آمال : الأرشيف... سلاح الدمار الشامل!

نشر في 20-12-2019
آخر تحديث 20-12-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي اصطف الجمعان بعضهم أمام بعض، هؤلاء يهددون وأولئك يتوعدون. والسبب؟ السبب يا سيدات وسادة هو توزير سيدة كانت قد أبدت اعتراضها على دخول درع الجزيرة إلى البحرين في فترة المظاهرات، ما اعتبره بعض النواب والمغردين طائفية مقيتة وإخلالاً بالأمن الوطني، الأمر الذي يستدعي استقالتها، تفادياً لصِدام نيابي- حكومي مبكر، وعلى أعلى المستويات، مستوى استجواب رئيس الحكومة.

في مقابل هؤلاء، انتفض أحد النواب الشيعة، صالح عاشور، مدافعاً عن ابنة طائفته، ومهدداً بأن يكون له موقف حاد تجاه ما أسماه "الإرهاب السياسي"، معلناً بذلك استعداده للصِدام الطائفي، ورافضاً محاسبة الوزيرة قبل أن تؤدي قسمها في البرلمان، قبل أن يرد عليه النائب السابق بدر الداهوم ويذكّره بما فعله بعض النواب الشيعة قبل توزير الدكتور نايف العجمي "قبل أن يؤدي قسمه أمام البرلمان".

معركة بغبار بغيض ذخيرتها الأرشيف. بدأته الوزيرة قبل سنوات عندما دعت الناس إلى العودة إلى أرشيف أحد المسؤولين في الجامعة، وطالبت، يومها، بمحاسبته! وها هي اليوم تقع في الحفرة نفسها، رغم أنها مسحت حسابها في "تويتر"، وأخفت كل "الآثار"، أو هكذا كانت تظن. وهذه قصة أخرى. أقصد قصة مسح التغريدات، وبالتالي مسح الآراء الخاصة بعد تولي المنصب الوزاري.

على أن رئيس الحكومة ما لم يدفع الوزيرة إلى الاستقالة، فلا أظن أنها سوف "تأخذ غلوة" مع النواب أثناء استجوابها، فقضية كهذه حساسة جداً، ثم إننا الآن في دور الانعقاد الأخير، وهو أخطر الأدوار على الوزراء، لقرب موعد الانتخابات النيابية... أما إذا تم استجواب رئيس الحكومة بسبب توزيرها، فستدخل القضية في جدال دستوري لا ينتهي.

في كل الأحوال، أستبعد بقاء الوزيرة إلى نهاية دور الانعقاد، وعتبها لا يكون إلا على أرشيفها.

back to top