بريطانيا تقترع في «انتخابات الميلاد»... وكل صوت مهم

• آخر استطلاع يعطي «المحافظين» من 311 إلى 367 مقعداً... و«العمال» 231
• سترجون: «بوجو» خطر على اسكتلندا
• سوينسون: لوقف «بريكست» يجب وقف جونسون

نشر في 12-12-2019
آخر تحديث 12-12-2019 | 00:12
يصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى مطار كارديف في ويلز بينما كان في الحملة الانتخابية
يصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى مطار كارديف في ويلز بينما كان في الحملة الانتخابية
يدلي الناخبون البريطانيون بأصواتهم اليوم، في الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أربع سنوات ونصف السنة، لتكون المرة الأولى منذ نحو قرن من الزمن، التي تجري المملكة المتحدة خلالها انتخابات عامّة في شهر ديسمبر، والتي باتت تعرف بـ "انتخابات الميلاد"، وذلك بعد حصول رئيس الوزراء بوريس جونسون على موافقة النوّاب في مجلس العموم على إجراء انتخابات مبكرة في مسعىً للخروج من مأزق "بريكست".
في اليوم الأخير من حملتهم الانتخابية، كثف القادة السياسيون البريطانيون، أمس، لقاءاتهم أملاً في تحسين نتائجهم بعدما أظهر استطلاع مهم للرأي أن النتائج متقاربة بين حزبي "المحافظين" الحاكم و"العمال" المعارض.

ولم يكن سهلاً استشراف نتائج هذه الانتخابات التي تجري خلال موسم أعياد الميلاد، علماً أن آخر انتخابات جرت في شهر ديسمبر كانت عام 1923، حين خسر مرشح "حزب العمال" رامزي ماكدونالد أمام "المحافظين" بقيادة ستانلي بالدوين.

وفي محاولة أخيرة لجمع الأصوات، توجّه، أمس، رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال الرئيسي المعارض جيريمي كوربين إلى المناطق الرئيسية الحاسمة.

وتقرّر تنظيم انتخابات اليوم، في محاولة لكسر الجمود بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" الذي تعيشه البلاد منذ استفتاء 2016 المزلزل.

فبعد نضاله لقيادة حكومة لا تحظى بتأييد الأغلبية، يأمل جونسون تأمين أغلبية في مجلس العموم تمكنه من تنفيذ "بريكست" في 31 يناير.

وحافظ المحافظون من يمين الوسط على تقدمهم بثبات في استطلاعات الرأي، لكن استطلاع "يوغوف" النهائي للحملة توقع أن يحصلوا على أغلبية بسيطة - مع اقتراب الحسم.

وتوقع الاستطلاع حصول المحافظين على أغلبية ضئيلة نسبيا من 28 مقعدا في مجلس العموم الذي يضم 650 عضواً بانخفاض عن أغلبية مريحة من 68 مقعداً توقعها "يوغوف" في 27 نوفمبر.

وتوقع الاستطلاع الجديد أن يحصل المحافظون على 339 مقعدًا (بزيادة 22 على الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2017)، على أن تحصل المعارضة العمالية على 231 (بانخفاض 31).

كما توقع الاستطلاع أن يحصل "الحزب الوطني الاسكتلندي" على 41 مقعداً، بزيادة 6 مقاعد، بينما يحصل "الديمقراطيون الأحرار" على 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد.

وحذر معهد "يوغوف" من أن العدد النهائي لمقاعد المحافظين يمكن أن يتراوح بين 311 و367.

وقال كريس كورتيس، مدير الأبحاث السياسية في "يوغوف"، إن "الهوامش ضيقة جداً ونظراً لاحتمال حدوث تقلبات صغيرة في عدد صغير من المقاعد، ربما من خلال التصويت التكتيكي واستمرار الاتجاه الصعودي الأخير لحزب العمل، لا يمكننا حالياً استبعاد تشكيل برلمان معلق".

وشمل الاستطلاع نحو 100 ألف من المعلقين السياسيين على مدار الأيام السبعة الماضية.

جونسون

وبدأ جونسون (55 عاماً)، أمس، يومه بتسليم الحليب في يوركشير، شمال إنكلترا، وينتهي بلقاء الناخبين في إيسكس، شمال شرقي لندن.

وقال: "ما لم نخرج من هذه الرمال المتحركة حول حجة بريكست، يبقى مستقبلنا كدولة غير مؤكد. عقد ضائع من الانقسام والتأخير والعراقيل"، مضيفاً: "دعونا ننهي بريكست، ونواصل نشر الفرص والأمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ونطلق العنان لإمكانات هذا البلد".

وفي محاولة لنشر رسالته الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد، اختار جونسون عبارة "دعونا ننجز بريكست تشق طريقها عبر جدار محطِّمة العقبات".

وفي لقاء لاحق مع محطة "سكاي نيوز" التلفزيونية، قال جونسون إن "الوضع حرج جداً، السباق متقارب جداً. أقول للجميع إن هناك احتمالاً حقيقياً أن نتجه غدا إلى برلمان معلق، هذا يمثل مزيدا من الانجراف والاضطراب والتعطيل لهذا البلد".

وظهر رئيس الوزراء في مقطع دعائي يحاكي الفيلم الشهير "الحب الفعلي"، مما أثار تعليقات ساخرة ومواقف متباينة.

وأعاد جونسون في المقطع الانتخابي الدعائي محاكاة مشهد رومانسي من هذا الفيلم الشهير، وطلب من امرأة أن تصوّت لحزب المحافظين في الانتخابات، عوضاً عن المشهد الأصلي، الذي يبوح فيه البطل لمعشوقته بغرامه.

وتحدث كوربين (70 عاما) أمام تجمع حاشد في ميدلسبره بشمال شرقي إنكلترا، واصفا اليوم الخميس بأنه "أهم انتخابات منذ جيل".

وقال: "رسالتي إلى كل هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد هي أنه يمكنكم التصويت من أجل الأمل"، مضيفاً: "سنضع المال في جيوبكم لأنكم تستحقون ذلك. سيدفع الأكثر غنى والشركات الكبرى ذلك".

ويخطط الاشتراكي المخضرم لبرنامج إنفاق ضخم على الخدمات العامة وتأميم بعض القطاعات، إضافة إلى إجراء استفتاء آخر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عارضاً نسخة أخف من نسخة جونسون الرافض للبقاء.

ويتوقع محلّل استطلاعات الرأي البريطاني "بريطانيا تنتخب" حصول المحافظين على 43 في المئة والعمل على 33 في المئة. على أن يحصل "الديمقراطيون الليبراليون" على 13 في المئة، و"الخُضر" و"حزب بريكست" على ثلاثة في المئة لكل منهما.

من ناحيتها، زارت زعيمة "حزب الديمقراطيين الليبراليين" المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جو سوينسون، المناطق التي صوتت للمحافظين على الأطراف الجنوبية الغربية للندن، بما في ذلك دائرة وزير الخارجية دومينيك راب التي أفاد استطلاع "يوغوف" بأنها ليست مضمونة له.

وقالت سوينسون: "لوقف بريكست، يجب أن نوقف جونسون. بقي أمامنا يوم واحد للقيام بذلك".

سترجون

وفي رسالة مفتوحة، وصفت رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة "الحزب الوطني الاسكتلندي" نيكولا سترجون، جونسون الملقب بـ "بوجو"، بأنه "أكبر خطر على اسكتلندا من أي رئيس وزراء محافظ في العصر الحديث".

وتسعى سترجون لتنظيم استفتاء ثانٍ على استقلال اسكتلندا كثمن لدعم حزب العمال في برلمان معلق.

back to top