«خوف»... ترامب في البيت الأبيض (الحلقة 10)

الرئيس يصنف منظمة التجارة العالمية أسوأ منظمة أنشئت على الإطلاق

نشر في 11-12-2019
آخر تحديث 11-12-2019 | 00:05
يتحدث كتاب «خوف... ترامب في البيت الأبيض» عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي ترامب له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من التوقيع عليها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري. والكتاب أُعد استنادا لمقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من التوقيع عليها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس باريبوس بـ»جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق فيه، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تيلرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة العاشرة:

تزايدت العشوائية في إنجاز أعمال المكتب البيضاوي واتخاذ القرارات، فقد قال كيلي «إن الرئيس لا يفقه أي شيء حيال الاتفاقيات التجارية، وأبعاد وجود القوات الأميركية في كوريا الجنوبية».

ولدى إصرار ترامب على الانسحاب من الاتفاقيات التجارية أو السياسات الخارجية المكلفة، راح كيلي يقول: «لا أصدق أنه يفكر في القيام بذلك»، فالتمس شخصيا المساعدة من بورتر.

روب هلا تدخل وتكلمه، لترى إن كان ممكنا إحداث أي تقدم؟ لقد تكلمت معه عبر الهاتف صباح هذا اليوم، وتحاورت معه بهذا الصدد، حاول وسنرى بأي نفع عساك تأتي؟ وظل موضوع وجود القوات الأميركية في كوريا الجنوبية محط حوار دائم مع ترامب، الذي ظل على إصراره، أنهم يدعمون كوريا الجنوبية، وهذا غير منطقي.

ذكره بورتر بأن ماتيس وعدة أشخاص آخرين قالوا له إن هذا قد يكون أفضل إنفاق في سبيل الأمن القومي تقدم عليه الولايات المتحدة، فوجود القوات الأميركية يوفر معلومات استخبارية سرية جداً، ولا غنى عنها، وهي تؤدي دورا أساسيا في كشف وردع الهجمات الصاروخية التي قد تشنها كوريا الشمالية.

قال ترامب: «سبق أن تكلمنا في هذا الموضوع ملياً إلى درجة الغثيان، نفذوا الأمر، نفذوه فحسب، انسحبوا من اتفاقية نافتا، انسحبوا من اتفاقية كورس، وانسحبوا من منظمة التجارة الدولية. سننسحب من تلك الثلاث».

فقال كيلي: «هذه فترة حساسة جدا بخصوص علاقاتنا مع كوريا الشمالية، وتلك المنطقة بأكملها. علينا ألا نقوم بأي خطوة من الناحية التجارية».

أخيراً، قال ترامب: «نهار الجمعة في الأول من سبتمبر 2017 حسناً لن نعلن اليوم الانسحاب من اتفاقية كورس، التي ستصبح باطلة بعد 180 يوما من إعلاننا الانسحاب منها. هذا لا يعني أننا لن ننسحب منها، لكن لا بأس، لن نفعل ذلك اليوم».

التعريفات الجمركية

دعا ترامب مجموعة من الأشخاص إلى مقر الإقامة، لمناقشة التعريفات الجمركية على الصلب، فحضر روس ونافارو وروبرت لايتيزر، الممثل التجاري الأميركي، وكوهن وماكماستر وبورتر، وأفاد ترامب بأنه سئم هذا الجدال، ويريد توقيع مذكرة قرار لفرض تعريفات على الصلب بقيمة 25 في المئة، من دون منح استثناء لأي دولة.

نبَّه ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأميركي، إلى أن الكثير من السيناتورات الجمهوريين الذين سيحتاج إليهم للموافقة على الإصلاح الضريبي من أرباب التجارة الحُرة، ومن المعارضين المتشددين لفرض التعريفات على الصلب، فقال ترامب: «نعم، أنت مُحق، رغم أهمية هذا الأمر، لا يسعنا أن نعرِّض قانون الضرائب للخطر، لذا سنتريث».

وفي 5 سبتمبر صرَّح ترامب إلى الإعلام بأنه وضع حداً لبرنامج داكا للهجرة، الذي كان معمولا به في عهد أوباما، وقد أسماه «نهج العفو أولاً»، وقال إنه على الكونغرس أن يجد بديلا له في غضون ستة أشهر، بيد أن بانون، الذي كان لا يزال يحظى بفرصة تواصل مع ترامب، اتصل به، ليذكِّره بمدى أهمية مناهضة الهجرة بتشدد.

