«صبنجة» بين عشق اليافعي وكرمه

نشر في 13-12-2019
آخر تحديث 13-12-2019 | 00:07
 عامر الهاجري كثيرة هي أنواع الحب، وتتراوح ما بين إعجاب وهيام وعشق، وهي المرحلة التي وصل إليها فضل اليافعي في علاقته مع "صبنجة"، تلك القرية الهادئة والجميلة التي تقع في أطراف محافظة سكاريا وتبعد عن مطار صبيحة في إسطنبول نحو ساعة.

وعلاقة اليافعي بهذه القرية قديمة؛ فهو من أوائل من أتى إليها واستثمر فيها وساهم في الترويج عنها سياحياً.

ولم تنس تركيا "بو ريان"، كما لم تجعله يتخلى عن عاداته اليافعية، ولعل أبرزها الكرم وبشاشة الوجه اللذان أصبحا سمة بارزة له يراها كل ضيوفه، حتى الطلبة اليمنيون، الذين لم يبخل عليهم اليافعي بالمساعدة، سواء بتدبير عمل لهم أو بعمل اللقاءات الأسبوعية أو الشهرية التي تتخللها تلك الولائم لاسيما في رمضان، حيث يكون قصر الريان مفتوحاً للعرب ولأهل البلدة وقتي الإفطار والسحور عاكسا جزءاً من تراث بلد بلقيس، سواء بالكرم أو بحسن استقبال الضيوف.

وليست "صبنجة" استثناء من بلاد السلطنة؛ حيث تجدها في المقاهي الشعبية، أو كما يطلق عليها "قهاوي البلدية"، إذ يرفض صاحب المقهى في كثير من الأحيان أن يأخذ أجرة الشاي أو القهوة من الزبون إذا كان غريباً، خصوصاً إذا كان عربياً، هذا إذا لم يسبقه أحد رواد المقهى في دفع حساب الضيف. وجمعت القرية الجميلة بين السهل والجبل والهدوء الذي قد يكسره بعض الصخب المقبول من المقاهي المنعكسة مقاعدها وطاولاتها على بحيرة صبنجة، في حين يكاد الهواء العليل ينقل الرواد إلى السماء.

وهذه الأجواء ليست حكراً على صبنجة فقط، فهي ما تتميز به محافظة سكاريا، تلك المدينة المرتفعة، والتي تتخللها وديان أضفت على منظرها مزيداً من الروعة والخيال الذي تكاد تنطقه جبال سردفان المطلة عليها.

وكما صبنجة تضم سكاريا الكثير من العرب، سواء كانوا لاجئين أو مهاجرين أو سياحا، إلا أنها لا يوجد فيها مثل اليافعي، يخفف عن بني جلدته وعثاء السفر وألم الغربة وحزنها ومشقتها.

back to top