الواجهة الثقافية الأولى

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:08
 غادة قاسم تعد القراءة المصدر الرئيس للثقافة، كما يعد الكتاب المصدر الرئيس للقراءة، ولأهمية القراءة والكتاب المطبوع أو الإلكتروني تهتم الدول بالبرامج والفعاليات الداعمة لذلك، ولا شك أن معارض الكتب أحد هذه الفعاليات، ودولة الكويت إحدى الدول الحاضرة في هذا الجانب الثقافي، حيث يقام سنويا فيها "المعرض الدولي للكتاب"، منذ عام 1975.

ومنذ ذلك إلى هذا العام يلاحظ التقدم والأخذ- قدر الإمكان- بعين الاعتبار ملاحظات الجمهور والمشاركين فيما سبق، ومعالجة جوانب القصور التي تمت خلال إقامة المعرض سابقا، ومواكبة كل ما هو مستجد في تنظيم المعرض أو المشاركات من كتاب ودور نشر من دول متعددة، محاولة بذلك تلافي ما قد يعتري معارض الكتب خاصة والجهد البشري عموما من خلل طفيف أو طارئ.

هذا المعرض الذي يحظى باهتمام ومشاركة دولية وعربية من دور النشر يقام على هامشه المحاضرات والورش الثقافية تجسيدا للتفاعل الحقيقي بين الكتاب وأصحاب الفكر الثقافي وجمهور القراء، فهو يعد الواجهة الثقافية الأولى للبلد.

كما يحظى هذا المعرض باهتمام الجهات القائمة على رعايته وتنظيمه والدعم بشكل رئيس أو مشارك، وباهتمام كل عناصر الحلقة الثقافية من كتاب وناشرين، وتنوع الكتب الثقافية والعلمية وجمهور القراء الذي يشمل الفئات المجتمعية كافة من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الثقافية المتباينة.

وللاستفادة من هذا التنوع الثقافي بالوجه الأمثل يتحتم على المستويات الثقافية الأعلى من جمهور القراء والمسؤولين عن القراء من الفئات العمرية الأقل أو الثقافية الأدنى من أولياء أمور ومدرسين توجيه هذه الفئات باختيار الأنسب لكل منهم، بحيث تتحقق الفائدة الأكبر والنفع الأكثر، ولا يكون محطة ثقافية عابرة لا تضيف لهم الجديد أو أنه مجرد تسلية ثقافية محدودة، ولكي تكون القراءة هادفة رشيدة وتجسيداً لقوله تعالى جل في علاه: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".

back to top