تغطية إعلامية مستمرة

لم تقتصر الأمور التي تشغل ذهن ترامب على التحقيقات الواسعة التي يقوم بها مولر، لكنها شملت التغطية الإعلامية المستمرة، التي تحدثت عن تعاون حدث بينه وبين الروس، وعرقلة العدالة، أو الأمرين معاً، وكان ذلك بمنزلة سيل لا ينقطع عنده، يتسبب في الحنق الشرس وغير المهذب، وقال بورتر: «إن نتيجة ذلك تمثلت في أن الرئيس بدا أحيانا عاجزا عن أن يكون رئيسا».

ولاحظ ماكماستر هذا الوضع، وقال: «يبدو أنني لا أحوز انتباهه»، فنصحه بورتر: «لا تعتبر الأمر شخصيا، ومن الواضح أنه يعاني الشرود. بقي الرئيس على هذه الحال طوال النهار، وسبب ذلك أنه يركز تفكيره في الأخبار المتعلقة بروسيا».

عمل غاري كوهن وروبرت لايتيزر، الممثل التجاري الأميركي، على مدى أشهر لحمل ترامب على أن يجيز البدء بتحقيق عن خروق الصين للملكية الفكرية في ممارساتها التجارية. كانت هذه القضية فرصة أمام ترامب لعرض عضلاته المعارضة من دون نسف اتفاقية التجارة بين البلدين. كانت هذه الصلاحية مستمدة من القسم 301 من قانون التجارة، الذي صدر في عام 1974، وهو القانون الذي أعطى الرئيس سُلطة فرض قيود تجارية عقابية من جانب واحد على البلدان التي تتعامل بصورة غير عادلة في تجارتها مع الولايات المتحدة.

دأب الصينيون على كسر كل القواعد، كذلك سرقوا كل شيء، بدءا بشركات التقنية، مرورا بالبرمجيات المقرصنة والأفلام والموسيقى وتزوير السلع الفاخرة والأدوية، فاعتبرهم كوهن أوغادا فاسدين، وقدرت الإدارة الأميركية أن الصين استفادت من السرقات الفكرية 600 مليار دولار، وكان من شأن فتح تحقيق إعطاء لايتيزر فرصة عام واحد كي يقرر فتح تحقيق رسمي، وإذا تم الأمر، فسيمتلك ترامب السُّلطة لفرض رسوم جمركية وعقوبات.

وأعرب الأوروبيون واليابانيون والكنديون عن رغبتهم في الانضمام إلى مجهود منسق ضد خروق الصينيين للملكية الفكرية. كان من شأن ذلك أن يكون أول تنفيذ لإجراء تجاري يقوم به ترامب.

ووافق ترامب أخيرا على أن يوقع مذكرة، وأن يعلن في خطاب له فتح تحقيق يستمر سنة عن خروق الصين للملكية الفكرية. كان ذلك مسارا طويلا من أجل تزويده بإجراء واضح ومحدد على جبهة التجارة، لكنه تراجع فجأة خلال اجتماع عُقد بمقر فريقيه الاقتصادي والتجاري، لكنه قال في ملاحظاته العلنية، إن «سرقات الملكية الفكرية التي تقوم بها الدول الأجنبية تكلف أمتنا ملايين الوظائف ومليارات الدولارات. في كل سنة استمر هذا الهدر من ثروات بلادنا على مدى فترة طويلة، فيما لم تفعل واشنطن أي شيء حيال هذا الوضع، لكنها لم تعد مستعدة لإغماض عينيها عن هذا الهدر من الآن فصاعدا».

كارثة اقتصادية

أدرك كوهن أن المعركة الحقيقية سوف تجري حول الرسوم الجمركية، حيث يمتلك ترامب أكثر المواقف صلابة، وحيث يستطيع إنزال الضرر باقتصادات العالم والولايات المتحدة، لذلك قدَّم كل المعطيات المتعلقة، التي يمكن الحصول عليها إلى الرئيس، والتي تشرح كيف أن الرسوم على الفولاذ المستورد سوف تكون بمنزلة كارثة، وسوف تؤذي الاقتصاد.

