الزرعوني: أدب الطفل يجب أن يُنمي مهارات البحث

روايتها «رسالة من هارفارد» حازت جائزة العويس للإبداع

نشر في 15-12-2019
آخر تحديث 15-12-2019 | 00:02
حازت الإماراتية مريم الزرعوني «جائزة العويس للإبداع» كمؤلفة أفضل كتاب للطفل عام 2018، عن رواية «رسالة من هارفارد»، حيث يتنوع إبداعها المتميز بين الفن التشكيلي والشعر والكتابة في أدب الطفل. وفي حوار أجرته معها «الجريدة» من القاهرة، قالت صاحبة ديوان «تمتمات» إن الأدب الموجه إلى الطفل يجب أن ينمي مهارات البحث والنقد وبناء الآراء المستقلة... وفيما يلي نص الحوار:
• ما أهم المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الأدب الموجه إلى الطفل؟

- برأيي أدب الطفل هو الأكثر حساسية، والكتابة للطفل هي الأوجب في الاعتناء بها وتجويدها، لأنها إن وظّفت في مكانها فسيكون لها أثر لا يمكن إغفاله في تكوين شخصية الطفل.

وتختلف كل فئة من الأطفال في متطلباتها، ففي الطفولة المبكرة لابد أن نراعي المتطلبات النفسية والمعرفية للطفل، كما يجب أن ننمي فيه مهارات البحث والنقد وبناء الآراء المستقلة حول المسائل متعددة الأوجه.

اهتمام القنوات

• برأيك، لماذا لا تبدو الشخصيات الكرتونية العربية مؤثرة في نفوس أطفالنا، بالمقارنة بنظيرتها الغربية؟

- الشخصيات الغربية مسيطرة، لأنها تحظى باهتمام القنوات ووسائل الإعلام التي تكتفي بالاستيراد أو التقليد بعيداً عن الابتكار والإنتاج.

• ما المطلوب في هذا الإطار من وجهة نظرك: التركيز على التراث أم ابتكار شخصية بمواصفات عصرية؟

- المطلوب رفع الوعي عند الطفل وتوجيهه، فعلى افتراض أن وسائل الإعلام العربية أوجدت البديل، هذا لن يمنع من وصول الأفكار الشاذة والغريبة إلى عالم الطفل العربي ونحن في فضاء مفتوح.

رسالة من هارفارد

• حصلت على "جائزة العويس للإبداع" كمؤلفة أفضل كتاب طفل عام 2018 عن رواية "رسالة من هارفارد"، حدثينا عن أجواء الرواية؟

- الرواية عملي الأول، وهي موجهة إلى اليافعين، وتكاد تكون مذكرات شابة عادية لا تعتقد أن شيئاً يميّزها، تكون على مفترق الطريق في تخصصها الدراسي في المرحلة الثانوية، وما يصاحب تلك المرحلة من تغيرات نفسية وعاطفية وعلاقتها بالعلاقات الاجتماعية، سواء في محيط المدرسة أو الأقارب والجنس الآخر على وجه التحديد، ستصنع منها استجاباتها للمواقف شخصية استثنائية على الصعيد العلمي والوجداني.

• تجمعين بين الكتابة والفن التشكيلي... أيهما أقدر على التعبير عن مشاعرك الحرف أم اللون؟

- كأي شخص لديه عدة اهتمامات، كان لدي فضول الفرشاة وفكرة اللون، والتشكيل بوجه عام، فالتحقت بالورش الفنية عدة سنوات، ثم جرّبت الرسم والنحت كممارسة للفن وكاتبة حوله، كما شاركت في عدد من المعارض الجماعية، بينما بقيت الكتابة هي الأقرب إلى وجداني، والأقدر على التجلي في عالمي.

