«خوف»... ترامب في البيت الأبيض (الحلقة الأخيرة)

داود محامي الرئيس يبلغه أن أسئلة مولر الـ 49 فخّ له كي يحنث باليمين

نشر في 12-12-2019
آخر تحديث 12-12-2019 | 00:05
يتحدث كتاب «خوف... ترامب في البيت الأبيض» عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي ترامب له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من التوقيع عليها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري. والكتاب أُعد استنادا لمقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من التوقيع عليها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس باريبوس بـ»جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق فيه، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تيلرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة الأخيرة:

أخطر الجنرال كيلي الرئيس بأن مستشاري الشؤون الخارجية لديه، ماكماستر وتيلرسون خاضا جدالا حادا حول من سيتولى المفاوضات مع السعودية للحصول على 4 مليارات دولار كجزء من تمويل العمليات العسكرية في سورية، والتي تشمل مشروعا سريا للغاية لوكالة المخابرات المركزية (CIA) من أجل الثوار السوريين باسم مشفر هو TEAK.

كان من أهداف ترامب الرئيسة والثابتة تمويل الحكومات الأجنبية لعمليات الجيش الأميركي ووكالة المخابرات المركزية بالدول الأجنبية، حيث قال: «اللعنة على مجلس النواب هؤلاء الأكاديميين المتذاكين الذين لا يعرفون كيفية عقد الصفقات أو إجراء المفاوضات».

وقد وافقه كيلي الرأي، فلم يكن ماكماستر الشخص المناسب لهذه المهمة، فهو لم ينجح حتى الآن بشكل كبير في التعامل مع السعوديين، إلا أن ماكماستر وفقا لرواية تيلرسون تدخل قائلا: «لقد تواصلت مع نظرائي في المملكة العربية السعودية، وسأتولى المفاوضات مباشرة معهم»، فغضب ترامب من هذا الموقف، لأن تيلرسون يملك خبرة أكبر في إجراء الصفقات مع السعودية بصفته المدير التنفيذي لـ «إكسون موبيل».

وفي 19 يناير 2018، عقد ماكماستر اجتماعا لمجلس الأمن القومي بغرفة العمليات، حيث دارت المناقشات بين الرئيس والأعضاء الرئيسيين تيلرسون وماتيس وكيلي وماكماستر ودانفورد وكوهن حول المسائل المتعلقة بكوريا الجنوبية، وأُطلع ترامب على الدور الذي أدته عمليات استخبارية من خلال برنامج الوصول الخاص في مراقبة الولايات المتحدة الأميركية، ورصدها لعمليات إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، وأن وكالة المخابرات المركزية توصلت الى أن كوريا الشمالية ليست لديها القدرة على إطلاق صاروخ برأس نووي بدقة نحو أراضي الولايات المتحدة الأميركية.

الهجرة

دعا الرئيس يوم الثلاثاء 9 يناير الى عقد اجتماع في غرفة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض مع 20 سيناتورا ونائبا لمناقشة خطة هجرة لمن يسمون «الحالمين»، فأصدر تعليمات ببث كامل الاجتماع على شاشات التفلزة، وظهر ترامب في البرنامج بمزاج استعراضي تام، ثم وعد بإصدار تشريع ناجم عن الحب.

وقبل ظهر اليوم التالي اتصل السيناتور ديك دروبن الديمقراطي الثاني في مجلس الشيوخ، الذي انضم الى غراهام في جهوده لإبرام تسوية في مسألة الهجرة، مخبرا إياه أن ترامب أعجبه ما قاما به، فاتصل غراهام بالبيت الأبيض لترتيب موعد وحضر كيلي الى مكتب غراهام لمراجعة التفاصيل.

وأبدى كيلي المناهض للهجرة موقفا حادا، واصفا الرئيس بأنه لا يفقه ماهية قانون داكا للهجرة، وأنه لم يلم بنهج هذا القانون ولا بآلياته، وكان الرئيس قد انتدب كيلي ليعالج مسألة قانون داكا، واعتبر كيلي أن جزءا من هذه المهمة ينحصر في حرصه ألا يقوم ترامب بأي شيء أو يلتقي أي شخص بخصوص قانون داكا، مثل غراهام ودوربن من دون وجوده.

عقب خروج بانون من البيت الابيض، شكّل ستيفن ميلر القوة الدافعة لموقف البيت الأبيض المتشدد حيال قانون داكا للهجرة، وظل ترامب يعبّر في كثير من الأحيان عن تعاطفه مع الشباب في برنامج داكا، قائلا إنه في كثير من الأحيان لم يكن لهؤلاء الصغار ذنب في القدوم الى هنا، وبأنه يتعاطف معهم، كما لفت الى المناشدة السياسية للحالمين.

