صدمة مرتقبة للأسواق العالمية منتصف الشهر الجاري

مع تفعيل قرار الولايات المتحدة زيادة الرسوم الجمركية ضد الصين

نشر في 06-12-2019
آخر تحديث 06-12-2019 | 00:03
صدمة مرتقبة للأسواق العالمية منتصف الشهر الجاري
صدمة مرتقبة للأسواق العالمية منتصف الشهر الجاري
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدة رصاصات دفعة واحدة من سلاحه في الحرب التجارية المتواصلة ليس فقط ضد الصين، بل أيضاً طالت هذه الطلقات دولا وتكتلات أخرى كالاتحاد الأوروبي والبرازيل والأرجنتين.

قال ترامب إنه يفضل تأجيل الاتفاق التجاري مع الصين إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، لتتزايد التكهنات حول مصير المهلة المحددة في الخامس عشر من الشهر الجاري، والتي اشتُرط قبلها إبرام الاتفاق النهائي - وإلا زيادة الرسوم الجمركية ضد واردات من بكين.

ويرى محللون أن تفعيل قرار زيادة الرسوم الجمركية منتصف ديسمبر سيكون بمنزلة صدمة للأسواق العالمية، لا سيما الأميركية التي كانت قد ارتفعت إلى مستويات قياسية في نوفمبر.

بطل التعريفات

- تراجعت أسواق الأسهم في أميركا ودول أخرى بالفعل، بعد تبدد التفاؤل بشأن التوصل إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري النهائي بين واشنطن وبكين، وفي نفس الوقت، تجري دقات الساعة مقتربة من الخامس عشر من الشهر.

- في هذا الوقت المنتظر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على واردات من سلع صينية بقيمة 160 مليار دولار، وهدد أيضا بفرض رسوم على واردات بلاده من الصلب البرازيلي والأرجنتيني.

- قال ترامب أيضا إن إدارته تدرس فرض رسوم جمركية على واردات من سلع فرنسية، ردا على اقتراح باريس ضريبة رقمية على شركات تكنولوجية أميركية كبرى.

- كانت هذه المقترحات والتهديدات من بطل العالم في التعريفات الجمركية كافية لسحب الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها القياسية والتراجع أدناها في ظل نظرة متشائمة بالأسواق.

- رغم كل ذلك، يتعلق المستثمرون ببعض الآمال في إحراز المزيد من التقدم في الملف التجاري بين الولايات المتحدة والصين في وقت قريب، خاصة مع إعلان ترامب رغبة الصين في التوصل إلى اتفاق نهائي.

- أفاد محللون بأن تفعيل واشنطن لقرار فرض المزيد من الرسوم الجمركية منتصف الشهر الجاري، ربما تتعرض الأسواق العالمية للمزيد من التراجع، ما لم يجد في الأمور جديد.

محادثات بلا نتائج

- قال وزير التجارة الأميركي ويلبر روس إن تأجيل الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين بعد انتخابات الرئاسة عام 2020 سيقوض من قدرة الصين في الضغط على الولايات المتحدة.

- توقّع روس استمرار المحادثات التجارية بين البلدين، لكن ليس على جانب رفيع المستوى من المسؤولين قبل منتصف ديسمبر، كما أن ترامب ليس في حاجة إلى الاتفاق من أجل تعزيز فرصه في الانتخابات الرئاسية.

- فشلت الدولتان في التوصل حتى إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، رغم تصريحات إيجابية من مسؤولي واشنطن وبكين، ورفضت إدارة ترامب إلغاء الرسوم الجمركية من على كاهل الصين، كما أن الأخيرة لم تعلن التزامها بحجم مشتريات معيّن من السلع الزراعية الأميركية.

- يواجه ترامب معضلة مع المزارعين قبيل الانتخابات، وذلك مع استهداف الصين لهذا القطاع الحيوي للرئيس الأميركي، لكن إدارته تستعد لتوفير دعم بنحو 28 مليار دولار للمزارعين.

- تجدر الإشارة إلى أن أميركا فرضت رسوما جمركية على واردات من سلع صينية بأكثر من 500 مليار دولار، بينما ردت بكين برسوم على واردات من واشنطن بنحو 110 مليارات دولار.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الأربعاء، مع تجدد التفاؤل بشأن الملف التجاري لتنهي بذلك مسيرة خسائر امتدت لثلاث جلسات، كما تلقت أسهم شركات الطاقة دعما من مكاسب أسعار النفط.

وصعد «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.5% أو 147 نقطة إلى 27649 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 0.5% أو 46 نقطة إلى 8566 نقطة، في حين ارتفعS&P 500 بنسبة 0.6% أو 19 نقطة إلى 3112 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 1.2% (+4 نقاط) إلى 403 نقاط.

وصعد «كاك» الفرنسي بنسبة 1.3% (+72 نقطة) إلى 5799 نقطة، وارتفع «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.4% (+29 نقطة) عند 7188 نقطة، كما صعد «داكس» الألماني بنسبة 1.2 نقطة (+151 نقطة) إلى 13140 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية في ختام التداولات أمس، بدعم من تجدد التفاؤل حيال سير المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، وإعلان رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي أول حزمة تحفيز مالي منذ عام 2016.

وعند الإغلاق، صعد مؤشر «نيكي» بنسبة 0.71% إلى 23300 نقطة، كما سجل المؤشر الأوسع نطاقًا «توبكس» ارتفاعًا 0.48% عند 1711 نقطة.

أيضاً، أغلقت الأسهم الصينية على ارتفاع، في ظل تزايد الآمال حيال التوصل إلى تسوية محتملة للخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، رغم دعوة وسائل الإعلام في بكين لاتخاذ تدابير «انتقامية» للرد على إقرار مجلس النواب الأميركي قانونًا لحماية مسلمي «اليوغور» في منطقة «شينجيانج».

وأفادت صحيفة الشعب اليومية بأن هذا التشريع من المحتمل أن يؤثر على المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، لأنه يتضمن تدخلًا مباشرًا في الشؤون الداخلية للبلاد.

وعند الإغلاق، سجل مؤشر «شنغهاي المركّب» ارتفاعًا بنسبة 0.74% إلى 2899 نقطة، كما صعد «شنتشن» المركّب 1.15% إلى 1626 نقطة.

back to top