ألفا روميو كوادريفوليو... رمز لروح السباقات الإيطالية منذ 1923

الجريدة. زارت متحفها التاريخي في ميلان بدعوة من «الملا وبهبهاني»

نشر في 01-12-2019
آخر تحديث 01-12-2019 | 00:17
لحظات قضتها «الجريدة» في متحف رائدة صناعة المحركات الإيطالية، ألفا روميو، بمدينة ميلان، لتجسد ذكريات العلامة التجارية الشهيرة، التي كانت بدعوة خاصة من شركة «الملا وبهبهاني»، الوكيل الحصري لها في الكويت... «الجريدة» تسلط الضوء اليوم على تفاصيل المتحف العالمي، الذي يزوره نحو 100 ألف سنوياً، للحديث عن تلك الذكريات.
من مدينة أريزي بميلان الإيطالية، سجل متحف "ألفا روميو" ذكريات العلامة التجارية الشهيرة بدءاً من عشرينيات القرن الماضي، إذ يتوزع في كل أقسامه عدد من أبرز سيارات ألفا روميو التاريخية، التي التصقت بها قصص مثيرة.

افتتح المتحف، الذي يقع بالقرب من مصنع الإنتاج الحالي للشركة، في عام 1976، وبعد تغيير موقع الإنتاج، وإغلاقه في عام 2011 إثر عمليات التحديث، أعيد افتتاحه مجدداً في عام 2015، ليحمل في تصميمه

الـDNA ذاتها المميزة للعلامة. يعكس المتحف ماضي وحاضر ومستقبل مركبات العلامة وإنجازاتها العديدة طوال مشوارٍ طويلٍ من الابتكار في عالم السيارات.

ويصل عدد زوار المتحف نحو 100 ألف زائر سنوياً، منهم 60 في المئة إيطاليون، إلى جانب الجنسيات الأخرى كالفرنسية، والألمانية، والسويسرية، والبريطانية، والأميركية، ومن مختلف دول العالم.

ويعرض المتحف حاليا 69 مركبة، في حين يمتلك 180 مركبة، ويتم اختيار سيارات العرض ممن يمكنها إيصال الرسالة بشكل صحيح، بدءاً من عشرينيات القرن الماضي.

الحرب العالمية الأولى

ونالت ألفا، التي وُلدت في 24 يونيو 1910، وأصبحت ألفا روميو في عام 1918، تقديراً من جانب شركات صناعة السيارات لجودة وأداء سياراتها. وفي السباقات، سرعان ما أعقبت الانتصارات الأولى والمراكز المهمة التي حققتها في فترة ما قبل الحرب نتائج ممتازة جاءت مباشرة بعد الأحداث التاريخية الكبرى في الحرب العالمية الأولى. ومع ذلك، لم يتحقق الانتصار الدولي الكبير الأول الذي بسببه أصبحت العلامة التجارية أسطورة، كما هو الحال اليوم. وبعد إصدارات سيارات "السباق" المجهزة بمحركات بقوة 24 حصاناً و12 – 15 حصاناً، والطراز القوي 40 -60 حصاناً وطراز 20-30 ES، لم تتمكن حتى الجائزة الكبرى 1914 المستقبلية من النجاح في هذا المسعى.

وجاء التحول الحقيقي للأحداث في عام 1923 - مع الإصدار الرابع عشر من تارغا فلوريو، عندما قررت "ألفا روميو" عدم ترك أي شيء للمصادفة. وأعدت الشركة إصدار "كورسا" (سباق) محددا من سيارة رل RL الجديدة، تحفة جوزيبي ميروسي.

وتم تصميم محرك "ثلاثة لتر" ليكون أخف وزناً وأقصر، كما تم تعزيز قوته، وجرى الاهتمام بالجوانب اللوجستية، كما تم استدعاء أفضل السائقين في ذلك الوقت: أنطونيو أسكاري، وجوسيبي كامباري، وجوليو ماسيتي، وانزو فيراري وأوغو سيفوتشي. وكان الأخيران وراء عجلة قيادة سيارة أكثر شراسة، والتي تم تعزيز محركها ليصل إلى 3154 سي سي، بقوة 95 حصاناً.

