«قمة الرياض»: وحدة الصفّ الخليجي في مواجهة التحديات

• دعت إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني... وتحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول 2025 • الملك سلمان: الظروف تستدعي التكاتف... وعلينا الاتحاد بمواجهة «عدوانية إيران»

نشر في 11-12-2019
آخر تحديث 11-12-2019 | 00:05
خادم الحرمين مستقبلاً الأمير لدى وصوله إلى الرياض أمس
خادم الحرمين مستقبلاً الأمير لدى وصوله إلى الرياض أمس
أكدت القمة الخليجية السنوية العادية، التي عقدت أمس بالرياض، في بيانها الختامي، الحفاظ على «قوة ومناعة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف فيه»، وعلى أن «يظل هذا المجلس المبارك كيانا متكاملا متماسكا ومترابطا وقادرا على مواجهة كل التحديات والمخاطر».
أكدت القمة الخليجية الأربعون، التي استضافتها الرياض أمس، أن مجلس التعاون الخليجي "سيظل كيانًا متكاملًا ومترابطًا لمواجهة التحديات والمخاطر، التي تواجهه"، داعية الى تعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات الطارئة والمستقبلية.

وانعقدت القمة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد، ممثلا الإمارات، ورئيس الحكومة القطرية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، والعاهل البحريني حمد بن عيسى، وتمثّلت عُمان بنائب رئيس الوزراء فهد بن محمود.

الملك سلمان

وفي الجلسة الافتتاحية للقمة بقصر الدرعية بالرياض، دعا العاهل السعودي الملك سلمان إلى التكاتف في مواجهة التحديات والوحدة في مواجهة "عدوانية إيران".

وقال خادم الحرمين إن "منطقتنا تمر اليوم بظروف وتحديات تستدعي تكاتف الجهود لمواجهتها"، وأضاف أن النظام الإيراني لا يزال يواصل أعماله العدائية لتقويض الأمن والاستقرار ودعم الإرهاب.

وأكد أن "هذا الأمر يتطلب منا المحافظة على مكتسبات دولنا ومصالح شعوبنا، والعمل مع المجتمع الدولي لوقف تدخلات هذا النظام".

وشدد على "ضرورة التعامل بجدية مع برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ البالستية وتأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية وحرية حركة الملاحة البحرية".

كما تطرّق إلى القضية الفلسطينية، مؤكدا موقف المملكة الثابت والداعم لحقوق الفلسطينيين على ضوء القرارات الدولية.

وبشأن اليمن، ثمّن العاهل السعودي "جهود اليمنيين وعلى رأسهم الحكومة اليمنية في التوصل إلى اتفاق الرياض"، مشددا على "استمرار التحالف العربي بقيادة المملكة في دعمه للشعب اليمني وحكومته، وعلى أهمية الحل السياسي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث".

وفي اختتام القمة، أثنى العاهل السعودي على أهمية الاجتماعات الخليجية التي "تثبت مواقفنا وتعاوننا وتجعلنا نتحدث مع بعضنا".

إعلان الرياض

وأكد "إعلان الرياض"، الصادر في ختام القمة، أهمية التكامل العسكري والأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات التي تمرّ بها المنطقة.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف الزياني، في البيان الختامي الصادر في نهاية القمة، إن المجلس "سيظل كيانًا متكاملًا ومترابطًا لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهه".

وأكد البيان الختامي "قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه؛ لتحقيق الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي بالنظر إلى التحديات المستجدة والمستقبلية، التي تستوجب الارتقاء بآليات العمل المشترك وتطويرها وتفعيل دور الشباب والقطاع الخاص، وإعداد جيل متمكن ومؤهل لمتطلبات التحديات".

وتابع: "جاء وقوف دول مجلس التعاون صفًا واحدًا أمام الاعتداءات التي تعرّضت لها المملكة العربية السعودية، خلال هذا العام، تجسيدا للسياسة الدفاعية لمجلس التعاون، القائمة على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل للدفاع عن مصالح دولها. وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعا".

وشدد على أن "الإجراءات التي اتخذتها السعودية ودول المجلس للتعامل مع الهجمات التي تعرّضت لها الملاحة في الخليج والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، قد أكدت حرصها على استقرار أسواق البترول ومصالح الدول المنتجة والمستهلكة بالتعاون والتنسيق مع الدول الفاعلة".

كما شدد "إعلان الرياض" على الوحدة الاقتصادية والتكامل الجمركي بين دول المجلس، مشيرا في الوقت نفسه الى أن التحديات في المنطقة تتطلب تحقيق التنسيق الأمني والسياسي بين الدول الخليجية.

وأكد ضرورة تعزيز العمل المشترك والارتقاء بآلياته بما يتوافق مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وأهمية الاستنجابة بمرونة عالية لمتطلبات تعزيز المسيرة الخليجية.

