اليوم العالمي لـ «الفلامنغو» يسحر العالم برقصاته ويستقطب محبيه

استضافته خشبة المسرح الصغير في «كاسا باتاس» الشهيرة

نشر في 22-11-2019
آخر تحديث 22-11-2019 | 00:00
الرقصة الإسبانية الفلامنغو
الرقصة الإسبانية الفلامنغو
تنطفئ الأضواء بينما تتسلط أشعة أفقية على أجزاء من خشبة المسرح الصغير بمنطقة «كاسا باتاس» الشهيرة بمناسبة اليوم العالمي لـ «الفلامنغو»، باستضافة عروض رقصات الفلامنغو، وسرعان ما تضيء المصابيح ببطء في وقت ينتظر المتفرجون بفارغ الصبر بدء العرض.
ويبدأ عازفو الغيتار بأداء مجموعة من الألحان ببراعة مصحوبة بتصفيق منتظم من مجموعة أخرى من الموسيقيين، كذلك الضرب على آلة الكاجون وهي آلة موسيقية تقليدية للنقر.
مازالت رقصة "الفلامنغو"، في يومها العالمي تسحر العالم وتستقطب المزيد من محبيها، ومن ذلك عروض استضافها مسرح "كاسا باتاس" حيث تندفع راقصة بتبختر إلى منتصف خشبة المسرح وهي ترتدي فستاناً طويلاً مزركشاً من اللونين الأحمر والأسود مع إزار أبيض اللون، وتضع في شعرها وردة، في حين ينتصب ظهرها ويرتفع رأسها عالياً بشموخ.

وتمد الراقصة إحدى ذراعيها فوق رأسها لتبدأ أداء عرضها الراقص، مستخدمة صاجات مشبوكة في أصابع يديها، كما تستخدم كعبي ونعلي حذائها المخصص للرقص لإحداث النغمات العالية المطلوبة عندما تحتك بأرضية المسرح.

وسرعان ما يرصد المتفرج مشاعر الحب والإثارة المنبثقة من عينيها، ممزوجة بالحزن والغضب والعاطفة الفياضة، ويجلس المتفرجون في صمت مشوب بالذهول ومأخوذين بهذا العرض، الذي تندمج فيه الموسيقى مع الرقص والأغاني معاً لتصير شكلاً فنياً متفرداً وطاغياً.

من جهتها ، وصفت منظمة العلم والتربية والثقافة التابعة للأمم المتحدة "يونسكو" هذه التعبيرات العاطفية التي تثيرها الآلات الموسيقية وتعبيرات الوجه والإيماءات والحركات والتألم والأصوات المبحوحة للفلامنغو، بأنها مزيج من "الحزن والفرح والأسى والابتهاج والخوف" .

وفي عام 2010 ، أدرجت منظمة "يونسكو" رقصة الفلامنغو في قائمتها للتراث الثقافي المعنوي، ومنذ ذلك الحين تم إعلان يوم دولي رسمي للفلامنغو احتفالاً بهذا الفن.

ومن المعتقد أن أصل الفلامنغو يرجع إلى الدمج بين الموسيقى الشعبية الأندلسية، مع موسيقى قومية "جيتانوس" أو "الروما" الإسبان الذين استوطنوا في الجنوب الإسباني في القرن الخامس عشر، وتعرض أبناء هذه القومية فترة طويلة للاضطهاد والتهميش، ولم تبدأ أحوالهم في التحسن إلا مع بداية القرن التاسع عشر، عندما كتب الملك رسائل تهدف إلى حماية البعض منهم الذين خدموا في الجيش الفلمنغي.

ويعتقد أن كلمة "فلامنغو" الإسبانية تعني "أبناء قومية الفلاندرز" التي تعيش في بلجيكا، ومع ذلك فمن الممكن أن تكون الرقصة قد تأثرت بالثقافات المغربية والإفريقية كذلك بثقافة الشمال الإسباني.

ويتدفق كل عام عدد لايحصى من السياح على مسارح عروض الفلامنغو الجذابة لمشاهدة هذا الفن الإسباني مباشرة، وفي مدريد، على سبيل المثال، توجد الكثير من المسارح التي تقدم عروضاً رائعة لهذه الرقصة، يقدمها فنانون وفنانات يتمتعون بالشهرة، وحيث تقدم في بعضها للضيوف أطباق إسبانية شهية.

بدوره، قال ميغويل بوفيدا مغني الفلامنغو الذي يقدم هذا الفن منذ سنوات، إن "الفلامنغو عبارة عن موسيقى شعبية، وتتمتع بأسلوب بسيط جداً، وإن كان شديد المباشرة والعمق في الوقت ذاته، للتعبير عن الحياة والمشاعر والناس".

ومن بين نجوم الفلامنغو عازف الغيتار ذو الشهرة العالمية باكو دي لوسيا الذي توفى عام 2014، وحضر مراسم تشييع جنازته ولي العهد الإسباني وقتذاك الأمير فيليبي.

back to top