كان ترامب مصمما على فرض الرسوم الجمركية على الفولاذ، فقال: «اسمعوني جيدا، سنجرب، وإذا لم تنجح فسألغيها»، وجمع كوهن أفضل الإحصاءات التي تمكَّن من تجميعها، لكنه كان يعرف أن ترامب لن يقرأها، ثم قدَّم كوهن وثيقة أخرى، وكانت بعنوان «سجلات الولايات المتحدة في نزاعات منظمة التجارة العالمية»، ووضعها في السجل اليومي الذي يجمعه بورتر، لكي يقرأه الرئيس في الليل، لكن ترامب نادرا ما كان يفتح السجل، هذا إذا قام بفتحه أساسا.

قال ترامب إن «منظمة التجارة العالمية هي أسوأ منظمة أنشئت على الإطلاق. إننا نخسر الكثير جدا من القضايا فيها».

تعود كوهن على أن يطلب بين وقت وآخر مساعدة نائب الرئيس بنس، وكان يفعل ذلك خلال أحاديث خاصة تجري بينهما. شرح كوهن موقفه من مسألة الرسوم الجمركية على الفولاذ، لكن بنس قال له: «لا عرف ماذا أفعل»، فبنس كان يقف على الحياد كعادته، ولم يحب أن يكتب عنه أحد، ولو تغريدة واحدة، أو أن يصفه بالغباء، لكن لو كان مستشارا لكوهن، لأقنعه بأن يفعل هذا بالضبط، أي أن يبقى خارج كل هذا الجدال.

نافارو مشكلة

واستنتج كيلي أن بيتر نافارو، وهو اقتصادي أميركي، كان هو المشكلة، فكان باستطاعته دخول المكتب البيضاوي ونفخ الحماسة في صدر ترامب حول قضايا العجز التجاري، وكان كوهن ينتهز كل فرصة ليخبر كيلي، أن نافارو كان كارثة بكل معنى الكلمة. وناقش كوهن بكل قوة ضرورة التخلص منه، وتنحيته من منصبه، لأنه لن يتمكن من مواصلة العمل في هذا المكان مادام نافارو موجودا فيه.

وطلب كيلي رأي بورتر في الموضوع، فقال بورتر: «الوضع الراهن لا يحتمل، لكنني لا أعتقد أن بإمكانك التخلص منه يا بيتر، لأن الرئيس يحبه، وهو لن يسمح بشيء كهذا».

قرر كيلي تأكيد سُلطته، لذلك دعا إلى عقد اجتماع للفريقين المتعارضين في 26 سبتمبر. كان ذلك الاجتماع أشبه ما يكون بمبارزة. سُمح لنافارو بإحضار أحد داعميه، لذلك اختار ستيفن ميل. أما كوهن، فقد أحضر بورتر معه.

بدأ نافارو حديثه بأنه خلال الحملة الانتخابية تلقى وعداً من ترامب في حال نجاحه بتولي الرئاسة، بأن يكون مساعداً له، أما الآن، فإنه يعمل فقط نائبا لمساعد الرئيس. قال إن ذلك يُعد خيانة بحقه، وإنه لا يصدق أن الأمر استغرق كل هذا الوقت. وأضاف أن الرئيس أبلغه بأنه يستطيع حيازة أي لقب يريده، وأن يختار أي هيكلية لرفع تقاريره. وذكر أنه مع مجلس التجارة الذي يديره يمثل العامل الأميركي والقاعدة الإنتاجية في البلاد وإنسانها المنسي.

فردَّ كوهن: «يقوم بيتر بالغش في ذلك المجال. إنه هو الذي يولد كل هذه المشكلات، وهو يبلغ الرئيس الأكاذيب. إنه بلا ضوابط على الإطلاق، وهو كذلك مصدر كل الفوضى في هذا المبنى».

فقال نافارو: «لا يعرف غاري عما يتحدث. إنه نصير العولمة، وهو ليس مخلصا للرئيس، وكان يغش دوما في الإجراءات ويتلاعب بها، بهدف تأخير كل شيء، وبحيث لا يتمكن نافارو من الاجتماع بالرئيس».

قال كيلي: «حسنا، لا أستطيع الاستمرار في هذا النقاش أكثر من ذلك، وأنت يا بيتر ستصبح عضوا في المجلس الاقتصادي الوطني، وسترفع تقاريرك إلى غاري. هكذا ستسير الأمور، وإذا لم يعجبك ذلك، فبإمكانك أن تستقيل. انتهى الاجتماع».

