على مدار السنوات الماضية.

ويحاكي "التحرير" في تصميمه ميدان شارل ديغول، الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس، والذي يعد أقدم وأشهر الميادين في العالم العربي، نظراً لأهميته كأيقونة تاريخية، إذ انطلقت منه ثورة 1919، الشرارة الأولى لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني، وثورتا يناير 2011، ويونيو 2013.

بينما تهدف أعمال التطوير إلى تحويله إلى ميدان يضاهي ميادين العواصم في أوروبا، وهو الحلم الذي كان يتمناه الخديوي إسماعيل عندما أنشأ هذا الميدان، بل إن اسمه حين شُيد كان نِسبة إليه (ميدان الإسماعيلية)، ثم تغير إلى "ميدان التحرير"، في إشارة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919، وترسّخ الاسم رسمياً في ثورة 23 يوليو عام 1952.

وفي حين يُنتظر افتتاح الميدان خلال أيام بالتزامن مع الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير 2011، فإن أعمال تطويره أثارت جدلاً وشغلت الشارع المصري خلال الأيام الماضية، بعد اختلافات في الرأي بين المتخصصين حول نقل مسلة فرعونية للملك رمسيس الثاني طولها 19 متراً من منطقة "صان الحجر" في محافظة الشرقية

(شمال شرقي القاهرة) لتستقر في وسط الميدان، ومن حولها 4 تماثيل ضخمة لكباش جُلبت من معبد الكرنك (أقصى جنوب البلاد)، بحيث يوضع كل كبش صوب واحد من الاتجاهات الأصلية.

ونشرت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على موقع "فيسبوك" صوراً تخيلية لما سيكون عليه شكل الميدان بعد التطوير، في وقت ذهب مختصون إلى ضرورة عدم نقل قطع أثرية مهمة إلى ميدان مفتوح، فقد يؤثر عليها سلباً التلوث الناجم عن عوادم السيارات في واحد من أزحم الميادين في العالم، وكذلك خشية أن تتعرض لأذى من أي نوع، مؤكدين أن هذه القطع الأثرية مكانها المتاحف أو الأماكن الطبيعية التي اكتُشفت فيها، وليس وسط زحام المارة والسيارات، خصوصا أن تماثيل الأسود الأربعة الموجودة على جسر قصر النيل تتعرض للتشويه والكتابة عليها من خلال المارة، وقد يتكرر الأمر مع الكباش الفرعونية!

الجهات الرسمية

في المقابل، قال رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، محمد أبوسعدة، إن خطة تطوير الميدان جاءت ثمرة تعاون بين العديد من الوزارات والجهات الرسمية في الدولة، مؤكداً أن التطوير سيمثل نقلة حضارية للميدان. وأوضح أبوسعدة: "يُجرى التطوير على مستويين، الأول وهو تطوير الفراغ العمراني للميدان، ليتماشى مع قيمة الميدان وتاريخه العريق، بجانب تطوير واجهات المباني المطلة عليه، وترميم الزخارف على الواجهات، وكذلك تعديل واجهات المحلات التجارية وإزالة التعديات والمخالفات الموجودة على واجهات المباني التراثية لتتبع الاشتراطات العامة للمنطقة كمنطقة تراثية مسجلة".

وتابع: "يأتي تطوير الميدان تمهيداً لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة المصرية في منطقة الفسطاط نهاية يناير الجاري، وهو حدث عالمي لابد أن تتزين له محافظة القاهرة بالكامل". وينتظر أن تمر مومياوات ملوك الفراعنة في موكب مهيب، من المقرر مشاركة زعماء وأمراء من شتى دول العالم فيه.

يشار إلى أن ميدان التحرير يحتوي على المتحف المصري، ومجمّع التحرير، ومقر جامعة الدول العربية، والمقر السابق لوزارة الخارجية، وأحد الفنادق الكبرى المطلة على نهر النيل، ومسجد عمر مكرم، وكنيسة قصر الدوبارة، ويعتبر من الميادين القليلة في القاهرة التي خُطط لها جيداً، وبأسلوب فريد، إذ يتفرع منه على شكل شعاع وإليه عدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة منها، الفلكي والتحرير، وطلعت حرب، وقصر العيني، وشامبليون، وقصر النيل، وتتفرع منه شوارع تتصل بميادين كبرى مثل عبدالمنعم رياض، وطلعت حرب، ومحمد فريد.​

تماثيل الأسود الأربعة الموجودة على جسر قصر النيل تتعرض للتشويه
back to top