ودعا الى ضرورة استكمال جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة أراضي دول المجلس ومياهها الإقليمية ومناطقها الاقتصادية، وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك وما نصت عليه رؤية خادم الحرمين الشريفين بتسريع خطوات التكامل العسكري وتعزيز التصنيع الحربي في دول المجلس.

وشدد على أهمية دور المجتمع الدولي في الحفاظ على حرية الملاحة بالخليج العربي والمضايق الدولية أمام أي تهديد، والعمل مع الدول الصديقة والشقيقة لمواجهة أي تهديدات عسكرية أو أمنية.

كما دعا الى الإسراع بتنفيذ ما نصت عليه رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن استكمال منظومة التشريعات والقرارات اللازمة لتنفيذ ما تبقى من خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس بما في ذلك الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة والتكامل المالي والنقدي.

وأوضح أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلع تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ورفع مستويات التنسيق الاقتصادي والثقافي والأمني مع المنظومات الدولية الفاعلة، بما يعود بالفائدة على مواطني دول المجلس.

ووفق البيان الختامي، فقد اتفق المجتمعون على الآتي:

*أولًا: التكامل العسكري والأمني من خلال استكمال كافة الإجراءات اللازمة لسلامة أمن المجلس وفق اتفاقية الدفاع المشترك.

*ثانيا: تحقيق الوحدة الاقتصادية من خلال استكمال خطوات التكامل الاقتصادي، بما في ذلك الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، والتكامل المالي والنقدي، وصولا إلى الوحدة الاقتصادية بحلول 2025.

*ثالثًا: استكمال متطلبات التنافسية العالمية من خلال تحقيق مراكز متقدمة عالمية عن طريق إدارة تكاملية تحت مظلة مجلس التعاون لصياغة أساليب عصرية لتوظيف أدوات المستقبل؛ لاستغلال العلوم والتكنولوجيا في الأبحاث، وتعزيز الوعي حول الابتكار وريادة الأعمال، والتشجيع المشترك بين شباب دول المجلس، وتطوير استراتيجية مشتركة لتحقيق الأمن الغذائي.

*رابعًا: تعزيز الشراكات الاستراتيجية ورفع مستويات التنسيق الاقتصادي والأمني والسياسي مع الدول الصديقة والشقيقة، والتجارة الحرة.

* خامسًا: تطوير آليات العمل المشترك، من خلال الاستفادة من النماذج التكاملية في العالم، بما في ذلك الالتزام بالبرامج الزمنية المحددة لتحقيق التكامل بين دول المجلس، وتعزيز دور الأمانة العامة لتحقيق تلك الأهداف، وتطوير الحوكمة المالية والإدارية والشفافية والمساءلة.

الزياني

من ناحيته، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، في مؤتمر صحافي بختام القمة، إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على الأمن الإقليمي، مؤكدا أن قادة دول المجلس شددوا على أهمية استمرار الترابط والتكامل فيما بينهم.

وقال الزياني إن البيان الختامي للقمة أكد أن الهدف الأعلى لمجلس التعاون هو تحقيق التكامل والترابط بين دوله.

وشدد على أهمية التعاون والتضامن بين دول المجلس، داعيا إلى وحدة مالية ونقدية بحلول 2025. وقال الزياني إن القادة رحبوا باستضافة البحرين لمقر التحالف الدولي لحماية الملاحة بقيادة واشنطن، الذي يضم 6 دول هي أميركا وأستراليا وبريطانيا والبحرين والسعودية والإمارات.

بن فرحان

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في مؤتمر صحافي، جمعه بالزياني، أن القادة الخليجيين أكدوا أهمية تماسك دول المجلس.

وأضاف أن وحدة الدول الخليجية ثابتة ومتماسكة، وأكد أن جميع دول المجلس مستمرة في دعم جهود الكويت لتحقيق المصالحة.

وأشار إلى أن التهديد الإيراني يشمل كل دول الخليج، وعلى النظام الإيراني تغيير تصرفاته قبل أن يدعو للسلام. وأوضح أنه من الصعب أن تكون إيران جزءاً من منظومة أمنية في المنطقة.

دعم لبنان

ودعا إعلان الرياض إلى التعامل بحكمة مع التطورات الأخيرة، بطريقة تلبّي "التطلعات المشروعة" للشعب اللبناني.

وقال الإعلان إنّ المجلس حريص على "أمن لبنان واستقراره ووحدة أراضيه، وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي، والوفاق بين مكونات شعبه الشقيق".

كما أعرب عن أمله "في أن يستجيب اللبنانيون لنداء المصلحة العليا والتعامل الحكيم مع التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية، بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب اللبناني".

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في مؤتمر صحافي إنّ "استقرار لبنان مهم جدا جدا للمملكة (...) والأهم أن يمضي الشعب اللبناني والنظام السياسي في طريق يضمن الاستقرار والاستقلالية".

جميع دول المجلس تدعم الجهود الكويتية للمصالحة ...... الامير فيصل بن فرحان
back to top