التربية والتعليم العالي بالـ MRI

نشر في 15-11-2019
آخر تحديث 15-11-2019 | 00:04
 ناصر المحياني التخطيط، وفق أدق المفاهيم الشاملة، هو عملية التفكير بما ينبغي عمله في المستقبل والكيفيّة التي سيتمّ من خلالها إنجاز ما تم التفكير فيه، والوقت اللازم لتنفيذه، بالإضافة إلى تحديد الأهداف والطُّرُق والخطوات اللازمة لبلوغ تلك الأهداف، ويتطلّب ذلك تحقيق قَدر كبير من وضوح الرؤية والتنبُّؤ الصحيح والدقّة العالية للأحداث المُتوقَّعة في المستقبل. ففي 2005، حددت القمة العالمية للتنمية الاجتماعية ثلاثة مجالات رئيسة تسهم في الفلسفة وعلم الاجتماع الخاص بالتنمية المستدامة، وهذه العناصر تشكل حجر الأساس للتغلب على المجالات الثلاثة التي تواجه العالم حالياً، ووصفت لجنة (Brundtland) ذلك بأنه "التنمية التي نحتاجها حاليا بدون تقليل قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها"، وبناء عليه يجب أن ننظر إلى المستقبل عند اتخاذ قرارات حول الحاضر. ولذلك وعند حدوث الخلل في التخطيط تبدأ المعالجة الدقيقة بما يسمىٰ التخطيط الإصلاحي الذي يسبق المعالجة لأخطاء التخطيط الابتدائي للمشروع، فهو بمثابة أشعة الرنين المغناطيسي لتشخيص الحالة بشكلٍ دقيقٍ، ليتم التمكن من رسم الخطط العلاجية للرؤية المستقبيلة الخاصة بالحالة المنظورة ذاتها.

وبتسليط ضوء أشعة الـ(MRI) على وزارة التربية، نجد أن مبنى الوزارة الرئيس من الداخل والخارج يعد روعة في الحداثة العمرانية والتطور المبهر بالنسبة للتصميم الهندسي شبه المتكامل، وعند زيارتك للوزارة المقصودة من الممكن أن يحالفك الحظ للفوز بمخالفة مرورية نظير تلك الزيارة التاريخية، هذا إذا لم تتصدر قائمة المحظوظين أيضاً بوضع كابح وزارة الداخلية على عجل سيارتك بسبب الوقوف الخطأ، لعدم توافر مواقف خاصة في تلك الوزارة. وقد ذُكِرَ أن التربية تبذل جهوداً مضنيةً في طلب الاستعانة بمواقف بنك الائتمان من خلال مخاطبتهم وللمرة الثانية على التوالي لتوفير المواقف الخاصة بالمراجعين، آملين أن تتم المعالجة العاجلة لهذه الحالة، هذا من جانب الخطيط الاستيراتيجي الخالي من الاستدامة، ناهيك عما ذُكر من حادثة في محافظة الجهراء، بطرد أحد الطلبة بالساعات الأولىٰ من بداية اليوم الدراسي بقرار فصل من غير استدعاء ولي أمر الطالب حتى أصبح الطالب ملقىً في الشارع العام إلى انتهى به المصير الى حادث نتج عنه كسر في الفقرة السابعة بعد نقله إلى مستشفى الجهراء، فأين المنطقة التعليمية والوزارة من ذلك؟! أما عن وزارة التعليم العالي، فلا حاجة لأشعة (MRI)، فعند التطرق لهذه الوزارة مباشرة يخطر في أذهان الجميع الأحكام القضائية التي انتصر لها القضاء الكويتي العادل ضد قرار مضي عامين على شهادة الثانوية العامة، وتعيين خريجي الجامعات المصرية والأردن من تخصص التربية البدنية كإداريين، وشرط الحصول على الإجازة الدراسية لاستكمال الدراسة في الخارج، لتقوم تلك الوزارة بضرب مواد الدستور عرض الحائط، وبذلك ندرك تماماً أن تشخيص الأمراض المتفشية قد أصبح جلياً للجميع، لذلك نحن بحاجة الى قرارات صارمة ورادعة لكل ما سبق!

back to top