محافظة المنيا تتزين بعمل تشكيلي يرمز للصداقة مع مدينة هيلدسهايم

بمناسبة مرور 40 عاماً على توقيع اتفاقية تآخٍ بينهما

نشر في 02-01-2020
آخر تحديث 02-01-2020 | 00:01
شهدت مدينة المنيا بصعيد مصر، أخيراً، افتتاح عمل فني بديع أنجزه الفنان التشكيلي المعروف جمال صدقي، وهو نصب تذكاري يعبّر عن الصداقة بين مدينتي المنيا المصرية وهيلدسهايم الألمانية، بمناسبة مرور 40 عاماً على توقيع اتفاقية تآخ وتوأمة بين المدينتين عام 1979.
يعتبر النصب التذكاري "رمز الصداقة" في المنيا للفنان جمال صدقي، عملا تشكيليا بمنزلة رسالة من محافظة المنيا إلى كل مدن العالم، وبخاصة أن المنيا هي صاحبة أهم حقبة تاريخية في مسار الحضارة المصرية القديمة (عصر الملك إخناتون والملكة نفرتيتي)، وهذا العمل الفني يعد رمزاً للصداقة والمحبة والمودة والتآخي بين المدينتين المصرية والألمانية، ليتزين أحد ميادين المنيا بعمل الهدف منه نشر ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب.

جسر المنيا

بدورها، كانت مدينة هيلدسهايم أطلقت اسم المنيا على أحد أكبر الجسور فيها ليكون شاهداً على قوة العلاقة بين مصر وألمانيا، ومن هنا حرصت جامعة المنيا من خلال كلية الفنون الجميلة أن تهدي محافظة المنيا النصب التذكاري الذي يعبر عن رمز الصداقة بين المدينتين، وبناء على ذلك فقد أُسند العمل إلى أستاذ النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، جمال صدقي، لتنفيذ العمل كاملاً من خلال المركز الإنتاجي التابع للكلية.

وانطلقت فكرة العمل الفني من ضرورة وضع تصميم يجمع بين المدينتين يوحي بالمؤاخاة والتوأمة ورباط الصداقة بين المنيا المصرية وهيلدسهايم، فجاءت الأشكال التي يحتويها العمل لتوضح مدى ترابط العلاقة بين البلدين، حيث نرى أن الفنان صدقي استعان بالشعار الخاص بمدينة هيلدسهايم بألوان جذابة إلى جانب "حورس" الفرعوني، معبّراً عن الجانب المصري، في تكوين هرمي الشكل يحتوي على ثلاثة أضلاع، يمثل شكل حورس ضلعي المثلث يحمي شعار مدينة هيلدسهايم في منتصف التكوين، والضلع الثالث هو عبارة مكتوبة باللغة الألمانية (المنيا وهيلدسهايم).

تصميم فرعوني

في حين جاءت جميع الأشكال والعناصر داخل العمل الفني مرتبطة بخلفية مستوحاة من الفن الفرعوني تمثّل "الخرطوشة" الفرعونية التي تحوي في داخلها التصميم والعبارات المحفورة بالنحت الغائر باللغتين العربية والألمانية، وبذلك يكون الفنان استطاع أن يجسد الشعار مع الرموز الفرعونية الخاصة بمدينة المنيا لتكوين فكرة العمل، وذلك لإنتاج فن مصري الطابع عالمي القيمة.

من جهته، أوضح صدقي، في تصريحات لـ "الجريدة"، أن إنجاز العمل استغرق نحو شهر وهو مصنوع من خامة الـ "فايبر جلاس" بارتفاع خمسة أمتار، وقد راعى عند تصميمه هذا العمل أن يكون رمزاً تذكارياً يختلف عن تمثال الميدان، فالرمز التذكاري له خصائص فنية تختلف عن تمثال الميدان، حيث يكون بمنزلة علامة إرشادية "Land Mark" يستطيع المشاهد معرفة كل ما يحويه هذا الرمز من أفكار.

روابط الصداقة

وخلال افتتاح النصب التذكاري أعرب عمدة مدينة هليدسهايم، اللورد أنجو ماير عن تقديره وامتنانه لإقامة الرمز، الذي من شأنه توثيق روابط الصداقة بين المدينتين، متطلعاً إلى المزيد من الشراكات والتعاون في مختلف المجالات، كما لاقى العمل استحسان وإعجاب الجمهور من أبناء مدينة المنيا، وكذلك الألمان الذين حضروا افتتاح النصب التذكاري، وأعربوا عن امتنانهم بالعمل الفني المميز والفريد من نوعه في مصر عموماً.

يُشار إلى أن الفنان صدقي نفذ أعمالا ميدانية في محافظة المنيا، كان من أهمها تمثال نفرتيتي في مدينة سمالوط، بارتفاع 8 أمتار، وتمثال السلام وهو رمز للتآخي والسلام في المدخل الجنوبي لمدينة مطاي، وتمثال أم الشهيد في المدخل الشمالي في المدينة نفسها.

جميع الأشكال والعناصر داخل العمل الفني مستوحاة من الفن الفرعوني
back to top