تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا لم يسترد عافيته بعد

نشر في 12-12-2019
آخر تحديث 12-12-2019 | 00:00
 معهد واشنطن في 6 ديسمبر 2016، خسر تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا آخر بقايا سيطرته على الأراضي عندما سلّم مدينة سرت الشمالية الوسطى، وبعد ثلاثة أعوام، أصبحت المجموعة مجرد ظل من نسختها السابقة، على الرغم من تعهد نحو خمسة وعشرين عضوًا من أعضاء التنظيم بمبايعة الزعيم الجديد لمنظمتهم الأم العابرة للحدود في الخامس عشر من نوفمبر.

بعد تفكك إقليم تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، توارت الجماعة عن الأنظار وكانت هادئة نسبيًا عام 2017، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الغارات الجوية الأميركية المستمرة على معسكراتها خارج سرت، فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن أربع هجمات فقط في ذلك العام: اثنان في سرت وواحد في كل من مصراتة وأجدابيا، وعلى الأرجح كانت هذه الهجمات نتيجة فرصة تم انتهازها لا حملة منسّقة.

من الصعب توقّع قدرة الدولة الإسلامية في الأمد البعيد على إطلاق التمرد في ليبيا وإدامته نظرًا للحرب الأهلية الجارية في البلاد، والواقع أن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا الذي عجز عن الاستفادة من هذا الصراع يعطي بعض الآمال، ويدل على أن الليبيين قد لا يكونون قابلين للأيديولوجية أو الوحشية التي تمارسها الجماعة كما كان بعض الأجانب. ولكن، فإن تغيير الديناميكيات قد يوفر للتنظيم مساحة أكبر للعمل. وعلى وجه الخصوص، فإن الحملة الحالية التي يشنها الجنرال خليفة حفتر للاستيلاء على طرابلس قد تساعد الجماعة على تجنيد الإسلاميين الساخطين أو الغاضبين الذين يعتقدون أن الانضمام إلى التنظيم هو الخيار الوحيد أمامهم للانتقام.

وفي الوقت الراهن، يعجز تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عن معاودة الظهور كما فعل السلف الرئيسي للدولة الإسلامية، أي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، بعد النكسات الكبرى التي عاناها في الفترة بين 2006 و2009، وحتى عندما كانت الجماعة الأخيرة في أضعف حالاتها، كانت وتيرة عملياتها أعلى بكثير من الوتيرة التي كان عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا في السنوات الثلاث الماضية، وبحلول عام 2012 أصبح واضحًا أن المنظمة العراقية تعيد بناء نفسها وتستفيد من الاضطرابات في الداخل والفرص الجديدة في سورية، وبطبيعة الحال لا تتمتع ليبيا بنوع الديناميكيات الطائفية نفسها التي شهدناها في العراق، ناهيك عن الحرب الأهلية التي تلوح في الجوار والشبيهة بتلك التي اندلعت في سورية. وإذا نشأ مثل هذا الصراع في مصر أو السودان أو الجزائر، فسيغيّر بالتأكيد آفاق تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، إلاّ أنّ ذلك يبدو غير محتمل في الأمد القريب.

ومع ذلك، على واشنطن مواصلة تنسيق الضربات الجوية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع شركائها في ليبيا من أجل تفكيك معسكرات التنظيم ومنع الجماعة من الظهور مرة أخرى على غرار العراق وسورية، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الدبلوماسيين الأميركيين التوسّط بين مختلف الأطراف الليبية على الصعيدين المحلي والدولي للمساعدة في تفادي التبعات السلبية التي قد تترتب على أي هجوم شامل على طرابلس من ناحية تعزيز إمكانية نهوض تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.

*«هارون ي. زيلين»

back to top