في مصر... رحيلٌ وشائعات واكتشافات وطيّ أزمات

حصيلة الثقافة المصرية تراوحت بين المبهج والمحزِن

نشر في 01-01-2020
آخر تحديث 01-01-2020 | 00:03
تنوع المشهد الثقافي في مصر خلال 2019، بين أحداث مختلفة رسمت ملامح ما يمكن تسميته مجازاً بـ»البورصة الثقافية»، فرغم حالة الثراء وزخم الفعاليات، برزت أحداث واستحوذت على هالة ضوء كبيرة، تراوحت بين المبهج والمحزن، إذ رحلت خلال العام رموز في الثقافة والفكر والأدب والفلسفة، وشملت الشائعات آخرين، بينما طويت أزمات مهمة، وكانت الاكتشافات الأثرية واستعادة آثار مهربة ملمحاً رئيساً... وفي السطور التالية تستعرض «الجريدة» أهم هذه الأحداث.
في 3 مارس، عن عمر ناهز 79 عاماً، رحل المترجم الكبير الدكتور أبوبكر يوسف، شيخ المترجمين المصريين عن اللغة الروسية، بعد صراع مع المرض. وفي الشهر ذاته، وبعد غياب دام 52 عاماً، استقبلت العاصمة الفرنسية باريس كنوز الفرعون المصري الأشهر "توت عنخ آمون"، ضمن المعرض الذي افتتح في 23 مارس، وهو الحدث الذي انتظره ملايين الفرنسيين، لمشاهدة المقتنيات الذهبية للملك الشاب.

واستمر المعرض قائماً حتى 15 سبتمبر 2019 في قاعة "جرون هال دو لا فيليت" Grand Halle del la Villette، التي تضمنت نحو 166 قطعة استثنائية من كنوز الملك توت عنخ آمون، بينها أكثر من 50 قطعة تعرض للمرة الأولى خارج مصر، بخلاف عدد من قطع الحلي الذهبية والنقوش والتماثيل والأثاث الجنائزي للملك توت.

نفيسة قنديل

في 20 مارس، استيقظ الوسط الثقافي في مصر على خبر مفجع، هو مقتل أرملة الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر، الكاتبة المعروفة نفيسة قنديل، على يد شباب من قريتها "رملة الأنجب" في محافظة المنوفية (شمال القاهرة) بهدف سرقتها.

مقبرة فرعونية

في 2 أبريل، أعلنت بعثة أثرية مصرية اكتشاف مقبرة فريدة من نوعها عمرها نحو 4400 سنة، لشخص يُدعى "خوي"، كان يشغل منصب النبيل لدى الملك "جدكارع"، في أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة المصرية القديمة، وذلك أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية في جنوب سقارة بمحافظة الجيزة.

صلاح قنصوة

في 2 أبريل، فقدت مصر والعالم العربي واحداً من أبرز مفكريها، برحيل المفكر الكبير الدكتور صلاح قنصوة، عن عمر ناهز 83 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

ويُعد الراحل واحداً من ألمع أساتذة الفلسفة في مصر، حيث تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة عام 1957، وعمل أستاذاً ورئيس قسم الفلسفة في كل من جامعة الزقازيق بمصر، وجامعة صنعاء باليمن ورئيساً للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون خلال الفترة ما بين عامي 1993 و1996.

رمسيس الثاني

في 18 أبريل، أزاح وزير الآثار المصري خالد العناني، الستار عن آخر تمثال للملك رمسيس الثاني في واجهة معبد الأقصر، لتعود الواجهة إلى شكلها الذي كانت عليه قبل 1400 عام، احتفالاً بيوم التراث العالمي.

ونجحت البعثة الأثرية المصرية في الانتهاء من تجميع وترميم وإعادة تركيب ورفع التمثال، ليكون بذلك آخر تمثال ضمن 6 تماثيل للملك رمسيس الثاني، حيث نجحت وزارة الآثار خلال عامين في تجميع وترميم وإعادة رفع تمثالين آخرين للملك في معبد الأقصر.