• الرسوم جزء من النص المقدم للصغار، إلى أي مدى هذا الكلام صحيح، وهل تحرصين على رسم أغلفة كتبك الموجهة للطفل؟

- الرسوم ستعمل دائماً لمصلحة الكتاب، سواء كان موجهاً للأطفال أو الكبار، والأطفال على وجه الخصوص يحتاجون إلى الصورة، بالإضافة إلى الكلمة للفت انتباههم من جهة ومساعدتهم في تكوين تصوراتهم عن المحتوى الذي يقرأونه من جهة أخرى، وفي تجربتي الأولى اختارت دار النشر الرسَّام ونوعية الرسوم، لكنني أعتزم في كتبي المقبلة اختيار رسامين متخصصين ومنوعين يستخدمون أكثر من نوع للتعبير عن اللوحة كإشراك الصورة مع الرسم، واستخدام خامات أخرى في اللوحة كفنّ "الكولاج" الذي أفضله في كتب الأطفال، وسيكون ذلك بناءً على المواضيع التي سأتطرق إليها، على اعتبار أن الفئة التي أكتب لها هي فئة اليافعين.

التسامح والكتابة

• شاركت في مهرجان الشارقة القرائي للأطفال من خلال إحدى الندوات، ما أهم النقاط التي قمت بطرحها في ضوء تجربتك مع الكتابة للطفل؟

- كان التركيز في مشاركتي على مبدأ التسامح والكتابة الموجهة للطفل، على اعتبار أن 2019 هو عام التسامح في دولة الإمارات، وقد حمل كتابي فصلاً كاملاً عن هذه القيمة، حيث احتوى على تفاصيل سفر بطلة الرواية للمشاركة في مسابقة علمية عالمية وإقامتها علاقات صداقة مع العديد من المشاركين في المسابقة وحيثيات هذه العلاقة التي تتطلب الكثير من التسامي والقبول.

تمتمات

• للقصيدة أيضاً مساحة على خريطة إبداعك... متى بدأت علاقتك بالشعر وكيف كتبتِه؟

- كتبت الشعر قبل كل شيء، لكنه كان مشروعاً مؤجلاً. احتفظت بالكثير منه لنفسي ولقراءته بين الأصدقاء، وأذكر أول احتكاكي بالشعر الحداثي الذي فاجأني غموضه وأنا طفلة في المرحلة الابتدائية، حيث كنت أقرأ نصوصاً في الصفحة الثقافية في الجريدة المحلية، لا أفهمها ولا تشبه ما ندرسه في حصص اللغة العربية.

ظلّت علاقتي بالشعر قراءة وكتابة موصولة إلى أن أصدرت مجموعتي الشعرية الأولى "تمتمات " في عام 2017.

• زرت مصر قبل نحو عام للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في احتفاليته باليوبيل الذهبي، ما نوع المشاركة وماذا أضافت لك؟

- شاركت بدعوة كريمة من معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن الكتّاب والشّعراء المدعويين في الذكرى الخمسين للمعرض، قرأت فيها شيئاً من نصوصي الجديدة ومن نصوص أخرى منشورة، وأتاح لي ذلك فرصة لتعريف القارئ المصري النوعي بما أكتب، كما كانت مناسبة جيدة للقاء كوكبة من الشعراء العرب، أمثال شوقي بزيع، وعلي العلّاق ومنذر المصري.

كنوز الإمارات

• ما مشروعك الأدبي الذي تعكفين عليه راهناً؟

- يشغلني حالياً موضوع تقريب الشباب من رواد الجيل الأول من معاصري نشأة الدولة والذين كانت لهم مبادرات ريادية في شتى مجالات الثقافة، وأنا بصدد الإعداد لمجموعة قصص موجهة للشباب عن الرواد الإماراتيين والذين يحلو لي تسميتهم بـ"كنوز الإمارات الوطنية" في عدة مجالات، وأبدأ بالفن التشكيلي.

الأطفال يحتاجون إلى الصورة بجانب الكلمة لمساعدتهم في تكوين تصور عما يقرأون

مشروعي المقبل مجموعة قصص موجهة إلى الشباب عن الرواد الإماراتيين
back to top