العراق: قتلى على «الجسور»... وضغوط على المدارس

• توتر في البصرة
• استدعاء وزير مقرب من المالكي
• شيوخ كربلاء رفضوا لقاء عبدالمهدي

نشر في 22-11-2019
آخر تحديث 22-11-2019 | 00:05
محتجون قرب ساحة التحرير وسط بغداد أمس (رويترز)
محتجون قرب ساحة التحرير وسط بغداد أمس (رويترز)
عشية تظاهرات يتوقع أن تكون كبيرة اليوم، شهدت بغداد أمس توتراً أمنياً أسفر عن مقتل 4 متظاهرين في خرق نحو أسبوع من الهدوء، في وقت تحدثت تقارير عن ضغوط على المدارس لإنهاء إضرابها عن العمل.
راوحت أزمة الاحتجاجات العراقية المطالِبة برحيل الحكومة وإسقاط النظام السياسي مكانها، وتواصلت أمس التظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات في العاصمة بغداد و9 محافظات بوسط البلاد وجنوبها.

واستمر الإضراب عن الدوام في المدارس والجامعات وعدد من مؤسسات الدولة لليوم السادس والعشرين على التوالي، في حين دعا ناشطون إلى مليونية بحلول اليوم.

وأوضح شهود أن عمليات نصب الخيام والسرادقات متواصلة في ساحة التحرير، والخلاني ببغداد، ومحافظات البصرة، وميسان، والناصرية، وواسط، والمثنى، والديوانية، والنجف، وكربلاء، وبابل، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتظاهرين التي تفد إلى ساحات التظاهر، رغم قساوة الظروف الجوية، ودخول موسم الشتاء البارد.

ولاتزال المدارس والجامعات والمعاهد وعدد من المؤسسات والمحال التجارية تغلق أبوابها، خصوصا في المحافظات الجنوبية، في حين شلت الحركة في عدد كبير من الشوارع، من جراء قطع عدد من الجسور في بغداد والمحافظات، لمنع توسع رقعة التظاهرات، مما ولد حالة من الاختناقات المرورية.

البصرة

وفي محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، واصل متظاهرون غاضبون قطع الطرق المؤدية إلى عدد من الحقول النفطية ومصافي التكرير وميناء أم قصر، فضلا ًعن محاولتهم إغلاق منفذ سفوان بين العراق والكويت. ويقول المحتجون، الذين نظموا تظاهرة أمس، إن اتفاق كتل سياسية على إمهال الحكومة والبرلمان 45 يوماً لإجراء إصلاحات وتعديلات قانونية ودستورية لا يلبي مطالبهم، داعين إلى انتخابات مبكرة نزيهة.

معركة الجسور

ورغم حالة الهدوء النسبي، التي تشهدها ساحات التظاهر في عموم البلاد، باستثناء حالات متفرقة، ذكرت مصادر أمنية وطبية، أن 4 قتلى سقطوا وأصيب 38 منذ ليل الأربعاء- الخميس، بعد أن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قرب ساحة الخلاني المؤدية لجسر السنك.

ضغوط على المدارس

وذكرت تقارير أمس، أن عناصر من جهاز الأمن الوطني، التابع لرئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، اقتحمت مدارس في حي الجامعة ببغداد، وأجبرت مدرسين على توقيع تعهد بضرورة الدوام والحضور، وإلا فستتم ملاحقتهم وفق قانون مكافحة الإرهاب. وجاء ذلك بعد انتشار وحدات من الجيش قرب المدارس في العاصمة، لمنع الطلبة من المشاركة في التظاهرات.

وأفادت مصادر بأن عناصر من الاستخبارات تجبر إدارات المدارس على تزويدها بسجل حضور المدرسين، وتلتقط صوراً للمدارس التي تغيب طلابها عن الدوام استجابة لدعوات الإضراب العام.

شيوخ كربلاء

ويأتي ذلك غداة تأكيد شيوخ عموم عشائر كربلاء، مساء أمس الأول، رفضهم دعوة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للقائهم، مجددين تأييدهم لـ«خطى المرجعية ومساندة التظاهرات السلمية».

واعتبر هؤلاء في بيان أن «التسويف والمماطلة من القوى السياسية بعدم تلبية مطالب المتظاهرين»، مشددين على «رفض الاعتداء على الممتلكات العامة والتجاوز على الأجهزة الأمنية بالتوازي، مع التأكيد على أنه لا حل إلا بمواصلة التظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق المشروعة».

الحكيم والرئاسات

في هذه الأثناء، شدد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، على ضرورة التزام القوى السياسية بـ«وثيقة الإصلاح»، في حين جدد الدعوة إلى محاكمات علنية لرؤوس الفساد الكبيرة، واسترجاع الأموال إلى خزينة الدولة.

وقال الحكيم، في بيان أمس: «بحثنا مع السفير التركي في العراق فاتح يلدز تطورات الأوضاع السياسية والتظاهرات في البلاد والمنطقة وعلاقات البلدين الجارين».

وأضاف «أكدنا أهمية استثمار الضغط الشعبي لإصلاح الأوضاع العامة في البلاد، وضرورة استعادة ثقة الشارع العراقي من خلال الجدية وعدم التسويف في تنفيذ مطالب المتظاهرين السلميين المطالبة بالإصلاح، ومحاسبة كبار الفاسدين».

وطالب الحكيم «سلطات الدولة الثلاث باستثمار هذه الفرصة، والعمل على تنفيذ بنود وثيقة الإصلاح خلال الفترة الزمنية المحددة».

استدعاء وزير

في غضون ذلك، استدعت هيئة «النزاهة العامة»، أمس، وزير التعليم العالي الأسبق، ليكون الوزير الثالث الذي يمثل أمام التحقيق خلال اليومين الماضيين، على خلفية تهم تتعلق بالفساد الإداري.

وقالت مصادر مطلعة في الهيئة، إن «قرار الاستقدام صدر بحق وزير التعليم الأسبق علي الأديب، القيادي بحزب الدعوة، وأحد المقربين من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي».

إبعاد أميركي

على صعيد منفصل، أعلنت البحرية الأميركية «سيل» أنها تتجه إلى ابعاد القائد إدوارد غالاهر عن القوات الخاصة، وذلك بعد أيام من إلغاء الرئيس دونالد ترامب قرار خفض رتبته وراتبه، على خلفية إدانته بالتقاط صورة مع جثة أسير مصاب من أسرى «داعش» في العراق ونشرها.

في سياق قريب، وصلت 27 أيزيدية وأطفالهنّ، من ضحايا «داعش العراق»، إلى مطار شارل ديغول قرب باريس، لبدء حياة جديدة في فرنسا أمس الأول.

البحرية الأميركية بصدد عزل قائد نشر صوراً مع جثة معتقل عراقي
back to top