قاعدتان روسية بالقامشلي وتركية في رأس العين

إسبر: 600 جندي أميركي لحماية النفط... ولا تغيير بالتنف

نشر في 15-11-2019
آخر تحديث 15-11-2019 | 00:00
دورية أميركية في القامشلي أمس الأول (أ ف ب)
دورية أميركية في القامشلي أمس الأول (أ ف ب)
في سياق صراع نفوذ دفع واشنطن لإعادة نشر قواتها شرق سورية، وأنقرة للتمركز الدائم في رأس العين، شرعت موسكو في إنشاء أول قاعدة عسكرية لها في معقل الأكراد بمدينة القامشلي ونصبت حولها منظومات دفاع جوي متطورة وطائرات حربية نقلتها إليها من مركزها الدائم بحميميم في اللاذقية.

ومع وصول ثلاث طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الروسية، واحدة من طراز Mi-8 واثنتان Mi-35 إلى مطار القامشلي، أكد قائد القاعدة الجوية تيمور خوجايف أمس نقل منظومة الدفاع الجوي "بانتسير" للمدينة ذات الغالبية الكردية المدعومة أميركياً، بهدف حماية الطائرات من الأرض، إضافة إلى وجود برج مراقبة وأماكن للفحص الطبي للطيارين.

ونشرت قناة "زفيزدا"، الروسية تسجيلًا يظهر لحظة هبوط الطائرات في المطار، الذي ظل تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد دون معظم محافظة الحسكة، ووصفتها بأنها لحظة تاريخية.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن القوات التركية بدأت إنشاء قاعدة عسكرية لها في قرية الحواس بريف رأس العين. ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 50 عسكرياً روسياً وتركياً مزودين بثماني عربات مدرعة سيروا الدورية السادسة من نوعها لرقابة وتأمين المنطقة الحدودية منذ 22 أكتوبر الماضي.

في سياق التسابق، الذي دفع تركيا إلى تنظيم مدينة رأس العين على غرار مدنها، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر رسمياً، أمس، الإبقاء على 600 جندي تنفيذاً لأوامر الرئيس دونالد ترامب حماية لحقوق النفط.

وأوضح إسبر، في طائرة أقلته إلى سيول حيث بدأ جولة في آسيا، أن ذلك العدد لا يشمل نحو 200 عسكري جندي متمركزين في قاعدة التنف على المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، مشيراً إلى أن الخطة يمكن أن تتغير إذا قرر الحلفاء الأوروبيون تعزيز عددهم في سورية.

وفي وقت سابق، تجاوز الرئيس الأميركي التوترات التي تشوب العلاقات مع شريكه الأكبر في حلف شمال الاطلسي ليعلن أنه من أشد "المعجبين" بنظيره التركي.

وفي اليوم الذي كان الكونغرس يعقد فيه أولى جلسات إجراءات عزله مباشرة على هواء المحطات التلفزيونية، أمضى ترامب عدة ساعات في البيت الأبيض مع إردوغان مدعياً أنه لا يعير اهتماماً لأزمته الداخلية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفه "أفضل بدلا من ذلك التركيز أكثر على السلام في الشرق الأوسط".

وابتعد ترامب، الذي وصف إجراءات العزل بأنها "خدعة" و"دعابة"، عن أي جدل يتعلق بتركيا، وقال لدى استقبال إردوغان، "نحن صديقان منذ أمد بعيد".

وخلال مؤتمر صحافي طرحت فيه أسئلة لينة من قبل صحافيين ودودين من البلدين تم اختيارهم بعناية لهذه المهمة، زاد ترامب من رهانه على ضيفه، وقال انه من أشد "المعجبين" به، آملاً أن يكون بمقدوره حل مشكلة شراء تركيا منظومة S400 الروسية واستبعادها من برنامج تطوير طائرات الشبح F35.

وذكّر إردوغان برسالة غير مألوفة النبرة بين الرؤساء، ختمها ترامب له بالقول: "لا تكن متصلباً، لا تكن أحمق"، موضحاً أنه استغل زيارته للبيت الأبيض ليعيدها إلى صاحبها.

وعلى الأرض، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية على المحور الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب، سيطر خلالها على قرى جديدة بريفها الجنوبي الشرقي، منها تل خزانة واللويبدة غربية، وقضت على أعداد من "جبهة النصرة" سابقاً وحلفائها ودمرت عتادها وأسلحتها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

في المقابل، وصلت الفصائل الموالية لتركيا، إلى أطراف مدينة تل تمر في ريف محافظة الحسكة بعد سيطرتها على طريق أوتوستراد حلب- القامشلي وقرية أم كيف وتوغلها في المناخ، والاقتراب من قطع طريق تل تمر- أبو راسين وطريق تل تمر - القامشلي وسط تحليق مكثف من طيران الاستطلاع التركي، بحسب "الجيش الوطني".

وشهدت قرى شمال مدينة تل تمر وشرقها، الواقعة بين طريق تل تمر - أبو راسين وطريق القامشلي - تل تمر حركة نزوح واسعة باتجاه مدينة الحسكة بسبب القصف العشوائي وتقدم فصائل المعارضة.

في الأثناء، نشر المرصد السوري، أمس، تسجيلاً صوتياً قديما لزعيم "داعش" السابق أبوبكر البغدادي المقتول بإدلب في عملية أميركية نهاية أكتوبر، مبيناً أن الوحدات الكردية عثرت عليه خلال مداهمة نفذتها على مقر لأحد خلايا التنظيم بدير الزور في سبتمبر 2018.

وفي التسجيل، الذي يسمع في خلفيته صوت مساعده في محاولة لتهدئته، يلقى البغدادي اللوم على عناصر تنظيمه في الخسائر الفادحة في سورية، مشيرا إلى أن السبب في الهزيمة هو الانشغال بأمور الدنيا وتشويه سمعة الآخرين من أجل المال.

back to top