فردَّ نافارو: «أنا أعترض، وسأرفع الأمر، وأتحدث مع الرئيس»، فقال كيلي: «لن تتحدث مع الرئيس. اخرج من مكتبي». ومرَّت الشهور، فسأل الرئيس ذات يوم: «أين بيتر بحق السماء؟ لم أتكلم مع بيتر نافارو منذ شهرين»، لكن الرئيس لم يتابع الأمر كعادته.

كيم المجنون

اكتسبت المواجهة بين ترامب وكيم جونغ أون صبغة شخصية متوترة آخذة في الاطراد، حيث كانت الأجواء على متن الطائرة الرئاسية مشحونة جدا، فقال ترامب في لحظة تأمل نادرة: «هذا الرجل مجنون. آمل حقا ألا يقودنا هذا الأمر إلى نهاية سيئة».

ترامب كان يدلي بتعليقات متناقضة بشأن كوريا الشمالية، فمن تعليقات استفزازية ومتحذلقة إلى تعليقات تؤكد رغبته في تحقيق السلام، ففي مايو قال إنه يشرفه لقاء كيم جونغ أون، إذا كانت الظروف مؤاتية، فيما صرَّح في أغسطس للصحافة، قائلا من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تلوِّح بالمزيد من التهديدات للولايات المتحدة، وإلا فإنها ستواجه نارا وغضبا لم يسبق للعالم أن رآهما من قبل.

وفي غياب حل منطقي، أعلن ماكماستر استراتيجية جديدة تحدد حملة للضغط على كوريا الشمالية. قدمت الخطة في وثيقة موقعة، وكانت غايتها الضغط على كوريا الشمالية والصين، ودفعهما إلى التفاوض بشأن برنامج الأسلحة النووية للشمال، وإيقاف برنامج تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، فيما تعد وزارة الخزانة العقوبات التي يمكن فرضها على كوريا الشمالية وتعمل وزارة الخارجية مع الصين لمزيد من الضغط على الشماليين.

ظل ماكماستر مُصراً في اجتماعات مجلس الأمن القومي على أن ترامب لا يقبل أن تمتلك كوريا الشمالية قدرات نووية.

في 19 سبتمبر 2017، ألقى ترامب خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وللمرة الأولى أطلق على الزعيم الكوري الشمالي لقب «رجل الصاروخ»، كما قال: «إذا أجبرت الولايات المتحدة على الدفاع عن نفسها، فلن يكون لديها خيار إلا تدمير كوريا الشمالية تدميرا تاما»، وبعد ثلاثة أيام ردَّ كيم جونغ أون عليه: «الكلب الخائف ينبح بصوت أعلى»، وقال إن «ترامب بالتأكيد مارق وشقي مولع باللعب بالنار، وأنا حتماً، وبكل تأكيد، سأروض ذلك الخروف الأميركي المشوش العقل».

وفي نهاية سبتمبر طلب الجنرال كيلي من ليندسي غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأميركي، المجيء إلى البيت الأبيض، لحضور تدريب محاكاة، للتأهب لمواجهة كوريا الشمالية، فأخبر غراهام بدوره كيلي وماكماستر بأنه اقترح على الرئيس الطلب من الصين أن تقتل كيم، وتضع جنرالا تسيطر عليه، لكنه رفض.

وفي الأول من أكتوبر مد تيلرسون يده علنا إلى كوريا الشمالية، ليشجعها على فتح باب الحوار، وغرَّد ترامب قائلا: «أخبرت ريكس تيلرسون وزير خارجيتنا الرائع بأنه يهدر وقته في محاولة التفاوض مع رجل الصاروخ الصغير. وفِّر طاقتك يا ريكس، سنقوم بما يجب عمله».

كانت لدى ترامب طريقة في الظهور بمظهر صاحب اليد العليا عن طريق إيجاد وضع خطر في أغلب الأحيان، لم يكن له وجود في السابق، فتهديد نظام على شاكلة النظام الكوري الشمالي بالأسلحة النووية إجراء لا يمكن تخيله، لكنه هدده بالفعل، واتضح أن تلك هي البداية فحسب. لقد انتهت سياسة المسايرة والانسجام التي اتبعتها مؤسسة الرئاسة في الماضي.

الضريبة على الشركات بلغت أحد أعلى المعدلات في العالم

بعدما وافق غاري كوهن على البقاء لإجراء إصلاح ضريبي، كان لزاما عليه أن يخرج بأفضل النتائج، فقد بلغ المعدل الحالي للضريبة على الشركات 35 في المئة، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم، ولطالما اجتمع الجمهوريون ورجال الأعمال على هذا الهدف لسنين.

