مصر | تحذير أميركي علني لمصر من إتمام صفقة «سو 35»

صحافي مقرّب من «الرئاسة» يكشف تفاصيل التعديل الوزاري المرتقب

نشر في 19-11-2019
آخر تحديث 19-11-2019 | 00:05
السيسي مصافحاً نظيره الألماني في برلين أمس   (أ ف ب)
السيسي مصافحاً نظيره الألماني في برلين أمس (أ ف ب)
غداة وصول السفير الأميركي الجديد لدى مصر، جوناثان كوهين، إلى القاهرة أمس الأول، صعّدت واشنطن من لهجتها أمس، ضد شراء مصر لمقاتلات "سوخوي 35" الروسية المتطورة، بالحديث مجددا عن عقوبات أميركية ضد الحكومة المصرية حال إتمام الأخيرة لصفقة شراء نحو 20 مقاتلة روسية بكلفة ملياري دولار، مما ينذر بسحب أزمة عاصفة بين الولايات المتحدة وواحدة من أكبر حلفائها في الشرق الأوسط.

مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية، آر. كلارك كوبر، قال بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء أمس، إن شراء مصر طائرات مقاتلة روسية يعرّضها لخطر العقوبات الأميركية، كما يهدد مشترياتها من العتاد الأميركي في المستقبل، وأشار إلى أن القاهرة على دراية بتلك المخاطر.

حديث كوبر يعدّ أول تحذير أميركي علني لمصر في هذه النقطة الحساسة، إذ سبق أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة الماضي، عن أن وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين مارك إسبر ومايك بومبيو، حذّرا بشكل غير علني القاهرة الأربعاء الماضي، من إتمام صفقة شراء المقاتلات الروسية المتطورة، وأن الصفقة ستؤثر على "اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلا بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها".

من جانبه، كشف مؤسس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، سعدالدين إبراهيم، لـ "الجريدة" عن توقعاته لمسار الأزمة المتوقعة في العلاقات المصرية - الأميركية، قائلا: "لن تؤدي أزمة المقاتلات الروسية إلى قطيعة بين القاهرة وواشنطن، فالأمور ستشهد المزيد من الشد والجذب، كما هو حاصل مع تركيا، وهي حليف مهم لأميركا، بعدما حصلت أنقرة على منظومة الدفاع الروسية S400".

وتابع إبراهيم، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار الأميركية: "واشنطن تدرك صعوبة الاستغناء عن حليف مهم في المنطقة مثل مصر، كما أن كل دولة لها مصالحها الخاصة التي تدافع عنها، لذا ستكون الأزمة اختبارا قويا للنظام المصري لبيان مدى استقلاليته، لكن رغم ذلك أتوقع أن تنتهي الأزمة إلى تعليق المساعدات الأميركية العسكرية لمصر لفترة من الزمن، وهو أعلى سقف ممكن، مع استمرار التنسيق في ملفات ذات اهتمام مشترك بين البلدين".

إلى ذلك، اقتربت مصر بشدة من الدخول في أجواء التعديل الوزاري المرتقب، إذ أفصح الصحافي المقرب من دوائر صنع القرار المصرية، ياسر رزق، عن بعض معالم التعديل الذي سيشمل ما لا يقل عن 10 حقائب وزارية، مع الإبقاء على مصطفى مدبولي رئيسا للحكومة ووزراء الحقائب السيادية والكهرباء والأوقاف والتخطيط، ومن المقرر أن يتبع التعديل الوزاري حركة محافظين.

وأدلى رزق، وهو رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الصحافية المملوكة للدولة، بحديث تلفزيوني، مساء أمس الأول، أكد فيه أن التعديل الوزاري واقع لا محالة، وأن التوقيت النهائي في يد الرئيس السيسي، لافتا إلى وجود حالة من عدم الرضا على أداء بعض المسؤولين، وضاربا المثل بوزير التموين الذي ارتكب "خطأ جسيما" فيما يتعلق بمنظومة تنقية البطاقات التموينية.

وأغلق رزق باب الحديث عن أي مصالحة مع جماعة "الإخوان"، مؤكدا أن الأخيرة تمارس الدعاية السوداء لزعزعة استقرار الدولة، وشدد على أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على تفريغ كوادر مؤهلة لتولي مناصب رفيعة، بما فيها رئاسة الجمهورية، وأن الرئيس السيسي هو الأنسب لبناء الدولة الحديثة الثالثة في مصر (بعد تجربتي محمد علي باشا وجمال عبدالناصر).

ولفت رزق الأنظار بحديثه عن مبادرة إصلاحية سياسية لتقوية الأحزاب، عبر دمج العديد من الأحزاب المتشابهة في الأفكار في كيان واحد، ليكون هناك تجمّع للأحزاب الليبرالية اليمنية، وآخر لليسار، وثالث للتيار القومي الناصري.

وبدا أن الأحزاب المصرية تعمل فعليا على أرض الواقع لتنفيذ الرؤية التي عبّر عنها رزق وترغب فيها الدولة، إذ أعلن رئيس حزب "الوفد" الليبرالي، بهاء أبو شقة، العمل على تشكيل التحالف الليبرالي المصري، الذي يضم الأحزاب السياسية التي تميل إلى الفكر الليبرالي.

في سياق منفصل، استقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره المصري عبدالفتاح السيسي أمس، في إطار زيارة الأخير إلى برلين للمشاركة في مؤتمر "مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا"، الذي ينطلق اليوم، وزار السيسي مقر البرلمان الألماني (البوندستاغ)، حيث التقى رئيس البرلمان فولفغانغ شويبله.

back to top