الرئيس الجزائري المنتخب يدعو الحراك للحوار

نشر في 15-12-2019
آخر تحديث 15-12-2019 | 00:02
تبون عقب إعلان فوزه في الجزائر أمس الأول  (أ ف ب)
تبون عقب إعلان فوزه في الجزائر أمس الأول (أ ف ب)
مع تواصل الاحتجاجات الشعبية الجزائرية ضد الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت الخميس الماضي، بهدف إنهاء الفراغ الناتج عن استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المعتل صحيا، تعهد عبدالمجيد تبون، في أول كلمة له بعد إعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، بالعمل على "لم شمل جميع الجزائريين"، مؤكدا أنه يمد يده إلى "الحراك الشعبي".

وقال تبون، في مؤتمر مساء أمس الأول، "أنا مستعد للحوار مع الحراك مباشرة أو ممثلين عنه. أؤكد للجميع أنه لن يكون هناك استمرار للعهدة الخامسة والتصرفات السابقة".

وأضاف ان "مسار الانتخابات أعاد الجزائر إلى سكة الشرعية"، متابعا: "مستعد أيضا للحوار مع الطبقة السياسية والمرشحين الأربعة الذين نافسوني على منصب الرئيس، أو أي طرف آخر، من أجل إطفاء الفتنة ووضع حد للفرقة".

ومضى: "أكن محبة ومودة كبيرتين لسكان منطقة القبائل، لأنني أعرف الكثير منهم، وأنا متشوق كثيرا لزيارة مدينتي تيزي وزو وبجاية إن تيسرت الأمور لذلك. الجزائر تسع كل الجزائريين دون إقصاء. تأكدوا أنني لن أنفرد بالقرارات".

وأوضح تبون أنه يتعين أن يشعر الشعب في الأشهر الأولى بالصدق في الالتزامات، عبر الذهاب بسرعة نحو تغيير عميق للدستور الذي سيطرح للاستفتاء الشعبي، والذي من شأنه أن يؤسس للجمهورية الجزائرية الجديدة.

وأشار إلى أن قانون الانتخابات سيعرف تعديلات بما يسمح بفصل المال نهائيا عن السياسة، ويمكن للشباب الذين سيعمل على تسليمهم المشعل من التقدم للانتخابات على كل المستويات، على أن تتحمل الدولة كل نفقاتهم في هذا الجانب.

وأشاد تبون، الذي شغل مناصب رسمية عدة، بينها رئاسة الوزراء مدة 9 أشهر عام 2017، بدور الجيش في تأمين الحماية للحراك.

وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فقد فاز تبون، 74 عاما، بالاقتراع الرئاسي في الدورة الأولى.

وقال رئيس السلطة، محمد شرفي: "حصل المرشح تبون على 4 ملايين و945 ألف صوت، أي نسبة %58.15"، في انتخابات اتسمت بنسبة قياسية من المقاطعة، خاصة في منطقة القبائل التي شهدت أعمال شغب تسببت في إغلاق العديد من مراكز التصويت.

وجاء في المركز الثاني المرشح عبدالقادر بن قرينة بنسبة %17.38، أما المرشح علي بن فليس فقد جاء ثالثا، ولم يحصل الا على %10.55، أي أقل من آخر انتخابات دخلها ضد بوتفليقة عام 2014، وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي، الذي وصفته وسائل الإعلام بمرشح السلطة، على %7.26، وحل عبدالعزيز بلعيد أخيراً بـ %6.66.

واحتشد المتظاهرون وسط العاصمة ومدن أخرى أمس الأول وأمس، للتعبير عن رفضهم لانتخاب تبون على اعتبار أنه خطوة ستمكن نظام بوتفليقة من تجديد نفسه.

في غضون ذلك، هنأت واشنطن وموسكو وعواصم عربية أخرى الجزائر بإجراء الانتخابات الرئاسية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغن أورتيغاس: "منذ عام والشعب الجزائري يعبر عن تطلعاته ليس فقط في صناديق الاقتراع ولكن في الشوارع أيضا"، مضيفة أن واشنطن تدعم حق الجزائريين في التعبير عن آرائهم بسلام، وتتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة.

عربيا، تلقى تبون برقية تهنئة من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وقطر والإمارات وسلطنة عمان والسعودية ومصر، كما هنأت حركة النهضة التونسية الرئيس الجزائري الجديد وبلاده بنجاح الاستحقاق الرئاسي.

في المقابل، امتنع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تقديم التهنئة للرئيس المنتخب، وقال: "أخذت علما بما أفرزته الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وفوز المرشح تبون، وندعو السلطات إلى ضرورة الحوار مع الشعب الذي يخرج في مظاهرات سلمية".

back to top