في 21 يناير عمد غراهام الى مهاجمة ميلر علنا قائلا: مادام ستيفن ميلر يتولى مسؤولية التفاوض في مسألة الهجرة، فإننا لن نصل الى أي مكان، فقد ظل خارج هذا الموضوع لسنوات، وقد تكلمتُ مع الرئيس وهو يتعاطف مع هذه المسألة، ويتفهم جيدا ما يمكن تحقيقه، وكلما قدمنا اقتراحنا وجدنا ان من يرفضه هم الذين يحيطون بالرئيس.

إقالة تيلرسون

انهارت علاقة ترامب بوزير خارجيته تيلرسون انهيارا تاما، وساد جو من الترقب حيال احتمال طرده أو تقديمه للاستقالة، كان في إفريقيا حينما نبّهه كيلي في مارس 2018 إلى ضرورة قطع رحلته، وفي 13 مارس غرّد ترامب قائلا إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية بومبيو سيكون وزير الخارجية التالي، وجلّ ما قاله حول تيلرسون، «أشكر ريكس تيلرسون على خدمته».

ترامب نبّه محاميه داود بأن تحقيق مولر يعرقل عمله كرئيس، ونقل له أمورا حساسة جدا، ثم سرد عليه قصة حدثت في أبريل، بقيامه هو شخصيا بالتفاوض لإطلاق سراح الناشطة الاجتماعية آية حجازي (30 سنة)، وهي مواطنة أميركية تعرضت للسجن في القاهرة مدة 3 سنوات، وسرد حديثه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأنه يحمل سجلا هائلا بانتهاكات حقوق الإنسان، ويتضمن حملات اعتقالات جماعية وإقدام القوى الأمنية على قتل المحتجين ومحاكمات عسكرية للمدنيين.

وفي ديسمبر نُشر في الصحف المالية اليومية الألمانية هاندلسبلات قصة مفادها ان مولر عمد في تحقيقه الى طلب إحضار سجلات من البنك الألماني (دويتشه بانك) وهو أضخم بنك في ألمانيا والمقرض الأساسي لترامب، فاتصل الرئيس بداود وهو يستشيط غضبا، وقال له: أعرف ماهية علاقاتي بالبنك الألماني (دويتشه بانك) وأعرف ما استدنته ومتى استدنته ومتى عاودت تسديده، وأعرف كل مبلغ من هذه المبالغ، وكل ما يجري في التحقيق تفاهة».

في 21 ديسمبر قابل داود مولر وقال له: «جرى تقديم كل السجلات وأجريت المقابلات مع كل الشهود باستثناء واحد أو اثنين منهم، يبدو أن التحقيق بأكمله ناجم عن مؤامرة حاكتها شركة «فيوجين جي بي إس» التي حضّرت ملف «ستيل» والمدعومة من اللجنة الوطنية الديمقراطية وكبار المسؤولين الاستخباريين من مكتب التحقيقات الفدرالي لتقويض رئاسة ترامب.

من السخافة الإخفاق في التحقيق بدور كومي الذي أدى الى هذا التحقيق، فالسلوك غير السويّ والمشين لكومي يتطلب التحقيق فيه».

كان المفتش العام في وزارة العدل يحقق في تصرفات كومي حيال قضية البريد الإكتروني لكلينتون. قال داود: «رمي الكرة في ملعب المفتش العام يضعف الثقة بتحقيقك»، فامتنع مولر عن الإجابة، وواصل هو وكوارلز الضغط لمقابلة الرئيس، وفي 8 يناير 2018 أملى مولر قائمة تتألف من 16 موضوعا أرادوا الاستفسار بشأنها، وتتعلق كلها تقريبا بفلين أو كومي أو سيشنز.

فكّر داود في كتابة رسالة تستعرض الوقائع وتقدم المرافعات القانونية، خصوصا في ما يتعلق بسلطات الرئيس تحت المادة الثانية من الدستور، وكانت على شكل موجز المحكمة العليا، ويوم السبت 27 يناير 2018 عرض داود على ترامب فكرة عما قد تكون عليه عملية الإدلاء بالشهادة، بإجراء جلسة تجريبية يتكلمان فيها حول بعض الموضوعات بشأن كومي وفلين، مخبرا إياه: لست مضطرا الى القيام بأي إعداد مسبق، أجب بشكل ارتجالي.