وبغض النظر عن مدى كثافة الجهد، وكيفية صلاحية المشروع، وكيفية إتقان كل التفاصيل، ومدى حجم التضحية، فإنك في عالم السباقات تحتاج أيضاً إلى قليل من الحظ. وبأخذ هذا في الاعتبار، إضافة إلى قدر من الخرافات المتداولة إلى حد ما، قررت الشركة رسم شعار الحظ على أغطية سياراتها: برسيم أخضر من أربع أوراق. وتحقق النصر لأوغو سيفوتشي، الذي تبعه مباشرة زميله في الفريق أسكاري (الأول عرض البرسيم الأخضر ذو الأربع أوراق على خلفية بيضاء على شكل الماسة، والثاني العرض على خلفية ثلاثية)، في حين جاءت سيارة RL للسائق ماسيتي في المركز الرابع، وكان ذلك انتصارا عظيماً، وهو الانتصار الذي أطلق في نهاية المطاف العلامة التجارية وسط الشركات المصنعة، والذي حول كوادريفوليو إلى شعار فعلي ميز لجميع سيارات سباق ألفا روميو.

شعار الحظ السعيد

واستمر شعار الحظ السعيد في الظهور على سيارات السباق - بدءاً من ألفا روميو P2 التي فازت في أول بطولة عالمية لسباقات السيارات في مونزا عام 1925، لتحقق أول لقب من ألقاب "ألفا روميو" العالمية الخمسة. وفي أواخر العشرينيات من القرن الماضي، استخدمت شارة كوادريفوليو أيضاً لتمييز سيارات "ألفا روميو" على حلبة السباق عن سيارات سكوديريا فيراري، التي كانت تستخدم حصان قفز كشعار لها.

وفي عامي 1950 و1951، قاد جوسيبي "نينو" فارينا وخوان مانويل فانيو سيارتي ألفا روميو 158 و159، ألفيتاس الشهيرة، للفوز في أول بطولة عالمية للفورمولا 1. وفي الستينيات من القرن الماضي، ظهرت كوادريفوليو في إصدار جوليا الجاهز للسباق – وهو إصدار تي سوبر TI Super، قبل أن تتحد مع مثلث أوتودلتا Autodelta الأزرق لعدة عقود: من GTA إلى 33، حتى إلى بطولتين عالميتين فازت بهما TT 12 (1975) و33 TT 12 (1977).

واستمرت وتيرة سباقات "ألفا روميو" في الثمانينيات، حيث حققت، عندما عادت إلى الفورمولا 1 في عام 1980، نجاحات متكررة في سباقات سيارات التورينغ (GTV 6 2.5)، وحتى الانتصار في سباق DTM مع سيارة طراز 155 V6 Ti عام 1993 والسلسلة الطويلة من انتصارات 156 Superturismo (1998 – 2004).

وتم وضع شعار كوادريفوليو على طرازات عالية الأداء جرى تصنيعها خلال عقدي الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وبعض الطرازات كان لديها الشعار على هياكلها، على الرغم من أنه لم يظهر في أسمائها - مثل جوليا سبرينت جي تي فيلوسي Giulia Sprint GT Veloce أو 1750 جي تي فيلوسي 1750 GT Veloce - في حين أن طرازات أخرى، من الثمانينيات فصاعداً، شملت كوادريفوليو في أسمائها الرسمية، مثل الإصدارات المختلفة من 33 كوادريفوليو فيردي 33 Quadrifoglio Verde أو164 كوادريفوليو فيردي 164 Quadrifoglio Verde .

