استقالة الحكومة ومهاتير المواجهة

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:03
 ناصر المحياني بعد الاحتلال الياباني عام 1942 خضعت ماليزيا للحكم البريطاني الممثل لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حتى كانت اللحظة التاريخية في 31 أغسطس عام 1957 التي أطلق فيها رئيس الوزراء الأول تنكو عبدالرحمن صرخة الاستقلال "مرديكا" أمام الآلاف من أبناء الشعب المحتشدين وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور ليعلن استقلال البلاد من الاحتلال البريطاني ومن جميع حقب الاستعمار التي مرت بها البلاد في تاريخها، لتصبح دولة اتحادية ملكية دستورية في ظل وجود برلمانٍ ديمقراطي.

وحيث إن الاستقلال الماليزي من الاحتلال لم يمض عليه سوى 61 عاماً، فلم يمنع ذلك البلاد والحكومات التي تعاقبت على حكمها من العمل بجهود هائلة لتطوير البلاد وانتشالها من الفقر والأوضاع السيئة التي خلفتها العقود الاستعمارية الطويلة.

الى أن خاض الدكتور مهاتير محمد غِمَار الحياة السياسية ليصبح أحد أنجح رؤساء الوزراء في التاريخ الماليزي، ذلك الرجل الذي بَدَا عليه إمارات القيادة والنجاح منذ صغره، ففي عهد مهاتير شُهِدَت الثورة الاقتصادية الهائلة في ماليزيا والذي حولها من دولة تعتمد على تصدير المنتجات الزراعية مثل المطاط وزيت النخيل إلى دولة صناعية ضخمة تسهم الصناعة فيها في 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بفضل سياساته الاقتصادية الناجحة، لتتبوأ ماليزيا المراتب المتقدمة إنتاجياً بين مصاف دول العالم، بعد أن كانت تعاني الفساد الذي كان ينخر في جميع جوانبها.

وعلى ذلك وبالنظر الى أداء حكوماتنا المتعاقبة والى الدور الرقابي والتشريعي للسلطة التشريعية من الجهة المقابلة نجد أن اختيار الحكومة كرت الاستقاله يجعلها في موضع ضعفٍ قد يدخلها بكل سهولة في موسوعة غينس العالمية كأضعف أداء حكوميٍ على الإطلاق، لذلك يجب أن تأتي الحكومة بالروح والخطط والأداء المهاتيري للوصول الى النجاح الحقيقي الذي تمكّن وبكل المقاييس من المحافظة على التوازن المعيشي، حين استطاع الحفاظ على جميع الحقوق والمكتسبات الخاصة بالطبقة الوسطى، تلك الطبقة التي تعد أهم وأصعب رهانٍ في مسيرة نجاح أيٍ من حكومات دول العالم.

back to top