وقال داود لترامب: أريدك أن تقرأ رسالتنا، أنا جاهز لتوقيعها، لكنني لن أفعل الى ان تشعر بالرضا عنها، لأنها عبارة عن بيان خطي مهم، فبواسطتها تخبر بوب عن موقفنا وعن موقفه من منظورنا، وعن السبب وراء عدم وجوب خوضك، وعن سبب عدم استحقاقه لطرح الأسئلة عليك، وإن بدت الأسئلة غير مؤذية فلا تعتبرها على هذا النحو، وأريدك أن تركز تماما في الإصغاء الى الكلام، أجب عن السؤال فقط اتفقنا، هل فهمت؟ فرد الرئيس: نعم.

بعد ذلك سلّم داود ترامب مسودة الرسالة التي سيوجهها الى مولر، وكان عنوانها «طلب إدلاء إفادة حول مزاعم عرقلة العدالة»، وطبع على الرسالة بالخط العريض تأكيد تام لحق ممارسة السلطة الرئاسية: «يحق له عند الرغبة إيقاف التحقيق أو حتى ممارسة سلطته بالانسحاب منه إن رغب في ذلك»، وقرأ ترامب الرسالة المؤلفة من 22 صفحة بعناية، متوقفا لقراءة عدة مقاطع بصوت عال، ثم أبدى إعجابه بالرسالة، وفي 29 يناير 2018 وقّع داود وسيكيولو الرسالة، ثم رتب داود لتوصيلها الى كوارلز في الأول من فبراير.

جدال بين داود ومولر

نهار الاثنين في الخامس من مارس التقى داود في مولر مكتبه، ورافق كوارلز وثلاثة مدعون آخرون مولر ورافق سيكيولو ومحام آخر داود، وسرعان ما تجلى أن وجهات نظرهم مختلفة حول هدف الاجتماع.

فقال مولر: «أعتقد أننا وصلنا الى المرحلة المنشودة، وبوسعي دوما استصدار مذكرة جلب من هيئة محلفين كبرى»، فقال داود ضاربا على الطاولة بيده: «افعل ذلك اطلب إصدار تلك المذكرة، وأنا سأكون على أهبة الانتظار لرفع دعوى لعينة لإبطالها، أريد أن أسمعك تشرح لقاضي المقاطعة الأميركي عن ماهية الجريمة وأريدك أن تقدم شرحا».

اعتقد داود أن كل الأدلة الأساسية مثبتة في المقابلات والوثائق، ونادرا ما جرى تقديم هذا النوع من الأدلة الى هيئة محلفين كبرى.

قال مولر: لا بأس يا جون في محاولة لتهدئة داود.

فردّ داود: «بوب لقد هددت رئيس الولايات المتحدة بمذكرة جلب صادرة من هيئة محلفين كبرى فيما هو ليس بهدف، وبالكاد هو خاضع للتحقيق، إنه أساسا شاهد، وسأبلغ القاضي بذلك، وبالتالي لا تقع عليه أية مسؤولية جنائية، بدءا من 5 مارس 2018»، تاريخ لقائهم، وأضاف: «سأخبر القاضي بأنني لن أسمح لك بممارسة لعبة الملاحقة والضبط، لن أسمح لك أن تبدأ باختبار ذاكرة الرئيس بخصوص شيء... ليست هنالك جريمة، بوب سبق أن سألتك أنت الذي أردت الصدام، إليك المعاملة بالمثل، أخبروني أين هي المؤامرة، ولا تكلموني عن ذاك اللقاء التافه الذي جرى في يونيو»، قالها داود مشيراً إلى لقاء دونالد ترامب الابن مع محام روسي في برج ترامب.

فقال مولر: «جون أنا لا أحاول تهديدك، إنني أفكر فقط بالاحتمالات الواردة». فطلب داود الأسئلة ليأخذها ويخبره إن كان بمقدورهم الإجابة عنها، كان سيقدم الأجوبة بمعدل سطر أو سطرين عن كل سؤال، وأكمل ليقول «مقايضة عادلة أعطني الأسئلة كي أعرف ما الذي يدور في خلدك». فقال مولر «دعني أفكر إن كنت ساعطيك بعض الأسئلة»، وضغط داود قائلا: «لم لا تعطينا الأسئلة فقط؟» ولكن لم يرُق الأمر لمولر.

وفي 12 مارس توجّه داود وفريقه مجدداً لمقابلة مولر وفريقه، وراوده أمل بعيد بأن يعبر مولر عن ميله إلى رفض المحاكمة، والقول إنه يحتاج الى شهادة الرئيس لمجرد كتابة تقرير إلى روزنشتاين نائب المدعي العام.

