احترام الذات وتقديرها

نشر في 22-11-2019
آخر تحديث 22-11-2019 | 00:00
 د. نبيلة شهاب تعلمنا سواء من داخل الأسرة أو من المجتمع على شكل معايير وقيم اجتماعية احترام الآخرين وتقديرهم، وهي صفات حميدة ومهمة جداً لقيام واستمرار جميع العلاقات الاجتماعية مهما كانت درجة قوتها وخصوصيتها، حتى بين الأم وأطفالها. من جانب آخر هناك احترام الفرد لذاته وتقديرها، قد نستغرب أو حتى نستنكر الخوض في مثل هذا الموضوع، وكأن احترام الذات شيء مفروغ منه وجميعنا يمارسه دون استثناء. احترام الذات وتقديرها موضوع أساسي ومهم، ولو بحثنا في ماهية احترامها لوجدنا أنه يتلخص في تقديرها وإنزالها المكانة التي تليق بها والترفع عن أي قول أو فعل قد يسيء لها، والأهم هو حب الذات كما هي بميزاتها وعيوبها وعدم الانتقاص منها لأي سبب كان، وعدم السماح لأيٍّ كان من التقليل من احترامها أو عدم تقديرها.

والحقيقة أن بعضنا مقصر في ذلك الاتجاه، وهذا التقصير تتفاوت درجته من فرد لآخر، فقد يكون منا من يحترم ذاته نسبيا وآخر يحترمها كثيرا والبعض لا يحترمها وهكذا.

احترام الذات وتقديرها ينتج عنه جوانب إيجابية تصب في مصلحة الفرد وفي مصلحة الآخرين، وأهم هذه الجوانب زيادة ثقة الفرد بنفسه وقدراته التي ينتج عنها زيادة في إنتاجيته وعطائه في أي عمل يقوم به، وإن كان رعاية الأسرة والإبداع والتميز في القيام به، مما يترتب عليه شعوره بالإنجاز والنجاح والرضا والسعادة.

الفائدة الثانية هي حسن التعامل مع الآخرين واحترامهم واحترام خصوصيتهم ومبادئهم وقدراتهم، وبالتالي إرساء أسس علاقة اجتماعية قوية بينه وبين الآخرين، أيا كانت هذه العلاقة، والدليل واضح جداً في هذا المجال، حيث نجد أن الفرد الذي لا يحمل لنفسه احتراماً، ويتعامل بسخافة أو بأي طريقة سيئة وغير لائقة أو غير أخلاقية مع الآخرين، في النهاية يتحاشاه الجميع بعد أن يشعروا بالاستياء أو الجرح، ومن ثم يكون من الصعب عليه أن يكوّن علاقة اجتماعية جيدة، ولنبذ الآخرين له أو الابتعاد عنه نتائج نفسية واجتماعية وخيمة، سواء عليه خاصة أو على من يتعامل معه. إذاً وبكل وضوح نستنتج أن احترام الذات ليس بذخاً ولا شيئا مفروغا منه، بل هو سلوك مهم جداً يغرسه الفرد من بداية حياته وينميه ويبذل الجهد للمحافظة عليه ليجني ثماره في كل مراحل حياته.

back to top