جريمة متكررة

في مطلع مايو، شهدت أهرامات الجيزة (إحدى عجائب الدنيا السبع) واقعة أثارت الجدل، حين تسلق شاب هرم خوفو (الهرم الأكبر) ووصل إلى قمته وانتزع الساري الخشبي الموجود في أعلى نقطة ورشق قوات الأمن بالحجارة، بعدما وجهت له تحذيرات بالتوقف عن مواصلة التسلق.

وأثارت الواقعة التي تتكرر مرة على الأقل سنوياً، وتشكل جريمة يعاقب عليها القانون المصري، حفيظة المهتمين بالشأن الأثري في مصر، وقال البعض تعليقاً على الواقعة إن ما حدث جريمة تنطوي على إهانة للتاريخ والحضارة المصرية.

وألقت السلطات المصرية القبض على مرتكب الواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة للتحقيق، لكنه لم يبدِ سبباً لقيامه بهذا الفعل، واتُّخدت حياله الإجراءات القانونية.

أزمة «أتيليه القاهرة»

في 29 مايو، انتهت أزمة "أتيليه القاهرة"، وهو صرح ثقافي تاريخي ارتاده كبار المبدعين والتشكيليين في مصر والعالم العربي، وكان ورثة سيدة يهودية تُدعى ليندا كوهينكا (مالكة المبنى)، الذي أنشأ فيه الأتيليه الفنان الراحل محمد ناجي في أعقاب ثورة يوليو، وتحديداً في مارس 1953، طالبوا باسترداد المبنى.

تبعية الأتيليه لوزارة التضامن، كانت سبباً في تحريك الأخيرة، ومعها محافظة القاهرة، دعوى قضائية، نظرها القضاء وقتئذ، تطالب بحل الأتيليه، قبل أن يشتعل غضب المثقفين إزاء محاولة هدم الأتيليه، وتضطر وزيرة التضامن غادة والي إلى سحب الدعوى القضائية. وبخصوص مالك المقر "اليهودي"، فإن التعامل معه يخضع للعقد الملزم بدفع الإيجار، وبقاء المقر في يد الدولة المصرية كما هو يديره المثقفون بإشراف وزارة التضامن.

رحيل مفكر

في 18 يونيو، رحل أستاذ الفلسفة المصري البارز إمام عبدالفتاح إمام، عن عمر ناهز 85 عاماً، بعد فترة مرض قصيرة.

وإمام أكاديمي ومترجم مصري متخصص في الفلسفة والعلوم الإنسانية، درس بجامعة عين شمس المصرية، وعمل في العديد من الجامعات المصرية والعربية أبرزها جامعة الكويت، وعرف بدراساته وترجماته حول أعمال الفيلسوف الألماني هيغل.

توت عنخ آمون

في 5 يوليو، بيع تمثال لرأس الملك الفرعوني توت عنخ آمون مصنوع من حجر الكوارتزيت في مزاد بقاعة كريستيز في لندن مقابل 6 ملايين دولار، رغم اعتراض مصر ومطالبتها باستعادة التمثال الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 عام.

وخارج دار المزادات تجمع نحو 20 محتجاً في وقفة صامتة، وحملوا لافتات مكتوب عليها: "التاريخ المصري ليس للبيع".

مخطوط نادر

في 8 ديسمبر، تمكنت دار الكتب المصرية من استعادة الجزء السادس عشر من مخطوطة عمرها نحو 500 عام، وهي "الربعة القرآنية" نسخة القرآن الخاصة بالسلطان المملوكي قنصوه الغوري (1446– 1516)، التي عُرضت للبيع في مزاد بصالة تشيسويك في لندن.

ويعد المخطوط من أكثر المخطوطات المملوكية ندرة وقيمة، حيث يضم ثلاثين ورقة، ومسطرته سبعة أسطر مكتوبة بخط النسخ العربي، ومذهب من أوله ومجدول بإطار من الذهب.

قصر البارون

في 9 ديسمبر، أعلن وزير الآثار المصري خالد العناني، انه قبل نهاية العام الحالي 2019، سيجري افتتاح قصر البارون إمبان الواقع في منطقة مصر الجديدة (شرق القاهرة)، بعدما خضع لعملية ترميم وصيانة وتطوير بتكلفة تجاوزت 100 مليون جنيه.

back to top