الجيل الجديد

واليوم، فإن حاملي المعايير للجيل الجديد من ألفا روميو هي طرازات جوليا وستلفيو، وكلاهما يحمل شارة كوادريفوليو الأسطورية، والتي تشهد على صفاتها من حيث الأداء والتحكم والنسبة بين الوزن والقوة، وهي المزايا التي يتصف بها الطراز الأعلى بفئة السيارة. كما يشتمل الطراز على مزايا خارجية وداخلية معينة وعلى محركات حصرية وصوت ألفا روميو حقيقي. وتحقق جيوليا وستلفيو كوادريفوليو، المجهزتان بمحرك بنزين من الألومنيوم بالكامل وثنائي التوربو سعة 2.9 لتر، قوة حصانية تبلغ 510 أحصنة و600 نيوتن متر من عزم الدوران، وهما مزودتان بناقل حركة أوتوماتيكي من ثماني سرعات.

وتضمن جوليا كوادريفوليو أداءً مثيراً: سرعة قصوى تبلغ 307 كم/ ساعة، وتسارع من 0-100 كم / ساعة في 3.9 ثوانٍ فقط. وتصل سيارة ستيلفيو كوادريفوليو إلى سرعة قصوى تبلغ 283 كم / ساعة، وتسارع من 0 إلى 100 كم / ساعة في 3.8 ثوانٍ فقط، وحققت مؤخراً رقماً قياسياً جديداً لفئتها لزمن الدورة على حلبة نوربورغرينغ الأيقونية: 7 دقائق و51.7 ثانية. وفي كلتا المركبتين، تم تصميم المقصورة مثل بدلة تم تفصيلها بعناية، مع حرفية واستخدام خامات ممتازة - ألياف الكربون والجلود وألكانتارا. وقد استخدمت ألفا روميو ألكانتارا في مقصوراتها منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي، وذلك في طراز ألفا روميو 145، الذي يمتاز بشكله الأنيق وحرفيته وأدائه القوي وتكنولوجيته الفائقة.

وتم رسم شعارات كوادريفوليو الأولى مباشرة على السيارات. وفي وقت لاحق، عندما أصبحت كوادريفوليو سمة من سمات مركبات الإنتاج تم تغييرها إلى شارة. ويتم تصميم شارة كوادريفوليو وصناعتها يدوياً بصورة فردية في إيطاليا، ليرتقي الشعار ويتحول تقريباً إلى عمل فني. ولمعرفة المزيد عن هذه الشارة الأيقونية

6 طوابق و3 أقسام

يتكون المتحف من 6 طوابق، ويوجد فيه 3 أقسام؛ القسم الأول يتضمن الجدول الزمني الذي يتحدث عن تاريخ الشركة والمنتجات من السيارات بدءاً من عام 1976 حتى الآن، بالإضافة إلى سرده المفصل عن تاريخ السيارات والأشخاص الذين ارتبطوا بها، كما يركز القسم نفسه على التصميم والتغييرات التي طرأت على التصاميم على مر السنين، بالإضافة إلى التكنولوجيا والتصاميم الداخلية والخارجية للمركبة.

ويمثل القسم الثاني عن العلامة الإيطالية منذ أواخر الثلاثينيات والتصاميم التقليدية والتكنولوجيا خلال هذه الفترة، كما يستعرض القسم الثالث تاريخ العلامة خلال فترة الخمسينيات والستينيات.

تجربة الجريدة . أنغام محرك الزمن الجميل

فاجأ المنظمون لزيارة المتحف، فريق الإعلاميين، وخلال ختام زيارة المتحف، بالسماح لهم بقيادة 1900 Sport Spider التاريخية ذات أنغام من محرك الزمن الجميل، والتي ترجع لعام 1954.

ورغم طول عُمر هذه التحفة الفنية، ذات 65 عاماً، لكنها كانت على الحلبة بثبات جميل، وبتبديلات ناعمة لناقل الحركة، وبتفاصيل جميلة غطت مقاعد المركبة بلمسات كلاسيكية تعكس اهتمام الصانع الإيطالي منذ تلك السنين.

وكانت الجولة بمتحف ألفا روميو في مدينة ميلان الإيطالية، بدعوة من "الملا وبهبهاني"، الوكيل الحصري لعلامة ألفا روميو في الكويت.

جوليا وستلفيو وكوادريفوليو تمثل الجيل الجديد في تقنياتها الحصرية
back to top