نقطة : المشكلة في الاسم

نشر في 22-11-2019
آخر تحديث 22-11-2019 | 00:20
 فهد البسام قد تكون كلمة "صندوق"، وما تبعثه على النفس من إحساس بالغموض والإغراء لمعرفة ما بداخله، هي السبب فيما يحيط بالصناديق في الكويت من شبهات وقضايا وأقاويل لا تنتهي، ليس أولها صندوق الاستثمارات الخارجية، ولن يكون آخرها ما أثير حول صندوق الجيش، وما بينهما صناديق الموانئ وإعانة المرضى وغيرها مما لا تعلمون، لدرجة وصلت معها إلى أنه حتى الشيخ سعد -رحمه الله- كان له موقف تاريخي منها، حين استحضر المثال قائلاً: "سرقوا الصندوق والمفتاح عندي!"، ليلفت نظرنا آنذاك إلى ما سيأتي.

لا تستهينوا بمرحلة الطفولة وحكاياتها الراسخة في الخيال والوجدان حتى آخر العمر، لهذا أكاد أجزم أن مفردة "الصندوق" مرتبطة بأذهاننا ومشاعرنا العميقة بقصة "علي بابا"، فجميعنا سمع الحكاية مئات المرات، ويعلم أنه بعدما ردد كلمة السر الشهيرة "افتح يا سمسم"، وانفتح له بعدها باب المغارة، دخلها ووجد بها الكنوز والأموال المسروقة من قبل الأربعين حرامي مكدسة في الصناديق، ومن هذه النقطة اللئيمة استقر في لا وعينا الجمعي، بعدما تربى خيالنا طوال سنوات النشأة على أنه أينما وجد الصندوق فلابد من وجود الأموال بداخله والحرامية حوله، ولا غرو بعد ذلك إن رأى البعض أن من واجبه الأخلاقي تحقيق حلم طفولته من خلال محاولة الاستيلاء على أي صندوق يجده في طريقه قبل وصول ورثة الأربعين حرامي قبله.

بما أن تغيير الأسماء أيسر من تغيير الأخلاق بالتأكيد، فدعونا نجرب حظنا مرة أخرى، ولنبدأ بالحل الأسرع والأسهل كعادتنا، ولنبدل تسمية "الصناديق" إلى أي اسم آخر يتناسب مع الغرض الذي أنشئت من أجله، ولنطلق عليها "حطة" الأجيال القادمة مثلاً أو "أرزاق" الجيش، وعلى هذا المنوال، لعل فضول البعض ورغبته الجامحة في معرفة ما بداخلها تهدأ قليلاً بتغير أسمائها، فلو عرض عليك مثلاً أن تقترن بـ"كاظمية" أو "جوى" فحتماً ستختار الثانية، رغماً أنك لم تشاهد أياً منهما، ولكنه سحر الأسماء وتأثيرها بك وبالمسميات ذاتها، وهكذا الصناديق.

back to top