49 سؤالاً

وقام فريق مولر بإملاء 49 سؤالا، وراح جاي سيكيولو يدون الملاحظات، وتمحورت كل الاسئلة تقريبا حول سلوك ترامب وآرائه وعملية اتخاذه للقرارات أو استخلاصه للاستنتاجات حيال أشخاص أساسيين، مثل فلين وكومي وسيشنز، وتطرقت بعض الأسئلة الى دونالد الابن واجتماعه الشهير في برج ترامب، والعرض الذي تلقاه من محام روسي لتوفير معلومات قذرة حول هيلاري كلينتون، وتعلّقت أسئلة أخرى بشؤون التنمية العقارية في روسيا.

وأكد اتساع نطاق الموضوعات صحة ما ورد في نشرات الأخبار حول ما يحقق فيه مولر، واعتقد داود أن هذه الأسئلة يريد بها مولر أن ينصب فخا لترامب السريع الاهتياج كي يحنث باليمين، فقال لمولر: ليس ثمة قضية هنا، فردّ مولر: « أريد شهادة الرئيس ما كانت نيته تجاه كومي؟» فأجاب داود: «لست واثقا إن كان يحق لك دستوريا أن تشكك في ذلك، فسلطات الرئيس وفقا للمادة الثانية معترف بها منذ أمد طويل حتى من قبل كومي».

وأكمل داود: «كل الوثائق والشهادات تجيب عن ذلك، لقد سألت الشهود عما قاله الرئيس وعما فعله ومتى فعله، وقدمت كل تلك المعلومات في وقتها، وهذا هو كل ما يلزم لتبيان نية الرئيس»، لكن مولر لم يقتتع، فغادر داود وسيكيولو المبنى، وسأل سيكيولو: «ماذا تعتقد؟»، فقال داود «لن يدلي بشهادته»، كان الاعتقاد بأن مولر سيلغي المحاكمة هو آخر ما يمكن تخيله أو توقعه.

ونقل داود وسيكيولو مجريات اللقاء الى ترامب، وقال داود لترامب: «بات لديّ صورة مختلفة تماما عن مولر»، كان الرئيس محقا «لست أثق به»، فأقلقت الأسئلة التسعة والأربعون داود وتساءل: لم لا تكون مجرد خمسة أسئلة؟

ولما عرف داود برغبة الرئيس في تقديم شهادته والإجابة عن بضعة أسئلة، قال له: «سيدي الرئيس إنه فخ، ليس لديهم دافع قانوني أو دستوري يجيز لهم التكلم معك»، وذكر لترامب محامين كانوا قد مثّلوه في السابق، وأضاف: «إن لم تشأ تصديق كلامي اتصل بهم، ليت بوسعي إقناعك، لا تدلِ بشهادتك، إما أن تلتزم ذلك وإما تتعرض لخطر كبير، وإن قررت أن تمضي قدما في تقديم إفادتك فلا يسعني أن أكون معك». فقال ترامب: «أنت تنسحب... كيف تتخلى عني؟»، فردّ داود «إنها مسألة مبدأ، وواجب المحامي أن يحاول حماية موكله».

ترامب: «قررت الإدلاء بشهادتي، وبوسعي مواجهة مولر، هذا موقفي يا جون، ويؤسفني أنك لا توافقني الرأي، أعتقد أن رئيس الولايات المتحدة يجب ألا يراه الناس يمتنع عن الإدلاء بشهادته».

أيقن داود أن كلام ترامب خداع للنفس، بل محض هراء، كان قد أخبر الرئيس آنفا قصة من محام صديق من فلوريدا أخذ ذات مرة إفادة ترامب عندما سأل المحامي ترامب عن ماهية عمله أجاب ترامب بنحو 16 صفحة.

قال داود: «سيدي الرئيس أخشى ألا أتمكن من مساعدتك، لن يتهموك، هل تمازحني؟ إنهم مجموعة جبناء كلهم، الإعلام والكونغرس، إنهم يفتقرون الى الشجاعة، بم سيتهمونك؟ بممارسة سلطتك وفق المادة الثانية؟ أتسمعني؟ أود أن أسمع رئيس مجلس النواب رايان يطرح هذا الاتهام أمام اللجنة المعنية بنظام المحكمة وتلك المعنية بالممارسات القضائية».

