العنسي: لوحاتي توثِّق التراث وتُعبِّر عن جمال الأرض والإنسان

«أعبر عن حرب اليمن بأجمل المناظر ولا أرسم الدمار»

نشر في 05-12-2019
آخر تحديث 05-12-2019 | 00:00
توثِّق أعمال الفنان التشكيلي اليمني وسام العنسي (37 عاماً)، أجواء التراث في بلاده، فتبدو الحياة مشرقة كنهار أبدي في لوحات تنطق بروعة اللون ورهافة الحس، وبمناسبة معرضه الجديد، الذي أقيم في القاهرة أخيراً "ريشة هائمة في سماء اليمن"،
التقته "الجريدة"، في حوار أكد فيه العنسي، الذي تنتمي لوحاته إلى المدرسة الواقعية، أنه يحمل رسالة سلام، وينطلق بريشته من جمال الأرض والإنسان، ويُعبِّر عن الحرب في بلاده بأجمل المناظر، إذ لا يحب أن يرسم الدمار والدماء والأشلاء... وفيما يلي نص الحوار:

● ما منطلقاتك العامة في الرسم، أو بالأحرى ما الذي يسترعي انتبهاك فتطلق العنان للريشة والألوان؟

- أنطلق في أعمالي الفنية من حب الوطن، وانتمائي إلى تراب اليمن الطاهر، وجمال بيئته الساحرة، وكل ما هو جميل في هذا العالم بشكل عام، سواء جمال الأرض أو الإنسان.

التراث اليمني

● أغلبية لوحاتك تعكس التراث اليمني، إلى أي مدى هذا صحيح؟ وهل يعد ذلك عملاً توثيقياً؟

- نعم تعكس لوحاتي التراث اليمني بمختلف أنواعه من أزياء شعبية وطقوس زراعية وفن معماري، إلى جانب جمال البيئة في السواحل والجبال وحياة الإنسان اليمني، وهذا العمل يعتبر توثيقاً بالفعل، حتى يرى العالم كله جمال بلادي، ومدى تنوع تراثها وعمق حضارتها.

أجمل المناظر

● أين أجواء الحرب في أعمالك الفنية؟ وكيف تتناول ذلك بريشتك؟

- أعبر عن الحرب بأجمل المناظر في اليمن، فرسالتي أن اتركوا اليمن ليبقى كما أراد الله له أن يكون، فلا أحب رسم الدمار والدماء والأشلاء، وما شابه ذلك من مآسٍ وآلام. لوحاتي كلها تعبر عن السلام والجمال.

● ماذا يعني اللون بالنسبة إليك؟

- اللون هو سلاح ووسيلة وهدف ونجاح.

● حدثنا عن معرضك الذي أقيم أخيراً في القاهرة تحت عنوان "ريشة هائمة في سماء اليمن"؟

- لقد كان معرضاً ناجحاً، ولله الحمد بكل المقاييس حضره وأشاد به الكثير من المسؤولين والمثقفين من اليمن ومصر وعدد من الدول العربية، إذ احتوى على 35 لوحة تشكيلية واقعية وتأثيرية أغلبيتها العظمى من التراث اليمني تعكس جمال البيئة اليمنية والمصنوعات اليدوية من حلي الفضة القديمة والأزياء وجمال النقوش في الفنون المعمارية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من اللوحات الجمالية لمناظر طبيعية مختلفة.

● أنت بالأساس دارس للعلوم والأحياء، لماذا اتجهت للتشكيل؟ وهل صقلت موهبتك بدراسة الفن؟

- الفن هوايتي من الصغر، أنا فنان تشكيلي عصامي، بدأت في استخدام الألوان الزيتية والمائية منذ عام 2004، فكانت بداياتي قوية ولافتة، ما دعاني للاستمرار وإنتاج المزيد من الأعمال الفنية، وبعدها صقلت موهبتي بعدد من الدورات التدريبية في مجال التلوين وفن الغرافيك.

● تنتمي لوحاتك إلى المدرسة الواقعية، فهل تكتفي بذلك أم ثمة مدارس أخرى لها أصداء في إبداعاتك؟

- لوحاتي كلها واقعية وتأثيرية، وأحب أن يكون المشهد واقعياً، ولكن بألواني الخاصة التي تميل إليها نفسي، مثل البنفسجي والأحمر والبني والأزرق، وفي وقت سابق كانت لي تجارب في الحداثة والتعبيرية والتجريد، لكنني لم أجد فيها الإشباع الروحي فتركتها للمستقبل إذا أردت التنويع في أعمالي الفنية.

● ما أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها في مجال الفن التشكيلي؟

- حصلت على جائزة رئيس الجمهورية اليمنية عام 2010، وجائزة أفضل عمل تشكيلي لعام 2012 بتنظيم وزارة السياحة بدار الحجر في صنعاء، وجائزة الأوسكار الدولية في القاهرة عام 2017 في ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين العرب، بخلاف العديد من الدروع والميداليات الذهبية التي حصلت عليها في ملتقيات عربية مختلفة.

● تقيم في مصر منذ سنوات، ما الذي حققته لك القاهرة باعتبارها عاصمة الفنون عربياً؟

- حققت الكثير من النجاحات، واكتسبت خبرات من خلال مشاركاتي في المعارض العربية التي تشارك فيها مجموعات من الفنانين العرب، وهناك تم تبادل الخبرات والآراء بتنوع التجارب والأفكار والمدارس المشاركة والاستفادة من النقد والندوات وغير ذلك، وفيها حصلت على جائزة الأوسكار الدولية، والكثير من الدروع والميداليات الذهبية في ما يقارب 15 مشاركة.

الفن هوايتي من الصغر فأنا فنان تشكيلي عصامي بدأت باستخدام الألوان الزيتية والمائية منذ 2004

حققت الكثير من النجاحات واكتسبت خبرات من خلال مشاركاتي في المعارض العربية
back to top