قال ترامب: «يجب أن يصبح معدل الضريبة على الشركات 15 في المئة»، فردَّ عليه كوهن قائلا: «سنحاول تحقيق هذا سيدي الرئيس».

وفي اجتماع بمكتب الرئيس الأميركي أراد ترامب أن يعلم ما ستكون عليه معدلات الضريبة الجديدة على دخل الفرد، فقال: «أحب تلك الأرقام المكتملة الكبيرة %10، %20، %25. جيد، أرقام محكمة يسهل إقناع الناس بها».

وجاء في الصفحة الأولى من مستند الإصلاح الضريبي لكوهن، أن «زيادة النمو الاقتصادي من 2 إلى 3 في المئة ستجلب 3 تريليونات دولار بمدخرات الخزانة في غضون عشرة أعوام»، ورأى كوهن أنه قد يفعل أي شيء في مشروع الإصلاح الضريبي مادام ترامب لن يراه إلا انتصارا. واستقرت معدلات الضريبة على دخل الفرد 10 و12 و22 و24 و32 و35 في المئة، في حين استقر الحد الأقصى عند 37 في المئة، وفي النهاية كان من المتوقع أن يضيف القانون نحو 1.5 تريليون دولار إلى العجز السنوي على مدار عشرة أعوام.

ترامب يفصل بانون بعد تأليف كتابه «نار وغضب»

بدأ الرئيس في أوائل 2018 إجراءات إطاحة بانون، الذي كان قد تحدث بوضوح مع الصحافي مايكل وولف كمصدر رئيس لكتابه «نار وغضب».

وقال ترامب فيما يمكن اعتباره تصريحا: «ستيف بانون ليس له علاقة بي، ولا بفترة رئاستي، وعندما جرى فصله لم يفقد عمله فقط، بل فقد عقله أيضا».

وكان بانون يعتقد من وجهة نظره أن ترامب أخفق على نطاق واسع في أن يكون عاملا ناجحا في التغيير، ويعتقد أن الغلبة كانت للنظام القديم خلال السنة الأولى من ولاية ترامب، ولعل الاستثناء الوحيد كان في الموقف الصارم تجاه الصين، وإدراك أنها كانت خصما حقيقيا فيما يتعلق بالشؤون الدولية.

ويعتقد بانون أن ترامب أراد إرجاع إيران خطوات إلى الوراء، وعزلها، بإخراجها من العراق وسورية ولبنان واليمن. ويتألف التحالف الهادف إلى ذلك من الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج وإسرائيل.

ويرى بانون أيضا، أن أكثر ما جعل ترامب عُرضة للانتقاد، هو الخطاب الذي ألقاه في منتدى الاقتصاد العالمي في 26 يناير بدافوس في سويسرا، حيث خرجت صحيفة نيويورك تايمز بعنوان رئيس، وهو «وصل ترامب إلى دافوس مثل ضيف غير مرغوب فيه وغادرها بعبارات ثناء على فكره البراغماتي».

ويعتقد بانون أن خطاب ترامب كان أشبه بخطاب يصلح لغرفة التجارة، حيث نظر إلى ما يخدم مصالح الحزب الجمهوري وتبناه بشكل أساسي.

*المؤلف: بوب وودورد

بورتر لترامب: وجود القوات الأميركية في كوريا الجنوبية يوفر معلومات استخبارية سرية جداً عن كوريا الشمالية

في 5 سبتمبر 2017 صرَّح الرئيس بأنه وضع حداً لبرنامج داكا للهجرة الذي كان معمولاً به في عهد أوباما أسماه «نهج العفو أولاً»

لم تقتصر الأمور التي تشغل ذهن ترامب على التحقيقات الواسعة التي يقوم بها مولر لكنها شملت التغطية الإعلامية المستمرة

كوهن قدَّم للرئيس كل المعطيات التي توضح أن الرسوم على الفولاذ المستورد ستكون كارثة وستؤذي اقتصاد البلاد

لما استنتج كيلي أن نافارو كان باستطاعته دخول المكتب البيضاوي ونفخ الحماسة في صدر الرئيس حول قضايا العجز التجاري قرر إقالته

ترامب وهو على متن الطائرة الرئاسية وصف كيم في لحظة تأمل نادرة: «هذا الرجل مجنون»
back to top