«لبنان أولاً» شعار ثورة الشعب اللبناني

نشر في 11-12-2019
آخر تحديث 11-12-2019 | 00:09
لن يستطيع العميل الإيراني أن ينتزع من شعب لبنان ولاءه لوطنيته وحبه لعروبته، فقد ظهر حب اللبنانيين لعروبتهم حتى في مهجرهم عندما اضطرتهم الظروف الصعبة التي خلقها المحتل العثماني للهجرة من لبنان إلى العالم الجديد في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين.
 د. عبدالمحسن حمادة تكمن قوة انتفاضة الشعب اللبناني في وطنيتها وعروبتها ومحاربتها للفساد، إذ كان الفساد وما نجم عنه من نهب ثروات الدولة وتحولها إلى جيوب المفسدين، وترك غالبية الشعب يعاني الفقر والجوع والبطالة المحرك الأول لانتفاضة الشعب اللبناني، ذلك الفقر الذي أدى إلى انتحار ثلاثة مواطنين لشعورهم بالعجز عن إعالة أسرهم، وتوفير ما يحتاجون إليه من مطالب أساسية كالغذاء والدواء والتعليم.

ولكن الأدهى من هذا كله ما يقوم به حزب الله من محاولات لربط لبنان بالفلك الإيراني، وذلك بعد أن أصبح أمينه العام سمسارا لترويج النظام الإيراني الفاشل، وفرضه على الشعب اللبناني بقوة سلاحه غير الشرعي، ذلك النظام الذي ثار ضده الشعب الإيراني وهو المنبع لما يسميه ملالي إيران الثورة الإسلامية، أكثر من 100 مدينة إيرانية تظاهرت ضد ذلك النظام، ولم يهدأ إلا بالقمع، حيث قتل حرس الثورة المئات وجرح وأسر الآلاف، هذا النظام المتخلف هو الذي يشيد به نصرالله ويمتدح قادته ويشتم قادة العرب.

لن يستطيع هذا العميل الإيراني أن ينتزع من شعب لبنان ولاءه لوطنيته وحبه لعروبته، فقد ظهر حب اللبنانيين لعروبتهم حتى في مهجرهم عندما اضطرتهم الظروف الصعبة التي خلقها المحتل العثماني للهجرة من لبنان إلى العالم الجديد في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين، فأسسوا هناك أندية أدبية ومجلات وأنشدوا شعرا عربيا يعبرون فيه عن مأساتهم ويذكرون حنينهم لوطنهم، نذكر من ذلك ما قاله ميخائيل نعيمة:

"أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

***

أخي! مَنْ نحنُ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ

إذا نِمْنَا، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ

لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا

فهات الرّفْشَ واتبعني لنحفر خندقاً آخَر

نُوَارِي فيه أَحَيَانَا"

لقد جددوا الثقافة العربية بعد الجمود الذي أصابها نتيجة للاحتلال العثماني، والذي يحاول أردوغان وجماعة الإخوان بعثه من جديد، جددوا الثقافة العربية وهم في مهجرهم، وهذا دليل على حبهم لعروبتهم وتعلقهم بها.

فلن يستطيع عملاء إيران أن يحولوا لبنان إلى مستعمرة إيرانية، فهذا ما يرفضه الشعب اللبناني وثار ضده، ونأمل بعد اعتذار الخطيب عن تولي منصب رئاسة الوزارة اللبنانية وقبله الصفدي، أن يكون مقدمة لانتصار إرادة الشعب اللبناني.

back to top