في صباح اليوم التالي قدّم داود استقالته لإصرار الرئيس على رأيه، فهو مقتنع بأن مولر لم يحظ قط بقضية روسية أو قضية عرقلة للعدالة، كان يبحث عن فخ الحنث باليمين، وعقب تقييم ذاتي صادق تماما اعتقد بأن مولر قد تلاعب به وبالرئيس لأجل أشخاص معينين، بغية الحصول على تعاونهم حول الشهود والوثائق.

ترامب يستشيط غضباً لأن الصينيين يستغلون النحاس في أفغانستان

في أواخر شهر سبتمبر 2017 أقام ترامب حفل استقبال على هامش الاجتماع السنوي للأمم المتحدة في نيويورك، وكشف الرئيس الأذري إلهام علييف أن الصينيين يستخرجون كميات هائلة من النحاس من مناجم أفغانستان، فاستشاط ترامب غضبا، فها هو ذا رئيس الولايات المتحدة ينفق المليارات على الحرب، في حين أن الصين تسرق النحاس.

كان الرئيس الأفغاني البالغ الثراء قد أغرى الولايات المتحدة بإمكان الظفر بشكل حصري بالثروة المعدنية الضخمة التي لم تلمسها أيد بعد في سلاسل أفغانستان الجبلية، حيث أفادت بعض التقديرات بأن قيمة إجمالي المعادن المتوافرة في أفغانستان قد تبلغ عدة تريليونات من الدولارات، ولا أمر يكاد يجذب اهتمام ترامب بقدر فكرة الاستحصال على المال من الآخرين لدفع تكاليف التزامات الأمن القومي التي أخذتها الإدارات الأميركية السابقة على عاتقها: الناتو، أفعانستان، العراق.

وخلص المحللون الى استنتاجات في مطلع 2018 محزنة في أفغانستان، وهي أن باكستان لا تتفاعل أو تستجيب للضغط، وأن أي تسوية تستند الى المشاركة الباكستانية، والسيناريو الفوري المحتمل حدوثه هو زيادة وتيرة التمرد، بل وقوع حرب أهلية في حال انسحاب القوات الأميركية، فالجهاديون يخرجون من سورية ويتجهون الى أفغانستان الأرض الموعودة الجديدة لصنّاع المتفجرات ومستخدميها.

روس ونافارو يقنعان الرئيس بفرض التعريفات على الصلب

توجه وزير التجارة ويلبر روس وبيتر نافارو ليلة الأربعاء 28 فبراير 2018 الى المكتب البيضاوي، وأقنعا الرئيس بالمضي قدما بفرض التعريفات على الصلب قبل إتمام التحقيق تحت البند 301 من قانون التجارة، فتهدمت الاستراتيجية التجارية بالكامل، كان روس قد وضع آنفا دراسة يفيد فيها بأن تزايد واردات الصلب والالمنيوم يشكل تهديدا على الأمن القومي، مما يمنح ترامب السلطة لفرض التعريفات من دون الرجوع الى «الكونغرس».

ورتب روس ونافارو لعقد اجتماع مع أبرز أرباب مجال الصلب في الولايات المتحدة، فحاول كوهن أن يلغيه، وظن أنه استطاع إلغاءه، لكن الاجتماع ظل قائما، وحضره أكثر من 12 مديرا تنفيذيا، وأعلن ترامب أنه قرر فرض تعريفة بقيمة %25 على أنواع الصلب المصنوعة في الخارج و%10 على الألمونيوم، وفي السادس من مارس قدّم كوهن استقالته.

*المؤلف: بوب وودورد

من أهداف ترامب الرئيسة والثابتة أن تمول الحكومات الأجنبية عمليات الجيش الأميركي ووكالة المخابرات المركزية في الدول الأجنبية

في 19 يناير 2018 عقد مجلس الأمن القومي اجتماعا تساءل فيه ترامب: ماذا نستفيد من وجود قاعدة جيش ضخمة في كوريا الجنوبية؟

في بداية 2018 توصلت وكالة المخابرات المركزية إلى أن كوريا الشمالية غير قادرة على إطلاق صاروخ برأس نووي نحو الأراضي الأميركية

كيلي المناهض المتشدد للهجرة وصف الرئيس بأنه لا يفقه ماهية قانون داكا للهجرة وأنه لم يلمّ بنهجه ولا آلياته

ترامب فاوض شخصياً لإطلاق سراح الناشطة الاجتماعية آية حجازي لأنها مواطنة أميركية تعرضت للسجن في القاهرة 3 سنوات

المحللون الأميركيون خلصوا إلى استنتاجات محزنة بشأن أفغانستان وهي عدم المشاركة الباكستانية الفاعلة مع أي تسوية
back to top