«جلنار وطائر النار» تعزز القيم الإيجابية وترسخ المساواة

قدمت عروضها على مسرح الاستديو بمركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 18-11-2019
آخر تحديث 18-11-2019 | 00:01
حققت مسرحية «جلنار وطائر النار»، بمركز جابر الأحمد الثقافي، المتعة والمعرفة للطفل، متبعة وسائل عدة لتوصيل رسالتها.
عُرضت مسرحية الدمى "جلنار وطائر النار" على مسرح الاستديو بمركز جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي، أمام حضور جماهيري كبير من الأطفال والكبار، حيث امتلأ المسرح بالكامل.

العرض المسرحي يروي حكاية محببة لجميع الأعمار، وجاءت القصة من شرفات قصر العجائب في جزيرة زنجبار على ساحل شرق إفريقيا، حيث ترى الأميرة جلنار السفن الخشبية الشراعية التجارية آتية من الكويت. تحلم جلنار بأن تقوم برحلة بحرية مع صديقها طائر النار، للبحث عن دواء يخلصه من خوفه، ويعيد إليه ريشه الجميل.

وتأتي المسرحية إيمانا بدور مسرح الدمى في مخاطبة عقل المتلقي ووجدانه عن طريق القصة المشوقة، التي تعزز القيم الإيجابية، مثل: التعاطف والصداقة، وترسيخ مفاهيم المساواة بين الذكر والأنثى.

وتسلط المسرحية الضوء على دور الفتاة جلنار في استكشاف إمكانياتها، واستغلالها في تحقيق أحلامها، ومساعدة صديقها طائر النار للتغلب على خوفه. وتتمحور الأحداث حول الملاحة والتجارة البحرية في الخليج العربي، وتستخدم بعض مفردات التراث البحري، وصناعة السفن، ونشاط الصيد، واستخراج اللؤلؤ، في طرح مفاهيم ضمن المناهج الدراسية، ويتعرف عليها الطفل بصورة مشوقة.

فن العرائس

وبهذا الصدد، قالت مؤلفة العمل، الكاتبة هدى الشوا، إن التجربة كانت مغامرة، وخاصة أن "مسرح العرائس الذي اعتمدناه هو المسرح المكشوف، ورؤية المحركين بكامل هيئاتهم. ويتم تغيير المشاهد المسرحية تلقائيا أمام الجمهور".

وتابعت: "يعتمد العرض على الأداء الحي، لا البلاي باك، إضافة إلى عدم الاعتماد على الوسائط الإلكترونية أو البروجكتور، بل على أداء المحركين والفرجة الدرامية، لذا كانت تجربة (جلنار وطائر النار) أكثر تعقيدا من تجربة خيال الظل بمسرحية الفيل في المدينة، واحتاجت جهدا أكبر في الإخراج والتنفيذ".

وعن قلة التجارب في مسرح الدمى بالكويت، قالت إن ذلك الأمر يعكس نقصا أكاديميا في تخصصات فنية، كفنون الدمى والعرائس بالمعاهد والجامعات.

وأوضحت الشوا أن "رسالة المسرحية تتمثل في تقديم نموذج للفتاة السمراء التي تكتشف قدراتها الكامنة، وتساعد طائرها على استرداد ثقته بنفسها، فهي قصة عن المبادرة، واكتشاف الإمكانيات، وتجاوز المخاوف والقلق".

من جابنها، قالت بطلة شخصية "جلنار"، فرح الحجلي، إنها مثلت في مسرحيات أطفال بالسابق. وعبَّرت عن سعادتها بهذه التجربة الأولى، ووصفت تحريك الدمى بالشيء الجديد بالنسبة لها. وأضافت أنها ليست مع مبدأ تقمص الشخصية، لكن مع فهم الشخصية والبحث في أبعادها، والتعايش معها، مشيرة إلى أنها حاولت تقديم شخصية "جلنار" بشكل قريب من الأطفال.

تطور الحكاية

الفعل المسرحي كان حاضراً عبر تطور الحكاية من بداية ووسط ثم نهاية، وتعامل المخرج مع عناصر المسرحية بصورة إيقاعية متناغمة تناسب العرض الموجَّه للطفل، وكذلك جاءت الدمى رائعة في تصميمها، وتعبِّر بألوانها الجميلة عن كل شخصية، حيث ساهمت في شد انتباه أعداد كبيرة من الأطفال.

وسعت المسرحية إلى تحقيق المتعة والمعرفة للطفل، متبعة وسائل عدة لتوصيل الرسالة، وانتهجت أساليب محببة لقلوب الأطفال، كالرقص، والغناء، والأداء الاستعراضي. أما حديث الشخصيات، فكان بأسلوب سردي مشوِّق، جذب الطفل إليه، فحققت المسرحية المتعة والترفيه وإذكاء الأخلاق الأصيلة والقيم في نفسية الطفل. وقد أجاد الممثلون في تجسيد شخصياتهم، وأظهروا إمكاناتهم التمثيلية.

جدير بالذكر، أن المسرحية من إخراج د. نبيل بهجت، وتمثيل: علي أبوزيد، مصطفى الصباغ، فرح الحجلي، فالين فخري، بدر دشتي، عبدالله الهويدي، مصطفى خيرالله، عمر سرعاوي، ومن تأليف هدى الشوا، ود. نبيل بهجت. وصناعة الدمى لنورهان ترفاوي، والتأليف الموسيقي للدكتور ألفريد جميل، ومن غناء سارة رشاد وعدنان بالعيس.

الشوا: المسرحية تعتمد على الأداء الحي لا «البلاي باك»
back to top